صنعاء //وكالة الصحافة اليمنية//
وقف مجلس الوزراء في اجتماعه الدوري اليوم برئاسة رئيس المجلس الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أمام عدد من المستجدات على الساحة الوطنية وتحديدا الجوانب المتعلقة بالصمود الوطني ومواجهة العدوان إلى جانب التطورات السياسية.
وهنأ المجلس في مستهل جلسته الجماهير اليمنية وأبناء الأمة الإسلامية على الغايات الدينية والأخلاقية التي حققها الحضور الكبير وغير المسبوق لأبناء الشعب اليمني في الفعاليات المركزية والمحلية للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف وما مثله ذلك الحضور الحاشد من رسالة قوية للغير بأن الشعب اليمني العربي المسلم لا زال وسيظل على عهده في الوفاء بواجباته تجاه الدين الإسلامي والرسول الكريم وأمته.
وسجل المجلس تقديره العالي للكلمة التوجيهية لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى جماهير الشعب اليمني والأمتين العربية والإسلامية بالمناسبة وما تضمنته من موجهات قيمة وتأكيد للمواقف المبدئية للشعب اليمني تجاه فلسطين المحتلة.
ونوه بالرسالة التحذيرية الواضحة التي وجهها قائد الثورة للكيان الصهيوني في حال قيامه بأي عمل عدواني ضد الشعب اليمني .. مؤكداً أنها محل اعتزاز وفخر أبناء الشعب اليمني وأحرار الأمتين العربية والإسلامية.
وأكد التزام الحكومة ووقوفها مع التوجهات الوطنية والقومية التي تضمنها خطاب قائد الثورة بما في ذلك الإلتزام المبدئي الثابت تجاه إسناد المشروع المقاوم للكيان الصهيوني الغاصب ومشاريعه التدميرية في المنطقة وسياسة التطبيع التي تتبعها السعودية وبعض دول الخليج مع العدو التي تحولت إلى أداة أساسية لتنفيذ مشاريعه العدوانية والتمزيقية للدول العربية وإشاعة الفوضى فيها .
وأشاد المجلس بأعضائه الذين شاركوا بصورة بشكل فاعل ومؤثر في الاحتفالات بالمولد النبوي بالعاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وأب وذمار وتعز وحجة وصعدة وعمران وكذا بمختلف الجهود التي بذلت من قبل وزارتي الداخلية والإعلام والسلطة المحلية بأمانة العاصمة والمحافظات وكذا الجنود المجهولين في مختلف ساحات الاحتفالات .
وتطرق المجلس إلى الاتفاق الذي تم توقيعه بين عملاء المعتدي والمحتل السعودي والإماراتي الأسبوع المنصرم في عاصمة العدوان الرياض.. مؤكداً أن هذا الاتفاق المخزي اتفاق استعماري جاء لتثبيت العدوان والاحتلال ولا يعني الشعب اليمني بشيء ولا يمثل إلا الموقعين عليه ومصالحهم .
ولفت إلى أن الوطن ليس ملكا لأشخاص أو لكيانات بل للشعب اليمني اجمع من المهرة إلى الحديدة ومن صعدة إلى عدن .. معتبرا المتاجرة بالأوطان فعل خسيس لا يقوم به إلا الخونة والعملاء بائعي الأرض والعرض الذي يسجل التاريخ قبح أفعالهم وخيانتهم في صفحاته السوداء.
واستمع المجلس في اجتماعه، إلى تقرير نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان، بشأن المستجدات العسكرية في جبهات مواجهة تحالف العدوان ومرتزقته خلال الأيام الماضية .. مؤكداً أن أبطال الجيش واللجان الشعبية والمتطوعين مستمرين في تنفيذ الخطط والعمليات العسكرية المرسومة من قبل القيادة العسكرية في مختلف الجبهات.
وأشار إلى أن هناك مكاسب كبيرة تم إحرازها على الأرض في أغلب الجبهات وبوجه خاص في جبهات ما وراء الحدود .. منوها إلى المعنويات العالية لفرسان الوطن وهم يذودون بكل بطولة وفداء منقطع النظير عن حياض الوطن وسيادته وشموخ شعبهم الأبي.
