خاص// وكالة الصحافة اليمنية//
بالأمس عبرت اسرائيل عن قلقها البالغ من احتمال سيطرة من اسمتهم “الحوثيون” على باب المندب وأبدت خشيتها على سفنها التجارية التي تمر عبر البحر الاحمر، نشرت تقارير وتصريحات عن الأمر.
قبل أن تبدأ السعودية بشن الحرب على اليمن بعدة أيام كانت اسرائيل قد أعتبرت اليمن دولة معادية.
الحقيقة أن إسرائيل لا تشعر بالقلق ولا تخشى على سفنها، لكنها بمثل هكذا تقارير تعطي إشارات الى أدواتها بالتدخل في اليمن، وتضع خطوط عريضة وترسم خرائط بتلك التقارير التي على ضوءها تتحرك الاساطيل الأمريكية وتقاتل فيها السعودية وحلفاءها.
نستعرض بعض الاشارات والتحذيرات التي أطلقتها إسرائيل قبل اعلان السعودية شن الحرب على اليمن بأشهر، فقط لنعرف كيف تحركت السعودية وأمريكا ومتى تحركت وبناءً على أي تقارير تم إعلان الحرب، ولنعرف أيضاً هل تحركت السعودية لإعادة شرعية الرئيس المستقيل أم أن تحركها جاء لحماية إسرائيل التي عبرت عن خشيتها من سيطرة أنصار الله على خط الملاحة الدولية.
في الـ 18 من اكتوبر 2014م قال الصحفي الإسرائيلي” آفي يسسخروف” إن إسرائيل تتابع بقلق سقوط المدن اليمنية واحدة تلو الأخرى في أيدي الحوثيين، لاسيما مع اقتراب تلك الجماعة الزيدية التي تمولها إيران من السيطرة على المجري الملاحي الذي توليه إسرائيل أهمية خاصة، ممثلا في مضيق باب المندب، والذي يعد بوابة العبور من البحر الأحمر للمحيط الهندي.
وأضاف محلل الشئون العربية في مقال بموقع”walla” حينذاك أن وجود عناصر موالية لإيران في مجري ملاحي خطير بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي، يمكن أن يتسبب في الكثير من المشكلات للسفن الإسرائيلية التي تمر من هناك، مشيرا إلى هجمات شنتها تنظيمات فلسطينية بداية السبعينيات من القرن الماضي على سفن إسرائيلية خلال مرورها في مضيق باب المندب، واحتمالات اتباع نفس الأساليب بواسطة الحوثيين.
وإنطلاقا من ذلك الإهتمام و الأهمية كرست القيادة العسكرية الإسرائيلية ( رئاسة الأركان و وزارة الدفاع ووزارة الشؤون الإستراتيجية و الإستخبارات 3 أيام من أجل مناقشة الوضع الذي وصف بالخطير والذي نشأ في أعقاب الأحداث في اليمن و إحتمالات أن يتحرك الحوثيون للسيطرة على باب المندب.
وقد أسفرت تلك المداولات عن قرار بتعزيز القوات البحرية و الجوية الاسرائيلية وكذلك القوات الخاصة التابعة لقيادة العمق في البحر الأحمر عن طريق إرسال وحدات من وحدة هاشايطيت الكومندس البحري وكذلك وحدة من قوات شيلداج و هي وحدة منقولة جوا، وأخرى من الوحدة الخاصة التابعة لأركان العامة، وجاء ذلك في أعقاب تقديرات بأن المعركة التي ستدور عند باب المندب لن تكون بين قوات نظامية بحرية في مقابل بحرية أو دروع مقابل دروع و إنما ستكون حرب غير تقليدية تستخدم فيها الصواريخ و لكن ستكون للوحدات الخاصة البرية والبرمائية دور كبير.
وفي نفس الإتجاه فإن الجنرال هارتسي هاليفي رئيس شعبة الإستخبارات العسكرية قام يوم الخميس 12 فبراير 2015م بجولة خاطفة إلى إريتريا ثم إنتقل إلى جيبوتي وكينيا من أجل تحذير هذه الدول من إمكانية سيطرة الحوثيين على باب المندب و سيطرة تنظيم القاعدة على خليج عدن و ما سيحمله ذلك من تهديد لمصالح جميع الدول الواقعة على البحر الاحمر والمحيط الهندي.
وفي الــ 6 من مارس 2015م اعلنت اسرائيل حالة الطوارئ البحرية أبلغت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية شركات السفن “الإسرائيلية” بالتعامل مع سواحل اليمن بوصفها سواحل دولة معادية، ما يفرض عليها اتخاذ إجراءات متشددة على مستوى الحماية والتأهب عند عبورها مضيق باب المندب.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن ثمة خشية سائدة داخل المؤسسة الأمنية في إسرائيل «من أن يحاول الإيرانيون الذين سيطروا على أجزاء واسعة من اليمن، إغلاق المضيق أو التعرض للسفن” الإسرائيلية” بواسطة صواريخ تطلق من الساحل».
وبحسب الصحيفة، فإنّ كلاً من السعودية ومصر تخشى من «سيطرة الحوثيين على اليمن»، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى المسارعة إلى شراء سفن حربية متطورة من فرنسا لمواجهة احتمال أن تغلق إيران مسار الملاحة المؤدي إلى قناة السويس.
في مقابل ذلك، قالت الصحيفة أن الأميركيون والأوروبيون، لا يزالون بعيدين عن الانشغال بذلك التهديد ويركزون اهتمامهم على مكافحة القراصنة الصوماليين في منطقة خليج عدن.
من الفقرة الأخيرة نلاحظ كيف استطاعت اسرائيل تصوير الخطر وكأنه على السعودية ومصر الدولتان اللتان لم تكملا الشهر حتى شاركتا في العدوان على الشعب اليمني بناءً على تلك التقارير الاسرائيلية، نلاحظ أيضاً حنق اسرائيل على أمريكا وأوروبا من عدم أخذهم لتلك التهديدات على محمل الجد وسخريتها من انشغالهم بمكافحة القرصنة.