خاص | وكالة الصحافة اليمنية //
أزاح متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع الستار عن تفاصيل ومشاهد عملية البنيان المرصوص وعمليات ضرب أهداف عسكرية واقتصادية في العمق السعودي في مؤتمر صحفي له مساء اليوم الجمعة بالعاصمة صنعاء.
وأكد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع ان قواتنا المسلحة مستعدة لخوض معركة طويلة لا تنتهي كوننا في موقف الحق ندافع عن بلدنا وشعبنا وعلى العدوان أن يتوقعوا المزيد من الضربات والعمليات فهذا عهدنا الى كل اليمنيين الأحرار في مختلف المناطق طالما استمر العدوان والحصار.
وأشار في المؤتمر الصحفي الذي استعرض فيه تفاصيل عملية البنيان المرصوص الى ان عدد عمليات سلاح الجو المسير خلال عملية البنيان المرصوص على أهداف في الداخل والخارج تجاوز 41 عملية وعدد عمليات القوة الصاروخية على أهداف في الداخل والخارج 21عملية ومن ضمن هذه العمليات 26عملية استهدفت مطارات أبها وجيزان ونجران وقاعدة خميس مشيط وشركة ارامكو واهداف حساسة في العمق السعودي وكانت هذه الضربات ما بين الخامس والعشرين وحثى الثلاثين من الشهر الحالي.
وأوضح ان منطقة نهم شهدت عمليات عسكرية تصعيدية للعدوان ومرتزقته الأمر الذي فرض على قواتنا التعامل بجدية مع هذا التهديد وهذا المسار العدواني الذي كان يستهدف المنطقة التي تشكل أهمية استراتيجية لدى العدو.
مؤكدا ان قواتنا في التصدي الحازم للتصعيد العدواني وعلى وقع النجاح في عملية التصدي مضت قواتنا نحو تنفيذ عملية هجومية معاكسة على طول الجبهة المشتعلة في منطقة العمليات.
وقال العميد سريع ” الهدف الاساسي من عملية البنيان المرصوص كان ردع قوات العدو ودحرها من المنطقة وهو ما يعني تأمين المنطقة بشكل كامل إضافة الى إفشال المخطط العدواني الذي تمثل في الهجوم الواسع على قواتنا والتقدم الى المناطق المتاخمة للعاصمة صنعاء “.
وأضاف” كانت المعلومات الاستخباراتية لدى قواتنا تؤكد أن العدو أستعد لهذه العملية الهجومية منذ عدة أشهر وأن هدفه الوصول الى أقرب نقطة يتمكن من الوصول إليها باتجاه العاصمة صنعاء”.
وأوضح بان العدو دفع بتشكيلات مختلفة من قواته الى منطقة نهم خلال السنوات الماضية لدرجة أن هذه المنطقة كان بها 17 لواء عسكري وعدد من الكتائب ونقل اليها عتاد عسكري مختلف من السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف.
مؤكداً ان منطقة عسكرية بالكامل تابعة للعدو كانت تتمركز في المنطقة وكذلك قوات خاصة من دول العدوان تتولى عملية الإسناد الناري والاستخباراتي لوحدات المرتزقة كما عمل على إنشاء تحصينات تعمل على إعاقة تقدم قواتنا.
واستعرض العميد سريع خارطة انتشار قوات العدو قبل العملية والالوية العسكرية المعادية.
وقال” كان العدو رغم هذه القوة العسكرية الكبيرة يستند الى الطيران الحربي للعدوان وخلال السنوات الماضية تعرضت نهم لآلاف الغارات وقدم أبناء نهم العشرات من الشهداء من الرجال والنساء والأطفال إضافة الى ما أصاب ممتلكاتهم من تدمير متعمد من قبل العدوان وأدواته”.
واكد المتحدث الرسمي ان منطقة نهم من المناطق الجبلية وتضاريسها معقدة ما جعل قواتنا تدفع خلال الأيام الأولى للمواجهات بوحدات متخصصة لتعزيز للموقف القتالي.