ولفت إلى استمرار العدوان ومرتزقته في الساحل الغربي بخروقاتها اليومية لاتفاق السويد وارتكاب الجرائم بحق المواطنين عبر غارات الطيران والقصف المدفعي .
وتطرق التقرير إلى الأوضاع الأمنية في العاصمة صنعاء والمحافظات الحرة وجهود مكافحة الجريمة والأنشطة التي تستهدف النيل من الجبهة الداخلية.. مؤكداً بهذا الجانب استقرار الحالة الأمنية بوجه عام باستثناء الجرائم الجنائية المعتادة في مختلف المجتمعات.
ونوه بالالتزام الوطني العالي واليقظة الكبيرة لمنتسبي وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية تجاه ترسيخ الأمن والاستقرار والسكينة العامة والمواجهة المبكرة للجريمة وخاصة المخططات التخريبية لعملاء العدوان .
وجدد المجلس إشادته وتقديره لمختلف العمليات والبطولات الأسطورية التي يجترحها أبطال الجيش والأمن واللجان الشعبية في مختلف الجبهات .. مؤكدا أن حكومة الإنقاذ ستظل على عهدها في دعم وإسناد الجبهات وإمدادها بالاحتياجات المعززة لصمود رجالها وثباتهم.
وثمن المجلس عالياً الإسناد الشعبي المستمر والمتعاظم للجبهات ومدها بالرجال وقوافل الغذاء التي تتقاطر من أمانة العاصمة والمحافظات والمناطق الحرة كافة في إطار الحرص الجمعي لأداء الواجب الوطني تجاه الوطن وسلامته وسيادته واستقلال قراره .
كما أشاد المجلس بمختلف المهام النوعية لوزارة الداخلية والأجهزة الأمنية والمخابراتية في سياق تجذير الأمن والاستقرار وصون سكينة المجتمع ومكافحة الجريمة بمختلف أنواعها..
وأثنى على الخدمات التي تقوم بها المؤسسات والوحدات الشرطوية تجاه المجتمع برغم ما تواجهه من صعوبات وتحديات .
واستمع المجلس إلى تقرير وزير الثقافة عبدالله الكبسي حول التحضيرات الجارية للاحتفال بالعيد الثاني والخمسين لذكرى الاستقلال المجيد الـ 30 من نوفمبر، والأدوار المناطة بالوزارات المعنية وذات العلاقة للاحتفاء بهذه المناسبة الوطنية العزيزة على الشعب اليمني والمعبرة عن روحه الثورية والمقاومة الرافضة للضيم والخنوع أو الاستكانة لعدو أو غازي.
وأشار إلى الأهمية الكبيرة التي يكتسبها عيد الاستقلال من المحتل البريطاني في ظل ما يتعرض له الوطن اليمني الكبير من عدوان واحتلال لمحافظاته الجنوبية والشرقية ومحافظة مأرب وأجزاء من تعز والبيضاء والساحل الغربي.
وشدد المجلس على تكامل الأدوار بين الوزارات المعنية وأمانة العاصمة والمحافظات للإحتفال اللائق بعيد الاستقلال المجيد ومراعاة البعد الوطني وحضوره المكثف في مختلف العمليات التمهيدية والمصاحبة للاحتفال بهذه المناسبة .
واطلع المجلس على الخطة المرحلية الأولى لتنفيذ الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة المقدمة من نائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية رئيس المكتب التنفيذي لإدارة الرؤية محمود الجنيد، في ضوء الملاحظات المقدمة من قبل المجلس السياسي الأعلى بشأنها .
