مقالات وتحليلات (وكالة الصحافة اليمنية)
– لم يذكر اسم قطر على الاطلاق خلال الفترة الماضية ضمن موجة “التطبيع الجديدة” التي تنتهجها دولا عربية وخاصة الخليجية منها مع كيان العدو الاسرائيلي، وكانت قطر تروج لنفسها باستمرار بأنها داعمة للشعب الفلسطيني وقضاياه ضد الانتهاكات الاسرائيلية التي شردت ملايين الفلسطينيين وحولت حياتهم إلى جحيم، إلا أن الدوحة رفضت الاختباء خلف اصبعها وقررت اظهار تطبيعها للعلن، ولطالما كانت بوابتها للتطبيع هي الرياضة في السابق إلا انها هذه المرة بدأت تطبيعا جديدا عبر بوابة “الطب” من خلال دعوة المديرة التنفيذية للمجلس القومي الإسرائيلي للطفل، فيريد ويندمان، لحضور مؤتمر ISPCAN الدولي لحماية الطفل (2020) في قطر.
المفارقة هذه المرة كانت في استضافة المركز القطري لمؤتمر دولي لحماية الطفل، وتصدر اسم الطبيبة الإسرائيلية فيريد ويندا الحضور، والتي تعمل مديراً تنفيذياً للمركز القومي للطفل في تل أبيب، وتنتمي للدولة التي يحفل سجلها بانتهاكات حقوق الأطفال الفلسطينيين. وبرغم من اتهام أبواق النظام القطري كالجزيرة وغيرها لغيرها من الدول الخليجية والعربية بالتطبيع مع إسرائيل، إلا أنهم يغضون البصر عن الإمارة الخليجية التي تمول قنواتهم، وتطبع في الخفاء والعلن بلا حياء، فضلاً عن تهميشهم للحراك الشعبي والشبابي القطري ضد أشكال التطبيع المختلفة.
صور فيريد وهي داخل مستشفى قطري أثارت سخط القطريين الذين نشروا صورها على الفور، وبدأوا بإطلاق هاشتاغات، عبرت عن غضب شعبي متصاعد ضد عدم استجابة السلطات للإرادة الشعبية، حيث لازال هناك شباب قطري غيور يناهض تلك الممارسات الحكومية المقننة نحو التطبيع مع الكيان الإسرائيلي المحتل، فكتب حساب “شباب قطر ضد التطبيع” عبر وسم “بسكم تطبيع” على “تويتر”، وهم مجموعة شباب مناهض للتطبيع مع إسرائيل: “وصلنا للتو خبر استضافة الدكتورة الإسرائيلية فيريد ويندمان في مؤتمر ISPCAN الدولي لحماية الطفل (2020) في قطر”.
وأضاف الحساب في تغريدة أخرى، مشيراً إلى سجل إسرائيل الحافل في انتهاك حقوق الأطفال: “بينما اعتقلت السلطات الإسرائيلية ٦٧ طفلاً فقط في يناير ٢٠٢٠ ليكتمل عددهم لقرابة 200 طفل في سجون الاحتلال، قررت مستشفى سدرة للطب استضافة الدكتورة Windman التي تعمل في منصب المدير التنفيذي للمجلس القومي الإسرائيلي للطفل متجاهلين كل انتهاكات الكيان المحتل بحق الأطفال الفلسطينيين”.
كما استنكر مغردون عدم تفاعل الحكومة القطرية بشكل إيجابي مع الحملات الرافضة للتطبيع مع إسرائيل.
واستنكرت مغردة على تويتر استضافة الطبيبة الإسرائيلية في قطر متسائلة “كيف نستضيف من يقتل الأطفال ويحرمهم من حقوقهم؟”.
وكتبت مغردة أخرى “شي مخزي نستضيف قتله ومغتصبين لإخواننا الفلسطينيين وبكل صدر رحب نبين لهم شكثر احنا مغفلين و سذج ! عار عليكم”.
وتابع في تغريدة ثالثة: “ومنذ انطلاق مسيرات العودة في قطاع غزّة في ٣٠ من مارس ٢٠١٨، استمر الاحتلال الإسرائيلي باستخدام الأسلحة المُحرَّمة دولياً تجاه المتظاهرين السلميين ومن بينهم الأطفال، حتى استشهد أكثر من 35 طفلاً، حسب وزارة الصحة، بينما أصيب أكثر من 1433 طفلاً من ضمنها إصابات أدت إلى إعاقة دائمة”.
وسبق أن استنكر مغردون قطريون مشاركة رياضيين يمثلون إسرائيل في النسخة السابعة عشر من بطولة العالم لألعاب القوى، التي اٌقيمت في الدوحة، بأكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وزادت وتيرة التطبيع، خلال الفترة الأخيرة، بأشكال متعددة بين الإسرائيليين والعرب، عبر مشاركات إسرائيلية في أنشطة رياضية وثقافية واقتصادية تقيمها دول عربية. وفي عدة تصريحات له، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، عن “تقارب كبير” بين تل أبيب و”الكثير من الدول العربية”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتعاون فيها الدوحة مع وفود طبية من تل أبيب، حيث كشف حساب”إسرائيل بالعربية” التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية في نوفمبر الماضي على صفحته بتويتر أن وفدا طبيا إسرائيليا زار قطر للمشاركة في المؤتمر الدولي لجراحة الأطفال.
وأشار إلى أن الوفد ضم تسعة أطباء إسرائيليين بقيادة ران شتاينبرغ رئيس قسم جراحة الأطفال بمستشفى رمبام في حيفا.
وسبق أن استنكر مغردون قطريون أيضا مشاركة رياضيين يمثلون إسرائيل في النسخة 27 من بطولة العالم لألعاب القوى، التي أقيمت في الدوحة، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقبلها رفرف العلم الإسرائيلي في الدوحة خلال افتتاح بطولة العالم للجمباز التي أقيمت في قطر في أكتوبر/تشرين الأول 2018 وشارك فيها لاعبون إسرائيليون أيضا.
ورغم سعي قطر الدائم للتشدق إعلاميا بمساعدة الفلسطينيين ودعم قضيتهم برفض التطبيع، إلا أن علاقاتها مع تل أبيب تعد الأكثر انسجاما وألفة في الشرق الأوسط.
ويخدم التركيز الإعلامي على زيارة الإسرائيليين لقطر النظام القطري الذي يحاول عدم خسارة تنظيم كأس العالم لكرة القدم في 2022 بشتى الطرق حتى وإن كانت على حساب الفلسطينيين فالترويج للتطبيع علنا وفي وسائل الإعلام منذ الآن يرفع عنها حرجا كبيرا لاستضافة المزيد خلال التظاهرة الرياضية الأكبر في العالم.
ويبدو أن الدوحة تتعمد مثل هذه المشاركات الإسرائيلية بعد ثنائها على الجهود الأميركية في عملية السلام في الشرق الأوسط بعد أن كشفت واشنطن عن تفاصيل “صفقة القرن” التي رفضها الفلسطينيون.
في الختام؛ قطر استضافت الطبيبة الاسرائيلية في الوقت القاتل، اذ يبحث ابناء فلسطين عن اي دعم عربي واسلامي للدفاع عن قضيتهم في الحافل الدولية، إلا ان الدول الخليجية تتهافت للتطبيع مع الصهاينة في الوقت الذي يتم فيه تصفية القضية الفلسطينية، وكل ذلك فقط لتحقيق مصالح شخصية هنا وهناك.
المصدر : الوقت التحليلي