تحليل خاص //وكالة الصحافة اليمنية//
الادعاء بأن السفن التي احتجزها خفر السواحل في المياه الإقليمية اليمنية قبالة الحديدة للاشتباه بقيامها بأعمال عدائية، تعود لكوريا الجنوبية لم يأت مصادفة أو هروبا من المسئولية القانونية لجأت إليه الحكومة السعودية لإثبات أن السفن لا علاقة لها بالعدوان الذي تشنه على اليمن منذ مارس 2015 وحتى اليوم.
وإذا ما عدنا بالذاكرة قليلا فسنجد أن تواجد هذه السفن في المياه الاقليمية اليمنية جاء بناء على اتفاقات تم توقيعها بين الحكومتين السعودية والكورية الجنوبية خلال زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لكوريا في شهر يونيو الماضي أي قبل أربعة أشهر.
وخلال زيارة ولي العهد السعودي الذي تغنت بزيارته وسائل الإعلام الكورية الجنوبية ووصفته صحيفة “بلس نيوز” الكورية الجنوبية بأنه “سيد كل شيء” تم عقد جلسات مباحثات مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن وعدد من المسؤولين الكوريين نوقشت خلالها العديد من القضايا، كما تم عقد عدة إجتماعات –وصف بالمثمرة- بين الوفد السعودي والكوريين الجنوبيين في البيت الأزرق “القصر الرئاسي ” تم خلالها توقيع العديد من الاتفاقيات بين الحكومة السعودية وشركات كورية جنوبية في مجالات التكنلوجيا والنفط والطاقة.
كما تم خلال الزيارة قيام ولي العهد بتدشين توسعة مصفاة النفط “إس-أويل”، ثالث أكبر مصافي النفط الكورية والتي تملكها بالكامل شركة “أرامكو” السعودية، والذين احتفت به الحكومة الكورية وأقامت له احتفالا كبيرا وحضورا رسميا واسعا من قبل القادة الكوريين الذين اعتبروا زيارة بن سلمان فتحا اقتصاديا سيعود على كوريا بالكثير من الفرص الاقتصادية والاستثمارية وستعمل على توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وستحقق طموحات كوريا التي تسعى للمشاركة في مشروع السعودية لبناء 16 مفاعلا نوويا بحلول عام 2030، وتكرار تجربتها في بيع تكنولوجيا مفاعل نووي للإمارات.
من خلال هذه المراجعة السريعة يمكننا القول أن تواجد سفن سعودية-كورية في المياه الاقليمية لليمن لم يكن تواجدا بريئا أو مرورا عابرا تم اقحام كوريا الجنوبية فيه بالصدفة، بل كان تواجدا مدروسا ومتفق عليه مسبقا بين السعوديين والكوريين الجنوبيين المتورطين فعليا في تنفيذ عمليات مشبوهة وغير قانونية في المياه الاقليمية اليمنية، والتي سيثبت قادم الأيام أن ما وقعه بن سلمان في البيت الأزرق الكوري امتداد لما وقعه سابقا في البيت الأبيض الأمريكي، وأن المؤامرة على اليمن تظل واحدة وإن تغيرت الوجوه والمسميات.