يلاحظ أنه مع كل زيارة يقوم بها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إلى صنعاء، تقوم دول التحالف بأعمال تصعيد عسكرية على اليمن، الأمر الذي شبهه البعض بالقول أن زيارة غريفيث تمنح دول التحالف جرعة عداء اضافية اليمن.
فقد صعد طيران التحالف غاراته على الحديدة بشكل غير مسبوق، من قصف الحديدة بـ 20 غارة، الأمر الذي اعتبره البعض بمثابة اعلان وفاة اتفاق وقف اطلاق النار في الحديدة.
بينما ربط بعض المراقبين بين زيارة غريفيث أمس الأحد لصنعاء، وتصعيد التحالف في الحديدة، بأنه إجراء مدروس من قبل المبعوث الأممي ودول التحالف للضغط على صنعاء بهدف إجبارها على تقديم المزيد من التنازلات، أو التصعيد في جبهة الساحل الغربي، التي كان اتفاق التهدئة فيها ابرز ما توصلت له مساعي الأمم المتحدة في اليمن، من خلال اتفاق السويد نهاية ديسمبر 2017.
في حين قراء البعض التزامن المتكرر بين جرائم التحالف وزيارة المبعوث الأممي بالقول، أن دول التحالف تسعى مع كل زيارة يقوم غريفيث إلى صنعاء، بارتكاب الجرائم وتصعيد العمليات العسكرية بهدف اغضاب القيادة في صنعها ودفعها إلى اتخاذ مواقف عصابية في لقائتها مع غريفيث.
الخطير في مهام الأمم المتحدة هو تجاهلها المستمر لكل المبادرات التي نفذتها صنعاء من طرف واحد، من اجل السلام حسب اتفاق السويد، والتي بدأت بخطوة اعادة الانتشار، في موانئ الحديدة الثلاثة، خلال مايو الماضي، والتي فضحت مواقف غريفيث المتواطئة مع التحالف، من خلال ترحيبه بمبادرة اعادة انتشار الجيش واللجان في موانئ الحديدة، ثم تراجعه عن ذلك الترحيب خلال الاحاطة التي قدمها لمجلس الأمن الجمعة الماضية، عبر اتهام صنعاء بعرقلة تحرك الفريق الأممي للرقابة على وقف اطلاق النار.
بينما لم يسبق لغريفيث أن تحدث عن قيام صنعاء بفتح حساب لايرادات ميناء الحديدة، لصالح رواتب الموظفين، حسب اتفاق السويد، دون أن تقوم دول التحالف بأي خطوة تذكر، إضافة إلى تجاهل العرقلة الواضحة التي يتعرض لها ملف تبادل الأسرى، من قبل دول التحالف، وعدم ذكر كل المبادرات التي قامت بها صنعاء من طرف واحد بإطلاق مئات الأسرى، والتي لم تقابل بأي خطوة مماثلة من قبل قوى التحالف.
ويرى عدد من المراقبين، أن اداء غريفيث وصل إلى طريق مسدود في اليمن، ولم يعد بالامكان المراهنة على اسلوب المبعوث غريفيث في ايصال اليمن إلى السلام.
ولا يستبعد البعض أن يكون غريفيث قد تعرض للابتزاز بنفس الطريقة التي تعرض لها رئيس بعثة التفتيش الأممية إلى العراق، هانز بليكس عام 2003، والذي عاد بعد عدة اعوام من الغزو الأمريكي للعراق للاعتراف بأنه تعرض للتهديد والابتزاز من قبل المخابرات الأمريكية في حال لم يقدم تقريراً حول اسلحة الدمار الشامل يتماشى مع التوجهات الأمريكية لغزو العراق، في سابقة يمكن من خلالها يمكن القياس عليها، لتأكد بأن النزاهة هي أخر ما يتواجد لدى الأمم المتحدة.
ورغم كل التواطوء الذي يميز مواقف المبعوث الأممي، مع أجندات دول التحالف، إلا أن القيادة السياسية في صنعاء، لم تغلق ابوابها في وجه غريفيث، حرصاً على منح جهود السلام فرص جديدة للحياة، من أجل انقاذ شعب اليمن، حيث تناولت جولة غريفيث الأخيرة نقاشات مستفيضة مع رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، ورئيس حكومة الإنقاذ عبدالعزيز بن حبتور، ورئيس الحراك الجنوبي السلمي المشارك في مؤتمر الحوار خالد باراس، تم فيها بحث خروقات التحالف في الحديدة، وملف الحرب الاقتصادية، وغيرها من القضايا الهادفة إلى انهاء الحرب والحصار الذي تتعرض له اليمن.
