فلسطين المحتلة (وكالة الصحافة اليمنية)
تحدثت صحيفة “إسرائيلية”، عن “تجاهل رئيس وزرائ الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للحل السياسي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، والذي ينسجم تماما مع سلوك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تردده في عرض ما تسمى بصفقة القرن”.
وأوضحت صحيفة “معاريف” العبرية، في مقال للكاتب الإسرائيلي شلومو شمير، أن هناك “قصورا سياسيا، وخطأ استراتيجيا، وضررا إعلاميا، سيسجل ضد نتنياهو، بسبب شطبه موضوع السلام من سلم الأولويات والخطاب الإسرائيلي”.
وأكدت أن “نتنياهو مذنب في سحقه لموضوع السلام”، منوهة إلى أن “نتنياهو في السنوات الأخيرة، ابتعد عن وتجاهل بشكل معلن واستعراضي الفكرة السياسية التي تحدث عنها سابقا والمتعلقة بحل الدولتين”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “الحديث لا يدور عن فشل جهوده لإحلال السلام؛ فالفشل في تحقيق حل سياسي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني ليس عارا، أما التجاهل التام لموضوع فهو جريمة سياسية لا تغتفر”.
ونوهت إلى أن رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك، حاول التفاوض مع ياسر عرفات برعاية الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، وإيهود أولمرت كرئيس للوزراء، أجرى محادثات مع رئيس السلطة محمود عباس، ورغم أن هاتين المحاولتين فشلتا ولم تتقدما في الحل السياسي، لكنهما أضافتا في حينه وتضيفان اليوم وجها إيجابيا على الصورة السياسية لباراك وأولمرت”.
وبرغم أن نتنياهو وقع مع عرفات اتفاق الخليل عام 1997، إلا أنه “مستعد لدفع الكثير كي يشطب من ماضيه هذا الاتفاق وينسي الناس لحظة مصافحته مع أبو عمار”، بحسب “معاريف” التي أضافت: “ومنذئذ، لم يسجل في السيرة السياسية لنتنياهو أي جهد، لا كمحاولة ولا ذرة فعل للتقدم في حل النزاع، لقد فشل في هذا المجال، ويبتعد عنه ويحذر منه كمن يحذر ويبتعد عن النار”.
ونبهت أنه “ليس لدى نتنياهو نية في إعادة موضوع السلام إلى رأس جدول الأعمال السياسي”، مبينة أن “لتجاهل هذا الهدف والتطلع لحل النزاع، يوجد لنتنياهو مساعدة وتشجيع من مصدر متوقع، حيث يعتمد بالفعل على صداقة الرئيس الأمريكي ترامب”.
وذكرت أن “ترامب منذ نزوله في البيت الأبيض، يعلن أنه سيكون هو من يحقق اتفاق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين بل ويصفه بأنه “صفقة القرن”، ومنذ ثلاث سنوات ينكب فريق خاص في البيت الأبيض على بلورة وصياغة خطة السلام”.
وبحسب التسريبات التي نشرت عن تفاصيل الخطة، فقد قدرت الصحيفة أنه “ليس لها أي احتمال بأن تقبلها إسرائيل أو حتى الجانب الفلسطيني، إضافة إلى أن هناك دولا عربية مركزية تعارض الخطة الأمريكية”.
ورأت “معاريف”، أن “التردد المتواصل من جانب البيت الأبيض في نشر الخطة، ينسجم تماما مع تجاهل نتنياهو لموضوع السلام”، موضحة أن هناك “دهشة” لدى العديد من المسؤولين اليهود في الولايات المتحدة من عدم بحث موضوع السلام، وأنه ليس جزءا من تصريحات قادة الأحزاب الإسرائيلية في دعايتها الانتخابية.
وأفادت الصحيفة، بأن “الضرر الأكبر هو في علاقات إسرائيل والقوى العظمى الغربية ودول أوروبا المركزية”، مبينة أن “رؤساء الدول المعارضة للاستيطان، لا يغفرون لنتنياهو شطبه بهذا الشكل القاطع والنهائي لكل موقف علني ورسمي للحل السياسي للنزاع”.