لماذا تصر صنعاء على  إستبدال المساعدات الإغاثية العينية بالنقدية  ؟

تحليل / وكالة الصحافة اليمنية  //

منذ الايام  الاولى للحرب على اليمن دخلت المنظمات الدولية ومن بينها برنامج الغذاء الى اليمن بدعوى العمل الانساني ، ومساعدة الشعب اليمني ومنذ ذلك الوقت  والى اليوم لم يطرأ على الملف الانساني في اليمن أي تغيير فالوضع الانساني يزداد سوء ، فتقارير الامم المتحدة  تؤكد ان 14 مليون يمني مهددون بالموت جوعاً ، و11 مليون معرضون للموت نتيجة الاوبئة ، إضافة الى  إحتياج 20 مليون يمني الى رعاية صحية وغذائية ، وأمام هذه الارقام تبرز التساؤلات الاتية :

 أين ذهبت مليارات الدولارات التي حصلت عليها المنظمات الدولية باسم العمل الانساني في اليمن  خلال السنوات الماضية ؟

وما جدوى عمل هذه المنظمات ؟ ولماذا تصر صنعاء على تحويل المساعدات الانسانية الى نقدية ؟

من خلال الارقام التي كشفها تقرير الامم المتحدة سيتضح أن المنظمات الدولية وبرنامج الغذاء العالمي لم يؤدي واجبه الانساني في اليمن كما يجب فبدلاً من مساعدة الشعب اليمني في معاناته استثمرت هذه المنظمات الدولية معاناة الشعب  اليمني ، وتاجرت بآلامه طيلة الخمس سنوات الماضية لجني المزيد من الاموال، ولم تعطي الشعب اليمني سوى الفتات ، ففساد المنظمات الدولية وبرنامج الغذاء العالمي  في  اليمن لم يعد خافياً على أحد ،  خصوصاً وان كثير من وسائل الاعلام المحلية قد كشفت في تقارير  معززة بالوثائق فساد هذه المنظمات وبرنامج الغذاء العالمي في اليمن ونهبه  لمليارات الدولارات  تحت مسميات نفقات تشغيلية وأجور نقل وغيرها ،  بالإضافة الى تلاعبه بهذه المساعدات  وتوزيعه مواد غذائية فاسدة على المواطن اليمني .

وأمام هذا الفساد الكبير وعدم جدواية عمل هذه المنظمات كان لابد من صنعاء من إتخاذ إجراءات للحد من هذا الفساد والتلاعب وايقاف هذه المنظمات من المتاجرة بمعاناة الشعب اليمني لضمان وصول هذه المساعدات الى مستحقيها ، عبر الضغط على هذه المنظمات لتحويل هذه المساعدات الانسانية الى مساعدات نقدية واستبدال المساعدات الغذائية بالكاش .

حيث ستحل هذه الآلية الخلل وفق الخبراء الاقتصاديين فتوزيع المساعدات نقداً معناه انه لم يعد هناك نفقات تشغيلية  إلا بالحد الادنى ، ولم يعد هناك  إيجارات مخازن،  ولا أجور نقل وهو ما يصب في مصلحة المواطن  حيث ستذهب معظم الميزانية المخصصة للمساعدات الانسانية  الى المواطن ، مما يتيح الوصول الى أكبر قدر من المستفيدين من هذه المساعدات ، إضافة الى عدم إلزام المواطن بمواد غذائية معينة وغالباً ماتكون فاسدة .