المصدر الأول لاخبار اليمن

قلق الرياض يتزايد من حسابات الفشل .. السعودية تختار التصعيد ضد اليمن

تحليل خاص / وكالة الصحافة اليمنية //

 

 

من الحماقة أن  يستمر البعض بالاعتقاد أن طائرات “اف16” تقتل اليمنيين من أجل إعادة “هادي” للحكم .

لقد اثبتت خمسة اعوام من الحرب على اليمن، بأن مشروع دول التحالف في اليمن يقتصر على القتل والتدمير، وأنه لا يوجد أفق يمكن المراهنة عليه بالنسبة للتحالف في اليمن، وأن من المهزلة أن تستمر الحرب على اليمن، لما لها من مخاطر على الأمن والسلم الدولي وثقة العالم بالأمم المتحدة والقوانين الدولية.

خلال خمسة اعوام من الحرب على اليمن، قدمت اليمن الكثير من الضحايا، إلا أنها لم تتوقف عن مد يد السلام، والتي يجهز عليها التحالف في كل مرة.

وفي الوقت الذي يرى فيه الجميع أن صنعاء قد منحت دول التحالف فرصة لمراجعة حساباتها بشأن اليمن، من خلال المبادرة التي اطلقها رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء مهدي المشاط، نجد دول التحالف، ترد على تلك المبادرة بحالة من التصعيد ضد المدنيين.

لقد قتل بين يومي الأثنين والثلاثاء في اليمن 26 مدنياً معظمهم من النساء والاطفال، بغارات طياران التحالف، بعد يومين فقط من مبادرة السلام التي قدمتها صنعاء بالوقف المتبادل للهجمات .

على أن مبادرات السلام لا تقلل من شأن أحد، إلا أن المملكة تؤكد من خلال أفعالها أن السلام قد يخدش كبريائها، الذي تحول على ما يبدو إلى حالة هستيريا تتخبط حال دون تمكن المملكة من اختيار القرارات الصحيحة، خوفاً من النظر للنظام السعودي باعتباره قد فقد قوته تحت وقع الضربات اليمنية، على اقتصاد يعتمد على تصدير النفط، بعد أثبتت القوات المسلحة اليمنية أن اقتصاد السعودية يعد هدف سهل، يمكن للهجمات اليمنية، أن تحيله إلى لهب متطاير في الهواء، على غرار ضرب منشئتي النفط السعوديتين في بقيق وخريص الأسبوع الماضي.

ويرى محللون سياسيون وعسكريون، أن السعودية باتت تتستر خلف شكل عصابي من  الكرامة، حرصاً على هيبة وهمية كان يعتمد عليها النظام السعودي بين دول المنطقة، إلا أن النظام السعودي لم يدرك حتى اليوم دوامة التناقضات التي وقع فيها في حرب اليمن، وأقلها أنه لايمكن الاعتماد على السعودية وهي تجلب مرتزقة من اليمن للدفاع عن اراضيها من الهجمات البرية التي تنفذها قوات صنعاء .

 يضاف إلى ذلك  أن الأراضي اليمنية الواقعة تحت احتلال دول التحالف جنوب اليمن، تفتقر لأبسط مقومات الاستقرار اللازمة لاستمرار الحياة في تلك المناطق، وهو وضع يعكس مدى انعدام الخبرة عند المحتلين، في إدارة المحافظات اليمنية التي يحتلونها، وأن ذلك قد يكون دليلاً على أن أنظمة الحكم في السعودية والإمارات، أنظمة مترهلة، تعتمد على قوى أجنبية وشركات غربية لإدارة شئون الحياة داخل الدولتين.

وفي حين نرى النظام السعودي يتحمل سيل الاهانات المتلاحقة مبتسماً، من ترامب، إلا أنه عاجز عن التعامل مع مبادرة سلام قد تنقذه قبل أن تنقذ اليمن!

ورغم أن واقع الحال يثبت بما لايدع مجالاً للشك، بأن دول التحالف باتت محاصرة بالإخفاقات في حربها على اليمن، ولم يعد بإمكانها عملياً رفض أي مبادرة للسلام، إلا أن هناك مايثير الاستغراب، في مدى استيعاب قيادة السعودية والامارات لمقاربة الخروج من الحرب، مالم تكن قيادات تلك الدول مشدودة من عنقها لمخططات تفوق إرادتها في صنع الحرب والسلام، وأن الحكام في السعودية والإمارات أسيرة لمخططات استعمارية امريكية، لا يستطيعون رفضها .

 هناك خللاً عقلياً لدى قيادات دول التحالف وعلى رأسها السعودية، حيث يبدو أن مرض الغرور الذي يعشعش في أذهان حكام المملكة، لن يتوقف حتى يشبع غرائزه المنحرفة، بإبادة شعب اليمن، وأن على المجتمع الدولي أن يتنبه إلى أن هناك أسلحة خطيرة بيد معتوهين، يمتلكون المال، ولا يمتلكون الحكمة اللازمة لإدارة الحرب والسلام.

قد يعجبك ايضا