المصدر الأول لاخبار اليمن

بعد زيارة السفير الأمريكي.. شبح التقسيم يهدد حضرموت

// تقرير خاص // وكالة الصحافة اليمنية //

 

أثارت تسريبات سياسية عن نوايا تقسيم محافظة إلى محافظتين ردود فعل غاضبة بين المكونات السياسية في المحافظة .

 

فقد قام  السفير الأمريكي، إلى حضرموت الأسبوع الماضي، في محاولة لإقناع الأطراف السياسية والعسكرية في حضرموت بصواب فكرة تقسيم المحافظة، بحجة “التنمية”، التي جاءت من بطن “اتفاق

الرياض”.

 

بينما تبادلت قيادة “المجلس الانتقالي” الاتهامات مع قيادات حزب الاصلاح بالوقوف وراء مساعي تقسيم المحافظة، فقد أكد رئيس حزب الاصلاح  في حضرموت محسن باصرة رفضه لتقسيم المحافظة، معتبرا أن قرار التقسيم يخدم أجندة ومشاريع خارجية، دون أن يسميها، مضيفاً أنه من يريد الخير لحضرموت فعليه أن يضع يده مع  اهلها، لانتزاع حقوق حضرموت المنهوبة منذ عام 1967م، في إشارة منه إلى الأراضي  التي احتلتها السعودية في منتصف القرن الماضي.

 

إلا أن ناشطون محليون وقيادات من “المجلس الانتقالي” يصرون على اتهام حزب الاصلاح بتأييد مؤمرة تقسيم حضرموت، فقد أعلن الكاتب الصحفي، أسامة بن فائض، عن إطلاق هاشتاج #حضرموت_ترفض_التقسيم.

 

وأشار  بن فائض، في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”  إلى أن الهاشتاج يعبر عن رفض أبناء حضرموت قرار تقسيم المحافظة إلى محافظتين، مؤكدا أن الحضارم لن ينصاعوا إلى المشاريع “الاخوانية  المستهلكة”، على حد تعبيره.

الكشف عن تقسيم محافظة حضرموت، جاء بعد أيام قليلة من زيارة السفير الأمريكي لدى حكومة “هادي” كريستوفر هينزل، إلى مدينة المكلا عاصمة المحافظة التي تشكل ثلث مساحة اليمن وتتمتع بمزايا نفطية هائلة، في محاولة منه اقناع محافظ “هادي” الذي أهداه درع المحافظة، وبعض الشخصيات العسكرية، بضرورة التقسيم تنفيذا لما يسمى “اتفاق الرياض”من جهة، وزيادة فرص التنمية المحلية بين المجتمع الحضرمي من جهة ثانية.

 

  السفير الأمريكي اشاد خلال زيارته إلى المكلا، بتجربة محافظة حضرموت في حفظ الأمن والتنمية ومكافحة الإرهاب، واصفا إياها بالتجربة الفريدة والنموذجية، الأمر الذي فسره مراقبيين سياسيين وعسكريين بأنه تلويح من قبل  السفير الأمريكي  بورقة “الإرهاب” في حالة عدم تمرير مشروع التقسيم الذي يستهدف حضرموت.

 

الأكثر غرابة من ذلك أن السفير الأمريكي أثناء زيارته إلى المكلا مع فريق من السفارة الأمريكية، اختار في صورته التذكارية التوسط بين محافظ “هادي” في حضرموت اللواء فرج البحسني، الذي كانت صورته مهزوزة جدا أثناء اهداء السفير الأمريكي الدرع، وبين زعيم التكتل الشعبي الموالي للسعودية “حلف حضرموت الجامع” الذي يرأسه عمرو بن حبريش، الذي يطالب بانفصال الوادي والصحراء، الذي يعتبر الذراع القبلي للنظام السعودي الذي استقدمه على ظهر طائرة سعودية خاصة لحضور التوقيع على “اتفاق الرياض” في مطلع الشهر الجاري بين “الانتقالي الجنوبي” التابع للإمارات، و”حكومة هادي”.

 

 

 

في حين كانت مصادر سياسية حضرمية، قد كشفت عن توجهات لاصدار قرار من قبل “هادي”  باعلان محافظة الوادي والصحراء، خلال الأيام القادمة، وتعيين وكيل حضرموت لشؤون الوادي عصام الكثيري محافظا لها، بعد أن نجح في تمرير ملف لدى النظام السعودي، وبإيعاز من بن حبريش، يزعم أن أبناء وادي حضرموت هم من يطالبون هادي بإعلان مناطق الوادي والصحراء محافظة مستقلة عن الساحل، خلافا للواقع والاجماع السياسي العام الحضرمي.

 

ولعل مجمل الأحداث العسكرية في المحافظات الجنوبية، تشير إلى أن مراسيم تقسيم محافظة حضرموت قد تمت فعلاً فعلا برعاية سعودية ومباركة أمريكية بامتياز، حيث استطاعت الرياض تمرير قرار التقسيم في إطار ما يسمى ” اتفاق الرياض”، ولم يتبقى من ذلك سوى صدور قرار التقسيم على نار هادئة جدا خلال الأيام القادمة.

 

 

 

قد يعجبك ايضا