وأردف قائلاً ” بعد التصدي الناجح لهجوم قوات العدوان بدأت قواتنا في تنفيذ عملية عسكرية هجومية توسعت على وقع انهيار الخطوط الأمامية للعدو حيث تقدمت قواتنا باتجاه المرتفعات الاستراتيجية”.
وأوضح بان قواتنا نجحت في تنفيذ المهام العملياتية خلال الساعات الأولى من تنفيذ العملية قبل صدور التوجيهات بتطويق قوات العدو من عدة مسارات شرقية وغربية.
مؤكداً ان قواتنا اتبعت ذلك بتفعيل مسارات هجومية على قلب الجبهة وتمكنت خلال الثلاثة الأيام الأولى للعملية من تأمين معظم مناطق نهم أبرزها المواقع الحاكمة.
وقال” هجوم قواتنا انطلق من أربعة اتجاهات رئيسية وكل اتجاه تفرع منه عدة مسارات”.
مشيراً الى ان قواتنا وبموجب توجيهات القيادة حرصت على إطباق الحصار من خلال عملية تطويق شاملة مع الحرص على فتح عدة مسار ات لفرار أكبر قدر ممكن من قوات المرتزقة الى جانب الضغط العسكري على كافة المواقع والمعسكرات التابعة للعدو لإجبارها على التسليم مع الحرص على أرواح اليمنيين فيها لا سيما الذين أبدوا استعدادهم لترك المعركة.
وأكد ان قواتنا نجحت في التعامل مع قوات العدو من خلال الاشتباك والالتحام المباشر بعد أن منحتها قواتنا فرصة المغادرة والفرار وان قواتنا استمرت في تقدمها الى ما بعد نهم.
وأضاف” من واقع حرص قواتنا على أرواح المرتزقة تمكن الألاف منهم من مغادرة منطقة العمليات خلال الأيام الأولى ولم تتعامل قواتنا إلا مع المرتزقة الذين استمروا في المواجهة وتمكنت قواتنا من قطع خطوط الإمداد على قوات العدو مستفيدةً من مواقعها المتقدمة القريبة من مدينة مأرب”.
وأردف قائلاً” التصعيد العسكري للعدوان في منطقة نهم تمثل في محاولة الهجوم على قواتنا والتقدم الى مواقع مهمة وكذلك في شن طيران العدوان الحربي غارات عدة على قواتنا حيث بلغت أكثر من 250 غارة جوية”.
مؤكداً ان وحدات من قوات الدفاع الجوي شاركت بعملية البنيان المرصوص وكان لمنظومة فاطر 1 دوراً مهماً في إرباك الطيران الحربي وإعاقته عن شن الغارات.
وأشار الى انه وبعد تفعيل منظومة الدفاع الجوي لجأ طيران العدوان الحربي الى شن غارات من ارتفاعات عالية حتى لا يتعرض لصواريخ منظومة فاطر.
وقال” نجحت منظومة الدفاع الجوي من تنفيذ أكثر من 25 عملية تصدي وإجبار على المغادرة” .. مضيفاً ” ان استمرار غارات العدوان على منطقة العمليات دفع قواتنا الى الرد الحاسم وكانت توجيهات القيادة واضحة في ضرب منشآت وقواعد عسكرية سعودية”.
واكد العميد سريع ان القوات المسلحة عبر قواتها الصاروخية وسلاح الجو المسير دكت عدداً من مطارات العدو المستخدمة لأغراض عسكرية منها مطارات في نجران وجيزان إضافة الى دك قاعدة خميس مشيط بعدد من الصواريخ.
وأوضح ان العمليات الأولى من الضربات الصاروخية وعمليات سلاح الجو المسير كانت عبارة عن عمليات تحذيرية فقط.
وقال” أدى استمرار الغارات الجوية للعدوان إلى ضرب هدف اقتصادي تابع لشركة أرامكوا مع هدفين حساسيين في عمق العدو”.
واستعرض المتحدث الرسمي النتائج الأولية للعملية العسكرية النوعية البنيان المرصوص أبرزها انهيار كبير في صفوف قوات العدو وفرار المئات من المرتزقة الذين استفادوا من سماح قواتنا لهم بالفرار وترك المعركة الى جانب تأمين كامل منطقة نهم وكان هذا هو الإنجاز الأكبر لقواتنا خلال الأيام الأولى للعملية بما يحمله هذا الإنجاز من نتائج على كافة الأصعدة.
