خاص/ وكالة الصحافة اليمنية//
ذكرت صحيفة “الغارديان” اليوم الاثنين إن قرار الرئيس الأمريكي ترامب المتعلق بسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا هو من أسوأ القرارات الأمريكية منذ غزو العراق، إذ تخلى الرئيس عن حلفائه ومنح فرصة لتنظيم الدولة الإسلامية في تجميع نفسه من جديد.
وكتب محرر الشؤون الدولية جوليان بروغر: إن مكالمة ترامب مع الرئيس التركي أردوغان أنهت العلاقة مع حلفاء أمريكا من الأكراد في الحرب ضد تنظيم الدولة وأن علم الدولة الإسلامية رُفع مرة أخرى وسحق آخر أثر لمصداقية أمريكا كشريك يؤتمن تحت جنازير الدبابات التركية.
وتابع: على الرغم من أن مسؤولي الإدارة في واشنطن تلقوا تعليمات من ترامب بأنه لم يعط الضوء الأخضر لأردوغان لغزو شمال سوريا إلا أن المؤشرات تُظهر العكس.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب اعتبر الأكراد إرهابيين بمواقفه تلك وتغريداته على “تويتر” وأعلن ربما رغب الآخرون القيام بالقتال مع جانب أو آخر، فدعهم يفعلون”.
ويشمل هؤلاء النظام السوري وداعميه من الروس والإيرانيين الذين يجد فيهم الأكراد المنقذ الآن بعدما حزم الشريك الأمريكي أمتعته وخرج، مما يغلق علاقة شراكة قريبة بين مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية وداعميهم الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين.
وأضاف بروغر: كانت هذه أهداف أمريكا المحدودة في سوريا ورثتها من إدارة أوباما وحققتها بأقل الخسائر ومن دفع الثمن هم قوات سوريا الديمقراطية التي خسرت 11.000 ألف مقاتل، وأنه بناء على دعوة من قوات سوريا الديمقراطية الباحثة عن دعم لمواجهة القوات التركية وحلفائها من الجيش السوري الحر، بشكل يجعل من مصير مقاتلي التنظيم الذين يحرسهم مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية غامضا، ومن هنا فتكشف الأحداث في سوريا كان سريعا ومثيرا للدهشة.
وواصل التقرير: أجبر الجيش الأمريكي على الهرب من ساحة المعركة لكي يراقب حليفا يُسحق وهناك غضب كبير بين الجنرالات في الميدان والبنتاغون بشأن قرار ترامب المتسرع، ففي المرة الثانية التي يحاول فيها الجيش الأمريكي البحث عن شريك محلي للتعاون سيجد صعوبة، فمن سيقاتل مع الأمريكيين الآن؟
وبحسب التقرير فإن ترامب بات يتصرف بشكل غير منضبط مقتنعًا “بحكمته العظمى” ويتصرف بدون قيد ويتحدث مع قادة الدول ويتخذ القرارات التي تؤثر على ملايين الناس. وما يدفع كل هذا هو إمبراطورية ترامب ومصالحه في كل مرة يتحدث فيها مع أردوغان، أو بوتين، أو محمد بن سلمان.
وأكد الكاتب أن هذه التصرفات تعني أن السياسة الخارجية الأمريكية تُعاني من انهيار بسبب فشل نظام أمريكا السياسي، ورغم السلطة التي يمنحها الدستور للكونغرس من أجل السيطرة على المعاهدات ومراقبة قرارات الرئيس إلا أن الكونغرس مشلول بسبب سيطرة ترامب على الحزب الجمهوري، الذي يخشى نوابه على مناصبهم لو عارضوا الرئيس.