تقرير خاص: وكالة الصحافة اليمنية
بات واضحاً أن السعودية ليست راضية عن حزب الإصلاح وقياداته سواء تلك التي تحارب في صفها عسكرياً أو التي تتحكم بمفاصل القرار الإداري والسياسي والاقتصادي في حكومة هادي وبن دغر.
وفي الشهرين الأخيرين أظهرت السعودية أنها لم تعد تثق بقيادات حزب الإصلاح، تجلى ذلك في اشتراطها أن يدير فريق خبراء سعوديين البنك المركزي اليمني في عدن كشرط لإيداع الملياري دولار الذي قالت الرياض أنها ستودعها في البنك لإنعاش العملة اليمنية المنهارة.
وفي اليومين الأخيرين وجهت السعودية صفعتين مدويتين للإصلاح حين قامت بتوجيه الحرس الوطني باحتجاز عدداً من القيادات العسكرية اليمنية الموالية للتحالف والمحسوبة على “الإصلاح” وزجت بهم في سجونها الخاصة، في حين استهدفت 4 قادة عسكريين و40 جندي معروفين بانتمائهم لحزب الإصلاح في جبل المنارة بجبهة نهم، بطائرات التحالف الذي تقوده وتدير غرفة عملياته من عاصمتها الرياض، وقتلتهم متعمدة، ولم تكلف نفسها حتى تبرير ما حدث أو الاعتذار عنه.
وثمة مؤشرات سياسية رصدتها وكالة الصحافة اليمنية في وسائل إعلام سعودية وإماراتية، فضلاً عن تصريحات لإعلاميين كبار محسوبين يعملون في قنوات محسوبة على الدول القائدة لتحالف العدوان على اليمن تهاجم “الإصلاح” بحدة، وتشير إلى أن قرار سعودي قد صدر بالتخلص من الحليف الانتهازي.
وواصل الإعلامي ومدير قناة العربية في اليمن حمود منصر، هجومه الحاد على ما وصفها بالشرعية المتآكلة التي سقطت في مستنقع الفساد وضعف أداء مؤسستها الرئاسية.
وقال حمود منصر اليوم على صفحته في الفيس بوك أن ما أسماه بمعسكر الشرعية يسقط في مستنقع الفساد وضعف أداء مؤسسة الرئاسة وارتهانها لتيار سياسي اقصائي واحد.
مؤكداً أنه وبعد الفيتو الروسي واشتباكات عدن والأسماء الوهمية في القوات العسكرية الموالية للتحالف، يواجه معسكر الشرعية تحديات حقيقية تكاد تعصف به.
مشيراً إلى أن :”عبدالملك المخلافي وزير خارجية هادي زار موسكو التقى نظيره في الرياض، ويصرح أن الشرعية تسيطر على 85% من الأرض وهو غير قادر على تأمين حتى قرية واحدة يعود إليها”.. مضيفاً:” نحن غير مقتنعين كمواطنين يمنيين بما تقوله لنا الشرعية، فكيف لها أن تقنع العالم”.
ولفت مدير قناة العربية في اليمن إلى أن “هادي سلم للإخوان فيما نجح الدكتور العليمي ونصر طه في مصادرة الشرعية وهادي لصالح جماعة اقصائية على حساب وطن”.
وتساءل منصر:” ” أية شرعية يمثلها هادي ..أهي شرعية ابتزاز التحالف واستنزافه؟ أم شرعية استغفال اليمنيين، أم شرعية نفعية همها بطون أصحابها ومصالح أولادها؟!..ربما يكون العالم يجاملها ، لكن نحن فقنا ولم نعد مغفلين..”.
وكان منصر في منتصف فبراير الجاري قد كشف عن وجود تجار حروب وأسماء وهمية في الجيش الموالي للتحالف، مؤكداً وجود تضليل في التغطيات الاخبارية لأداء الجبهات.
واشار إلى وجود أحزاب وأطراف تعتقد أن حربها الحقيقية لم تبدأ بعد، مضيفاً أن هذه الأطراف – قاصداً حزب الإصلاح – تجمع المال والسلاح لحروب قادمة.
ويرى محللين سياسيين ومراقبين اعلاميين أن مدير قناة العربية في اليمن حمود منصر لا يمكن أن يقدم على مهاجمة الإصلاح، وما أسماها بالشرعية التي يسيطر الحزب على قراراتها وإداراتها بصورة اقصائية، إلا بضوء أخضر من النظام السعودي، يؤكد نيته تحميل الإصلاح أسباب فشله في اليمن.
ويؤكد المحللين سياسيين لوكالة الصحافة اليمنية أن ثمة اتفاق سعودي إماراتي للإطاحة باللواء الفار علي محسن الأحمر المحسوب على “الإصلاح” و “بن دغر”، فليسا أكبر شأناً عند ولي العهد السعودي من أبناء عمومته وقيادات جيش بلاده اللذين أطاح بهم يوم الاثنين الفائت في خطوة وصفت بالعقابية على فشلهم في الحرب العدوانية على اليمن.
ويبدو أن السعودية الغاضبة من فشلها في اليمن، قد بدأت فعلياً في إجراءاتها العقابية تجاه حلفائها اليمنيين، ولن تكتفي باحتجاز قياداتهم ، ومطاردة البعض بغارات طيران تحالفها وقتلهم.. فما ذلك إلا بداية لحملة شديدة العواقب.