أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية الثلاثاء عن عقد جديد بقيمة 524 مليون دولار لشركة “لوكهيد مارتن” للقذائف والمتخصصة في بيع صواريخ باتريوت محلياً وللجيوش الأجنبية من بينها رومانيا وقطر والسعودية، وفقا لموقع إنترناشونال بيزنس تايمز “IBT”.
وأشار تقرير الموقع الذي نشر يوم الجمعة الماضي إلى أن تمثيل المملكة السعودية في واشنطن يتم من خلال شبكة من وسطاء السلطة المؤثرين- ومن بينهم حتى وقت قريب مجموعة بوديستا، التي طويت في أواخر العام الماضي، وسط احتمال تورّطها في التحقيق الخاص ب”روبرت مولر”.
حيث يُذكر أن المحقق الخاص “روبرت مولر” قام بالتحقيق في التدخل الروسي المزعوم في انتخابات العام الماضي، ويحقق أيضا في احتمال تورط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عرقلة سير العدالة.
وفي الوقت الذي كانت فيه مجموعة بوديستا تمثل السعودية في واشنطن، إلا أنها ضغطت أيضًا على واشنطن نيابة عن لوكهيد.
يذكر أن الحرب السعودية المستمرة منذ ثلاث سنوات في اليمن تم تزويدها بمعدات عسكرية أمريكية والاستخبارات والدعم اللوجستي.
ويضيف الموقع: في العام الماضي، حصلت المملكة على ما قيمته 1.1 مليار دولار من الأسلحة دقيقة التوجيه وطائرات الهليكوبتر من الولايات المتحدة، بمساعدة ضغط قام بها عضو الكونغرس الأمريكي السابق هوارد “باك” ماكيون [ويشغل منصب رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي].
وفي مايو، أعلن الرئيس دونالد ترامب حزمة أسلحة بقيمة 110 مليار دولار ليتم بيعها إلى المملكة على مدى السنوات العشر المقبلة، ولكن حتى الآن تمت الموافقة على جزء صغير فقط من تلك السلع وتسليمها. إن الجزء الدقيق من عقد لوكهيد الجديد الذي يصل إلى 524 مليون دولار إلى المملكة السعودية ليس معلومًا، حيث أن وزارة الدفاع الأمريكية لا تقسم هذه الأرقام في البيانات الصحفية ولم تستجب لطلبات موقع إنترناشونال بيزنس تايم “IBT”للتوضيح.
ومنذ بدء الهجوم الذي شنه التحالف بقيادة السعودية على اليمن في عام 2015 ، قُتل ما لا يقل عن 5,558 مدنيًا يمنيًا وأصيب 9,065 آخرين، وفقا لآخر إحصاءات الأمم المتحدة المتاحة. وقد تسبب الحصار الذي أطلقته مملكة ال سعود في مجاعة واسعة النطاق، حيث أشارت الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 7 ملايين يمني يفتقرون إلى إمكانية الحصول على الغذاء.
وأشار الموقع أن صواريخ باتريوت المتقدمة-3 (باك-3) هي أنظمة صواريخ دفاعية، وتُستخدم لاعتراض الصواريخ الباليستية مثل تلك التي أطلقها من أسمتهم “المتمردون الحوثيون”. ومع ذلك، هناك أسئلة حول فعالية أنظمة باك-3، مع تحقيقات حديثة تبين أن صواريخ باتريوت قد فشلت في إسقاط صاروخ أطلق من اليمن نحو الرياض، عاصمة السعودية.
وتُظهر إفصاحات الضغط التي استعرضها موقع IBT”” أن مجموعة بوديستا قد ضغطت بإستمرار على لوكهيد مارتن [مؤسس اكبر شركة بيغ أسلحة]، منذ عام1990. إن مُقاول الدفاع قام بدفع الأموال إلى مجموعة بوديستا بقدر660,000 $ سنوياً خلال تلك الفترة. وفي الوقت نفسه، ضغطت الشركة أيضًا نيابةً عن المملكة السعودية، وتلقت 1,385,150$ من السعودية للنصف الأول من عام 2017، وفقًا للوثائق المودعة لدى وزارة العدل. لم تقدم مجموعة بوديستا بعد تقريرها لأنشطة الضغط الخارجية للنصف الثاني من عام 2017.
ووفقا للوائح المنظِمة، يُطلب من الوكلاء الأجانب المسجلين أن يُقدموا طلبات إيداعات في غضون 30 يومًا من نهاية فترة الستة أشهر. وكانت آخر فترة ستة أشهر لشركة مجموعة بوديستا قد انتهت في 31 ديسمبر 2017، مما يجعل إيداعها حاليا متأخراً أكثر من أسبوع. وقال توني بوديستا، الرئيس السابق لمجموعة بوديستا، إن الإيداع سَيُقدم “قريبا”، وتأخرَ بسبب عمل بوديستا في دبي الإماراتية. إن الإمارات شريك رئيسي في التدخل الذي تقوده السعودية في اليمن.
وبدون إيداعات شركة Fara الأخيرة من مجموعة بوديستا، من المستحيل معرفة ما إذا كانت الشركة قد ضغطت على وجه التحديد نيابة عن صفقة باك-3 للمملكة السعودية. ومع ذلك، فإن الكشف عن الضغوط المحلية لشركة لوكهيد يُظهر أنها كانت تضغط على وزارة الخارجية، التي تشارك في الموافقة على أي بيع الأسلحة إلى الحكومات الأجنبية.