وأكد على استيعاب ملاحظات المجلس السياسي الأعلى بشأن الخطة المرحلية (الصمود والإنعاش الاقتصادي) ٢٠١٩-٢٠٢٠م ، ووجه جميع الوزارات والجهات البدء في تنفيذ الخطط التفصيلية وخطة الأولويات المنبثقة عنها، على أن يقوم المكتب التنفيذي لإدارة الرؤية الوطنية والأمانة العامة لمجلس الوزراء بمتابعة وتقييم ورصد التنفيذ ورفع تقارير دورية عن مستوى الانجاز لمجلس الوزراء أولا بأول .
ووافق المجلس على مشروع تعديل القرار الجمهوري رقم (156) لعام 2017م بشأن إنشاء المؤسسة المحلية للنقل البري بأمانة العاصمة المقدم من قبل وزير النقل زكريا الشامي، ووجه بمتابعة استكمال الإجراءات القانونية اللازمة بشأنها .
ويأتي التعديل لمعالجة أوضاع المؤسسة وإعادة تشغيلها وتحقيق دورها المهم في مجال النقل البري على المستوى الوطني وتعزيز التنافس الايجابي لتقديم خدمات أفضل للمواطنين فضلا عن تنظيم مختلف الجوانب المتصلة بالنقل الداخلي وفيما بين المحافظات .
كما وافق المجلس على مشروع القرار المقدم من وزير الزراعة والري المهندس عبدالملك الثور بشأن منع البناء في الأراضي الزراعية والوديان والقيعان على مستوى الجمهورية، وأكد على الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني عدم إنزال مخططات البناء في الأراضي الزراعية سالفة الذكر وتوجيه نشاطها التخطيطي نحو الأراضي غير الزراعية وذلك لصون الأراضي الزراعية واستمرار وظيفتها الهامة تجاه الأمن الغذائي .
وأوضح الزراعة أن من إجمالي مساحة الجمهورية البالغة 46 مليون هكتار هناك مليون هكتار فقط يتم استخدامه للزراعة .. وبين أن الاستمرار في استخدام الأراضي الزراعية لأغراض بناء المساكن والمنشآت الصناعية يلحق أضرار بحاضر ومستقبل هذا القطاع الحيوي.
وأكد المجلس على أهمية التفاعل الواعي لمختلف الجهات المعنية المركزية والمحلية مع هذا التوجه الايجابي الهام والالتزام المسؤول لحماية الأراضي الزراعية ومراعاة الاستفادة من رؤية الأجداد الذين أدركوا أهمية الوديان والقيعان وسخَّروها للزراعة وعمدوا إلى بناء المساكن في الجبال وعلى جوانب الوديان والقيعان.
أثنى الاجتماع على جهود وخطة وزارة الزراعة والري للارتقاء بواقع القطاع الزراعي والتركيز على تنمية المحاصيل النقدية الفواكه والحبوب والبن .. منوها بالقرار المشترك لوزارتي الزراعة والصناعة بحظر استيراد البن وقشوره وغلاته إلى اليمن.
واعتبر هذا القرار خطوة مهمة لتشجيع المزارعين وتحفيزهم لزراعة هذا المحصول النقدي الهام على طريق استعادة مكانة اليمن في خارطة البن الدولية إنتاجا وجودة.
وحث المجلس المزارعين في مناطق زراعة البن على مستوى البلاد، إلى التوسع في زراعة هذا المحصول العالمي لما يحمله من فوائد لهم ووطنهم .
ووجه المجلس وزير الزراعة والري والسلطة المحلية في العاصمة والمحافظات إلى إيلاء عناية خاصة لعملية التشجير وزيادة المساحات الخضراء وتشجيع المواطنين على زراعة الفواكه والأشجار المعمرة .
وشكل المجلس لجنة وزارية برئاسة وزير الزراعة وعضوية كل من وزراء الشؤون القانونية والمالية والأوقاف والدولة الدكتور حميد المزجاجي وهيئة الأراضي والمساحة والتخطيط العمراني، لدراسة إمكانية تحويل القرار الخاص بمنع البناء في الأراضي الزراعية إلى لائحة أو قانون ملزم لجميع المعنيين، وعلى أن ترفع اللجنة بنتائج أعمالها إلى المجلس للمناقشة واتخاذ ما يراه مناسبا .