وأكد وصول قواتنا الى مفرق الجوف وتقدمها في محافظة الجوف والالتحام بالقوات المتقدمة الى نفس المنطقة والبدء بعملية هجومية أخرى لتحرير مناطق في محافظتي مأرب والجوف الى جانب تكبد قوات العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد واغتنام عتاد عسكري كبير.
وقال ” حررت قواتنا خلال الأيام الأولى من العملية مساحة تقدر بـ 800كيلو متر مربع معظمها مواقع استراتيجية ومرتفعات مهمة قبل أن تتمكن وبفضل الله تعالى من تحرير مناطق في محافظتي مأرب والجوف إضافة الى نهم بصنعاء بمساحة 2500 كيلو متر مربع”.
واستعرض العميد سريع خارطة لمنطقة العمليات بعد تقدم قواتنا والمناطق التي حررتها خلال الأسبوع الأول من العملية والمناطق الجاري تحرير ما تبقى منها الى جانب مناطق الاشتباكات كـ مدينة الحزم .. مستعرضا مستوى اقتراب قواتنا من مركز محافظة مأرب.
وأضاف” الموقف الوطني لأبناء قبائل مارب وكذلك قبائل الجوف وقبل ذلك قبائل نهم ساهم بشكل كبير في تحرير مديريات نهم بصنعاء ومجزر بمارب والمتون ومناطق براقش والصفراء بالجوف إضافة الى أجزاء واسعة من مديريات مدغل بمأرب والغيل والخلق بالجوف”.
وأردف قائلاً ” أصبحت مديرية الحزم التي تتضمن عاصمة محافظة الجوف منطقة مواجهات وكذلك بعض أجزاء من مديريتي الغيل بالجوف ومدغل بمارب”.
مؤكداً ان قواتنا عززت مواقعها المتقدمة القريبة من مدينة مارب واغتنام عتاد عسكري كبير منها اسلحة ثقيلة ومتوسطة.
واستعرض المتحدث الرسمي الإحصائيات الأولية لخسائر العدو الذي بلغ أكثر من 3500 قتيل ومصاب وأسير بينهم 1500 قتيل لا زالت معظم الجثث في منطقة العمليات وبين القتلى عدد كبير من القيادات من مختلف المستويات فيما بلغ عدد المصابين 1830بحسب المعلومات الاستخباراتية وهناك المئات من الأسرى.
وقال” نظراً للعدد الكبير من القتلى وجهت القيادة بتشكيل لجان للتعامل الإنساني والتوثيقي مع كافة الجثث في منطقة العمليات”.
وأكد ان ضربات القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير للقواعد العسكرية والمنشآت الاقتصادية السعودية أدت إلى أضرار كبيرة أصابت تلك الأهداف.
واستعرض العميد سريع مشاهد تظهر جانباً من استعدادات وحدات قتالية من قواتنا للتصدي للتصعيد العدواني بنهم وتنفيذ هجوم عكسي على إثره ومشاهد اقتحامات والتحام مباشر بقوات العدو ومشاهد لعمليات لفرار المرتزقة ولخسائر قوات العدو وكذلك الأسرى والمصابين ومشاهد من الخسائر منها مدرعات وآليات وكميات مختلفة من الأسلحة.
كما استعرض مشاهد اخرى لأبرز المناطق والمواقع المحررة .. مؤكداً ان بقية المشاهد سيتم توزيعها للقنوات الوطنية لعرضها خلال الأيام المقبلة.
وقال ” كل ما تحقق من نصر خلال عملية البنيان المرصوص كان بفضل الله وتأييده ونصره ورعايته للمجاهدين”.
مؤكداً ان العسكرية اليمنية حققت من خلال عملية البنيان المرصوص إنجازاً استراتيجياً مهماً يضاف الى تاريخ العسكرية اليمنية الحافل بالبطولات والتضحيات في سبيل الله دفاعاً عن الوطن والشعب.
