واشنطن/ وكالة الصحافة اليمنية//
نشر موقع “ذا هيل”، الذي يتابع شؤون الكونغرس، تقرير تحدث فيه عن تعهدات المرشحين الديمقراطيين المتنافسين على ترشيح الحزب لهم لخوض حملة 2020، باعتبار السعودية دولة منبوذة في حال تم انتخابهم، وتحديد العلاقة مع السعودية، مشيرة إلى أن ذلك يعد تطورا مهما.
ويشير التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، إلى آخر مناظرة تلفزيونية بين المرشحين، خاصة ما جاء على لسان نائب الرئيس السابق جوزيف بايدن بأنه سيتعامل مع المملكة العربية السعودية على أنها دولة مارقة.
وتلفت كيل إلى أن هذا التحول سيأتي بعد المحاولات المستمرة للرئيس دونالد ترامب مواجهة الضغط من الكونغرس بمعاقبة الرياض على عدد من القضايا التي أغضبت المشرعين، واختار بدلا من ذلك العلاقة مع ولي العهد محمد بن سلمان.
وينقل الموقع عن نائب مدير السياسة في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط، أندور ميللر، قوله: “لا أعتقد أن العلاقة ستتغير، لكن السؤال حول مدى التغير الذي سيحدث”، وأضاف: “أعتقد أن من المهم فهم السياق الذي جرى فيه النقاش، حيث كان عن السعودية أثناء مبارزة ديمقراطية، ولديك مرشحون عادة ما يأخذون الحذر فيما يقولونه عن السعودية لكنهم ينتقدونها مباشرة، وهذا إشارة حقيقية إلى مشكلة حقيقية تواجه المملكة ومحمد بن سلمان”.
وينوه التقرير إلى أن المشرعين من الحزب يشعرون بالغضب من السعودية منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، وأعربوا عن خيبة أملهم من الرياض بسبب الحرب التي تركت أثرها المدمر على المدنيين في اليمن.
وتفيد الكاتبة بأن الكونغرس أصدر عددا من التشريعات لمنع بيع السلاح، بما فيها حزمة أسلحة طارئة إلى السعودية، في رد على الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، إلا أن ترامب استخدم الفيتو ضد القرارات، وقاوم الضغوط عليه لفرض عقوبات على ولي العهد محمد بن سلمان، وناقش ترامب بأن علاقة قوية مع السعودية مهمة لمواجهة التأثير الإيراني في المنطقة، ولاستقرار أسعار النفط، وقال إن قطع العلاقات مع المملكة لن يكون مفيدا لصناعة السلاح الأمريكية.
ويستدرك الموقع بأن الديمقراطيين قدموا في نقاش الأربعاء صورة مختلفة عن العلاقة مع المملكة في ظل إدارتهم، ففي رده على سؤال عن الصين، شجب السيناتور الديمقراطي عن نيوجرسي كوري بوكر “انتهاكات حقوق الإنسان”، وتزويد الوقود للمقاتلات السعودية لقتل أطفال اليمن.
وتشير كيل إلى أنه في السياق ذاته رد بيرني ساندرز عن فيرمونت، قائلا إنه لم يكن الشخص الوحيد الذي كان يوضح بأن السعودية قتلت خاشقجي، لكنها “ديكتاتورية وحشية تفعل كل شيء لسحق الديمقراطية، وتعامل المرأة بصفتها مواطنة من الدرجة الثالثة.. عندما نقوم بإعادة النظر في سياستنا فسنكتشف أن السعودية ليست حليفا يوثق به”.
ويذكر الموقع أن بايدن تعهد بوقف صفقات السلاح مع السعودية، مشيرة إلى أن تعهده يأتي أبعد مما فعله باراك أوباما الذي أغضب السعوديين عندما وقع الاتفاقية النووية مع إيران، إلا أنه عرض عليهم صفقات أسلحة لتخفيف قلقهم، وفي نهاية فترته الرئاسية وبعد تدهور الوضع قرر أوباما وقف بيع القنابل الموجهة للسعودية.
وينقل التقرير عن ميللر، قوله إن هناك عوامل عدة قادت الديمقراطيين لهذا الموقف، من حرب اليمن إلى مقتل خاشقجي وتراجع شعبية السعودية في الولايات المتحدة لأدنى مستوياتها، لافتا إلى أن السبب الرئيسي هو محمد بن سلمان، “فمن الصعوبة بمكان أن يعيد ابن سلمان تأهيل سمعته ويتخلص من سجله الذي يشمل قرارات متهورة.. رغم وجود رغبة للتعاون مع السعودية في القضايا المتبادلة، مثل مكافحة الإرهاب، وتدفق النفط، فلن تحصل على علاقة قريبة في ظل وجود زعيم مزاجي يقود السعودية”.