اعلنت أبوظبي الأحد الماضي، انسحابها من اليمن للمرة الثانية، بعد أن كانت قد اعلنت في يوليو العام الماضي سحب قواتها من اليمن، والذي اعقبته احداث طرد “الشرعية” من “عاصمتها” عدن، بعد قرابة شهر، من الانسحاب الإماراتي المزعوم .
بينما يعتبر مراقبون بناء على تاريخ المكر الاماراتيين في اليمن، ان اعلان انسحاب ابو ظبي الأخير يستدعي قرع نواقيس الخطر، في ظل استعدادات التحالف لعملية تصعيد جديدة في الساحل اليمن الغربي.
حيث يعتبر البعض ان اعلان الانسحاب الأخير من قبل الاماراتيين، يعد مؤشراً، حول عاصفة جديدة من الأحداث في البلاد، قد يكون مسرحها الساحل الغربي، لا ترغب أبو ظبي، أن تكون طرفاً فيها، نظراً لما يبدو انعدام الثقة بنجاح ذلك التصعيد بالنسبة لدول التحالف بقيادة الولايات المتحدة، ولابد أن تقوم ابوظبي باتخاذ احتياطات “تمويه” تفادياً لضربات الغضب الصاروخي من صنعاء، خصوصاً أنه قد سبق لقائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك الحوثي أن وجه تحذيراً للإماراتيين أن يكونوا صادقين في انسحابهم.
بينما يعتقد اخرون، أن الاماراتيين يسعون من خلال اعلان الانسحاب، إلى تمكين اتباعهم في المجلس الانتقالي، من السيطرة على المناطق المحتلة جنوب اليمن بشكل كامل، في اطار خطة تتولى ابو ظبي تنفيذها لتقسيم اليمن، وأن الاعلان عن سحب القوات الاماراتية، لا يتجاوز كونه تمثيلية، تمليها قواعد السياسة، تفرض على الاماراتيين عدم الظهور بشكل واضح في مسرح الاحداث الرامية إلى تقسيم اليمن.
كما يبدو أن الاماراتيين باتو على ثقة تامة انه لم يعد هناك من هو قادر على التصدي لمؤمرة فصل جنوب اليمن عن شماله، فقد تحدث يوسف المزروعي رئيس اركان “الجيش الإماراتي” أن بلاده عملت على تدريب وتسليح 200 الف مقاتل في المناطق المحتلة جنوب اليمن، في حين يعرف الجميع أن الامارات تمارس دورها بالمال لتجنيد المرتزقة وشراء السلاح، اكثر من كونها قوة عسكرية يمكنها خوض الحروب.