وأضاف” العملية لم تُكشف كافة تفاصيلها لا سيما ما يتعلق بالتكتيكات العسكرية وسيأتي الوقت المناسب لكشف تلك التفاصيل”.
واشار الى معنويات مجاهدينا يحفظهم الله وإيمانهم بنصر الله وتأييده وثقتهم بعدالة قضيتهم كان أحد أبرز أسباب النصر الاستراتيجي الذي تحقق حيث ضرب المجاهدون يحفظهم الله أروع الأمثلة في الإقدام والشجاعة والصبر والصمود ومواجهة مختلف الظروف غير آبهين بحشود العدو ونوعية سلاح وتفوقه الجوي.
واكد ان ابطالنا سطروا ملحمة عسكرية وثقتها بالطبع كاميرات المجاهدين من الإعلام الحربي.
وأردف قائلاً ” القوات المسلحة تجدد تثمينها الكامل للدور المشرف لقبائل مارب والجوف وصنعاء وتشد على أيدي كافة الشرفاء من أبناء بلدنا العزيز للمشاركة الفعلية بمعركة التحرر والاستقلال”.
وقال” قواتنا المسلحة تطمئن كافة أبناء محافظة مارب بأن معركتنا اليوم ليست مع إخواننا اليمنيين بل مع العدوان وأدواته في الداخل ممن يصرون اليوم على الوقوف موقف الخيانة والعمالة رافضين الاستجابة للدعوات المستمرة للعودة الى صف الوطن وترك الخيانة والعمالة والارتزاق”.
وخاطب أبناء مارب بالقول ” التاريخ يا أبناء مأرب التاريخ سيحفظ مواقفكم في صفحاته كما نحفظ اليوم مواقف الأجداد في مقارعة قوى الاحتلال والغزو فكونوا في الموقع الذي يتوافق مع تاريخكم والذي يستجيب لنخوتكم وأصالتكم وعاداتكم”.
موضحاً ان تاريخ مارب خلال آلاف السنوات ويزيد لم يرتبط بالعملاء والخونة بل ارتبط بالبطولة والتضحية بالعزة والكرامة باحتقار كل عميل وكل خائن.
وأضاف” مارب لم تقبل الغزو قبل الميلاد وتصدت ببسالة للحملة الرومانية وهي ذاتها اليوم وفي هذه المرحلة لن تقبل الغزاة والمحتلين والمتآمرين على الوطن فهذا التاريخ الناصع آن له أن يستمر”.
واكد المتحدث الرسمي ان قبائل الجوف وأبناء الجوف الأحرار الشرفاء كذلك كان لهم موقف تاريخي ومسؤول خلال هذه المرحلة.
مشيداً بالدور المهم لأبناء نهم الأبية الصامدة والذي تحمل أبنائها الكثير خلال السنوات الماضية وكان لمشايخها وشخصياتها الاجتماعية وكل أبنائها دوراً مشرفاً سيحفظ في تاريخ مؤسستنا العسكرية وسيكون موضع التقدير خلال المراحل القادمة.
موضحا ان قواتنا المسلحة تعاطت خلال مرحلة تنفيذ العملية بمسؤولية عالية مع كافة الوساطات تنفيذاً لتوجيهات القيادة.
مجدداً الدعوة للعدوان الى قراءة التاريخ فهذا الشعب لا يستسلم وهذه القبائل الأبية الأصيلة لا تعرف الهزيمة وهذا البلد قاوم كل الغزاة وأنتصر عليهم ودحرهم.
واكد العميد سريع ان القوات المسلحة اليمنية تخوض معركة مصيرية دفاعاً عن الشعب والوطن ولن نتردد في الاستخدام المكثف لأسلحة الردع من الصواريخ الباليستية والمجنحة القادرة على دك أهدافها المحددة على طول وعرض جغرافيا العدوان.
مختتماً المؤتمر الصحفي بالتأكيد ان قواتنا استكملت الاستعداد الكامل للتعامل مع أقسى الظروف في حال اتجاه العدوان نحو التصعيد العسكري الذي سيرتد عليه وبالاً ونؤكد هنا على تحذير قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله بأن العدوان سيندم كثيراً في حال ارتكابه أي حماقة خلال المرحلة القادمة.