المصدر الأول لاخبار اليمن

من ثورة الشباب في فبراير الى ثورة الشعب في سبتمبر

خاص// وكالة الصحافة اليمنية//

في الـ ١١ من فبراير ٢٠١١م خرج الشباب اليمني للاحتجاج على سياسة النظام وفشل والحكومة التي رهنت الشعب للخارج، ومع تعنت الحكومة بعدم الاستجابة لمطالبهم رفع الشباب من سقف مطالبهم الى درجة المطالبة باسقاط النظام.

كان الشباب صادقين في خروجهم ضد الحكومة وكانت مطالبهم حقه، وكان معظمهم من خريجي الجامعات الذين تكسرت أقدامهم وهم يطرقون أبواب مؤسسات الدولة بحثا عن وظائف، غيرهم شباب أخرين عجزوا عن الالتحاق بالتعليم او توقفوا عند مراحل معينة بسبب تدني الدخل وعجز أسرهم عن الإنفاق عليهم.

مضت أشهر من الزخم الثوري في ساحات التغيير وفشل النظام حينها في إيجاد قنوات تواصل معهم، وامام مماطلته في تحقيق مطلب الشباب وجد حزب الاصلاح فرصة للإنخراط في الثورة الشبابية، فدفع بعناصره لمشاركة الشباب مطالبهم ودس في الساحات شخصيات دينية وقبلية وعسكرية نافذه للسيطرة على الخطاب الثوري وحماس الجماهير وتوجيهه بما يخدم توجهات ومصالح الاخوان المسلمين الذين خاضوا بالتزامن ثورات مماثلة في كل من تونس ومصر.

بعد انضمام الجنرال علي محسن الأحمر لثورة الشباب في الـ 21 من مارس 2011م الذي يمثل الجناح العسكري للإخوان المسلمين في اليمن وكذلك انخراط حميد الأحمر وشركاؤه في الثورة، فقد الشباب السيطرة على مسار ثورتهم ووجدوا أنفسهم محاصرين داخل ساحات التغيير، سيطر الاصلاح على منصات الثورة وشعاراتها وسيطر الأحمر على مداخلها ومخارجها حتى اصبح الشباب مجرد أبواق يتم تلقينها بشعارات وهتافات تعدها مطابخ الاخوان المسلمين وأضحوا أجساداً بلا رؤوس يتم تلقينها في الساحة حتى كيف تحرك أيديها وأقدامها بواسطة “صعتر أو دحابة”.

في الأثناء كان قادة حزب الإصلاح يبرمون اتفاقات ويعقدون صفقات باسم الشباب مع النظام الحاكم، وظل الشباب وأحلامهم أسرى الساحة لا يعرفون ما الذي يجري خارجها حتى حصلوا على صفقة مربحة منحته نصف الحكومة التي سميت بـ “حكومة الوفاق”، ليبدء تنصل الحزب من الثورة شيئاً فشيئاً -كونه يمثل نصف النظام- حتى اضطر بإنزال الجرافات لإخلاء الساحات من المعتصمين بناءً على شروط اتفق عليها الحزب والنظام وفقا لبنود “المبادرة الخليجية”.

سحب الاصلاح عناصرهم واخلوا الساحات بجرافات وزير الداخلية التابع لهم “قحطان”، وقطعوا للشعب وللشباب الكثير من الوعود التي سرعان ما أثبتت الأيام كذبها وزيفها، ليخرج شباب اليمن في أواخر 2014م بثورة جديدة كانت استمراراً للثورة التي وأدها النظام الحاكم والاحزاب المعارضة ممثلة باللقاء المشترك.

أكتمل الحشد الثوري الشعبي والشبابي هذه المرة ليس ضد النظام فقط، انما ضد النظام والأحزاب التي تشاركه تمثيلية الحرية والديموقراطية وتناصفه الفساد والمحسوبية وتنهب معه ثروات البلاد والعباد، اكتملت الثورة في الـ21 من سبتمبر 2014م ليسقط حينها فعلياً النظام الفاسد بشقيه الحاكم والمعارض، وتدخل اليمن مرحلة جديدة قطعت فيها أذرع الخارج وقُلعت أنياب الإرهاب الذي كانت تسيره وتغذية السفارات الغربية والخليجية في صنعاء.

ومع حلول الذكرى السابعة لخروج الشباب الى الشارع مازال هناك جدلاً واسعاً في أوساط الشباب والمجتمع اليمني ككل، غير أنه لا يختلف اثنان على أن ثورة الشباب سُرت من قبل حزب الإصلاح، وأن الثورة التي بلغت رشدها في الـ 21 من سبتمبر قد لامست مشاكل ومعاناة الشعب، ولأنها كذلك فقد اعتبرتها سفارات الرياض وواشنطن وبقية الدول العشر انقلاباً على من أسموها بـ “الحكومة الشرعية” فانسحبت من صنعاء وحطت رحالها في الرياض ولم تمض أشهر حتى عادت تلك السفارات لعملها الإرهابي، ولكن هذه المرة ليس بواسطة العبوات الناسفة والدراجات النارية _ إنما بواسطة الطائرات الحربية الأمريكية والاسرائيلية تحت ذريعة واهية هي “تحالف إعادة الشرعية”.

قد يعجبك ايضا