خاص// وكالة الصحافة اليمنية//
اذا كانت المملكة السعودية لا تحترم المواطن اليمني مهما كانت مرتبته وأينما كان ، سواء كان رئيس جمهورية في صنعاء أو عامل في الرياض، فإن الهروب إليها بمثابة الهروب الى الجحيم والاستعانة بها بمثابة الاستنجاد بالشيطان نفسه.
بل وأسوأ من ذلك، اذا عرفنا بما تعانيه الشخصيات اليمنية المقيمة في الرياض وعلى رأسهم الرئيس المستقيل هادي الذي يخضع للإقامة الجبرية والابتزاز السياسي والتعنيف اللاخلاقي.
انها لحياة مهينة ومذلة يعيشها هادي ومحسن وبن دغر واليدومي والآنسي ومصطفى وغيرهم ممن فروا من صنعاء الى الرياض، صنعاء التي عاشوا فيها معظم سني حياتهم العلمية والسياسية والعسكرية واكتسبوا فيها مكاناتهم الاجتماعية وارصدتهم الاقتصادية، والرياض التي حرمتهم من الحرية التي كانت اغلى وأثمن ما يملكون في بلادهم وبين ناسهم، الرياض التي حولتهم من قادة لليمن الى مجموعة مغتربين بلا هوية وبلا عمل، ووضعتهم تحت رحمة ولي العهد السعودي المراهق محمد بن سلمان.
اذا كانت قيمة هادي ومن معه في السعودية تساوي صفر، فيا ترى ما هي مكانة وقيمة المواطن اليمني العادي اذا ما وصل الرياض او جدة، بالتأكيد ستكون قيمته بالسالب ومكانته في الزبالة، لأن أمراء المملكة لا يتعاملون مع اليمني إلا كشحات او متسول مهمى عظم شأنه، ولأن بهم من الكبر والحقد ما يكفي لاحتقار كل يمني مهما كانت صفته أو مهنته.
ففي الـ 7 من نوفمبر 2017م قالت وكالة أسوشيتد برس الأميركية إن السعودية منعت الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وابنيه ووزراء وعسكرين يمنيين من العودة إلى بلادهم، مؤكدة أنهم رهن الإقامة الجبرية بالمملكة.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين يمنيين -لم تسمهم- قولهم إن المنع السعودي جاء منذ أشهر وأرجعوا ذلك إلى “العداء المرير بين هادى والإمارات التي بسطت يدها على المناطق الجنوبية.
وكانت الناشطة توكل كرمان قد أعلنت في الـ 25 سبتمبر 2017م أن الرئيس هادي رهن الإقامة الجبرية في الرياض وأنه مطرود من قبل التحالف في عدن وممنوع من العودة إليها.
وفي الـ 10 من نوفمبر الماضي كشفت مصادر يمنية في الرياض ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استدعى أبرز قياديين في حزب الاصلاح اليمني وهما ( محمد اليدومي وعبدالوهاب الانسي ) لتوبيخهما وتوجيه انذار لهما.
وذكرت المصادر ان بن سلمان وجه انذارا شديدا لليدومي والانسي بسبب استمرار تخاذل حزب الاصلاح عن مساندة التحالف العربي.
وهنا يضع السؤال نفسه : إذا كان شخص بحجم الرئيس المستقيل هادي وضعته الرياض تحت الاقامة الجبرية رغم ما قدمه لها من خدمات سياسية واقتصادية وعسكرية ووضع رقاب 27 مليون يمني تحت رحمتها، فما هي الفائدة التي قد يحصل عليها “المفسبكين” الذين فروا مؤخراً باتجاه المملكة ؟!
الجواب حتماً لا شيء، سوى الكثير من الامتهان والاستغلال السياسي والاقتصادي والإيذاء الوظيفي والإبتزاز والاحتقار، تلك هي المكافئآت التي تخبئها المملكة لكل من تعاون معها أو قدم خدمة لها في بلاده أو خارج بلاده.