ترجمة خاصة / وكالة الصحافة اليمنية//
في تقرير مطول للكاتب والباحث المختص في شؤون الجماعة الإرهابية حسان حسان نشرته صحيفة “فورين بوليسي” حول الإمارات وسياستها في الشرق الأوسط قال: إن الإمارات بدأت قبل 6 سنوات تأكيد نفسها كممثل عسكري وسياسي رئيسي في الشرق الأوسط، وأن الانقلاب الناجح ضد جماعة الإخوان المسلمين في مصر 2013 أتاح للإمارات اتخاذ زمام المبادرة الحاسمة في تشكيل الأحداث في المنطقة.
وفي شهر يوليو من العام الجاري ضربت استراتيجية الإماراتيين جدارًا حاسمًا، أولاً ، أعلنت البلاد انسحابها من حرب اليمن ، التي شنتها مع المملكة العربية السعودية في عام 2015 ، و بدأ المسؤولون الإماراتيون أيضًا في إطلاق نغمات تصالحية تجاه إيران وعقدت معهم اجتماعات نادرة رفيعة المستوى لمناقشة ترسيم الحدود البحرية.
وأكد حسان أن الإمارات تحاول الآن استعادة سمعتها في واشنطن وغيرها من العواصم الغربية من خلال تصوير نفسها كدولة صغيرة تسعى لتحقيق الاستقرار والازدهار من خلال القوة الناعمة والمشاركة الاقتصادية ، والتي تعارض بالتالي حروب من جميع الأنواع في الشرق الأوسط.
ولفت حسان إلى أن هذه الرواية تتناقض مع تصرفاتها على مدى السنوات الست الماضية ، حيث حاول الإماراتيون – وفشلوا – عكس آثار الربيع العربي بأي وسيلة ضرورية.
ومضى حسان في تقريره قائلاً : يبدو أن الإماراتيين يشعرون بالإحباط بسبب عدم قدرتهم على تكرار دعمهم الناجح للانقلاب الذي أطاح بالرئيس المنتخب ديمقراطياً في مصر في عام 2013. وبالنسبة للإمارات العربية المتحدة ، كان الإطاحة برئيس الإخوان المسلمين والحملة اللاحقة على التنظيم الإسلامي بمثابة حملة نجاح.
وأضاف : كانت هذه بداية انحدار للإسلاميين في جميع أنحاء المنطقة ، وهو انعكاس لارتفاعهم بعد الانتفاضات العربية في عام 2011. لكن الإمارات حققت نجاحًا محدودًا في أماكن أخرى منذ ذلك الحين ، لا سيما في ليبيا واليمن وتونس.
وتطرق التقرير إلى دعم الإمارات لقوات خليفة حفتر في ليبيا لطرد الإسلاميين من العاصمة وتبدون الوقائع أن الإمارات فشلت في تحقيق أي انتصار، وفي اليمن حاول السعوديون إقناع الإمارات بالعمل مع حزب الإصلاح الذي يهيمن عليه الإسلاميون، وهو الجهد الذي أدى إلى لقاءات مهينة بين قادة الحزب وحاكم الأمر الواقع في الإمارات العربية المتحدة ، محمد بن زايد ، الذي جعلها مهمة حياته لسحق الإخوان المسلمين في كل مكان.
وأشار حسان حسان إلى أن الأيام أثبتت أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اعتمد بشكل مفرط على أموال الخليج دون أي قدرة على الرد بالمثل، كون السيسي رفض الاشتراك في “الناتو العربي” بقيادة السعودية.
وأكد التقرير على أن الإمارات بموقفها الجديد قد لا ينهي دعمها لوكلاء في المنطقة ولكنه قد يغير مسار علاقتها مع السعودية، واللذان اعتقدا أنهما قادران على إنشاء نظام إقليمي لكن قد لا يكون ذلك ممكنًا في اليمن، حيث قد يقنع انسحاب الإمارات العربية المتحدة المملكة العربية السعودية بتبني سياسات أكثر عدوانية – ومخالفة للمصالح الإماراتية.