//تقرير//خاص// وكالة الصحافة اليمنية//
بالتزامن مع وصول أمين أحمد محمود محافظ تعز المعين من قبل الرئيس المستقيل هادي إلى مكتبه في شارع جمال وسط مدينة تعز ظهر اليوم، استقبله ناشطون بدعوات لإسقاطه لأنه – بحسبهم- باع الوهم في أول مهامه ومن باع الوهم سيبيع تعز ..مؤكدين أنه قد باع تعز “فعلاً وقولاً”.
الناشطون سخروا من وصول أمين المتأخر إلى تعز، بعد شهر ونصف على تعيينه، وسخروا من المحافظ الذي فرضته الإمارات على هادي في إطار حربها على دولة قطر وأياديها في تعز، حيث تعتبر أبوظبي أن تمادي نفوذ الإصلاح في تعز يصب في مصلحة الدوحة، لذلك يرى أولئك الناشطين أن وجود “محمود” لخدمة مخططات إماراتية بحتة وليس خدمة لتعز.
وصول أمين أحمد محمود اليوم إلى مكتبه في شارع جمال وسط مدينة تعز التي يسيطر عليها المسلحين الموالين للتحالف بعد رحلة “مكوكية” بدأها قبل أكثر من شهر ونصف من دولة كندا التي يقيم فيها منذ أكثر من ثلاث سنوات ، مروراً بالعاصمة السعودية الرياض ثم أبوظبي حيث ألقى من هناك خطابه التلفزيوني التحريضي على الاقتتال فيما بين اليمنيين تحت لافتة معركة تحرير تعز الخادعة والوهمية ، بحسب ناشطين وصحفيين ،وها هو اليوم في تعز محاطاً بكتيبة من الحراس.
وفي 24 ديسمبر 2017 أصدر الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي من مقر اقامته الجبرية في الرياض قراراً بإقالة علي المعمري المحسوب على حزب الإصلاح ،وتعيين أمين أحمد محمود الناصري التوجه محافظاً لمحافظة تعز وتحديداً وسط المدينة التي يسيطر عليها المسلحين الموالين للتحالف وتنظيمات ارهابية أخرى.
قال محمود أنه جاء تعز كي يتسلم عمله ويباشر مهامه التي استهلها بتدشين معركة تحرير وهمية قبل أسبوعين عبر خطاب متلفز عبر قناة إماراتية، وصف بالاستعراضي لا أكثر، جاءت نتائجه بحسب توكل كرمان 100 قتيل و900 جريح من شباب تعز.
اجتمع محمود بمسئولين في ما أسماهم بالسلطة المحلية، لم يتطرق – بحسب مصادر محلية – إلى قضايا معاناة المواطنين في مربع سيطرته ولا إلى احتياجاتهم الدوائية التي تفرض عليه قيادة التحالف حصاراً خانقاً أسوة ببقية محافظات اليمن خاصة الشمالية منها.
وتعمد أمين محمود المعروف بفاسده المالي والإداري حين كان مسئولاً عن مؤسسة كهرباء ومياه الريف قبل عدة أعوام، التوقيت لبدء عمله قبيل ساعات من الاحتفال بالذكرى السابعة لثورة فبراير الشبابية، كي يظهر بصورة الثائر وهو البرجوازي الناعم.
تعيين أمين محمود الذي فرضته الإمارات مقابل قبولها بالإطاحة بوزير النقل في حكومة بن دغر ومحافظي لحج والضالع المعينين من هادي ،أثار جدلاً واسعاً بين مكونات الأحزاب المنقسمة داخل مدينة تعز.
وقد برر ناشطون مؤيدون تعيين أمين محمود بأنه يأتي في ظل أوضاع أمنية وخدمية صعبة وغير مستقرة وحالة توتر تعيشها المحافظة وصلت إلى مواجهات مسلحة عنيفة وبمختلف أنواع الاسلحة الخفيفة والثقيلة بين فصائل تابعة لمليشيات هادي تسبب بقتلى وجرحى وانتشار متاريس عسكرية في شوارع وأزقة المدينة، مشيرين إلى أن القرار أعطى الأولوية للملف الخدمي والاقتصادي في المحافظة، وهذا مالم يلمسه المواطنين في تلك المناطق أبداً خلال شهر ونصف.
وفيما وصفه الناصريون بالنزيه والنظيف، شن نشطاء الإصلاح حملات تشويه وسيل اتهامات بحق الرجل الذي قالوا أنه فاسد ومن الموالين للرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، ويسيء للإسلام وغيرها من التهم.
ويرى مراقبون ان أزمة محافظة تعز أكثر تعقيداً وتداخلاً، وبحاجة إلى ما هو أكبر من مجرد الاستعانة بشخصية كأمين محمود أو غيره، حيث إن الانفلات الأمني في المحافظة باتت مرتبطة، إلى حد كبير، بصراع نفوذ سياسي وعسكري أوسع.
مشيرين إلى أنه بدأ مهمته بمحاولة تزييف الوعي الشعبي بفبراير”، وأنه “أنشغل بالتدخل في تحضيرات احتفالات فبراير عبر إيكال مسئولية الاشراف عليها إلى شخصيات بعضها لا علاقة لها بفبراير بل تشير ذاكرة فبراير إلى تورط بعضهم في الإساءة لفبراير وشبابها في عامها الأول”.
ويذهب بعض المحللين السياسيين إلى أن فرض الإمارات تعيين أمين أحمد محمود، بمثابة توجه وتحرك جاد لدى أبوظبي لإحكام قبضتها على تعز وخنق “الإصلاح” ، خاصة وأنها قد عملت على تقوية أبو العباس ومليشياته كي يكون قادراً على توجيه ضربات لنفوذ الإصلاح داخل تعز التي يعتبرها حاضنته الشعبية الكبيرة ومصدر قوته.. مما ينذر بمواجهات عنيفة مقبلة يبدو أنها ستكون مختلفة كثيراً عن كل الصراعات والمواجهات السابقة، لأنها هذه المرة بإدارة محافظ جلبته الإمارات لتنفيذ أجندة مهامها القذرة في تعز.