المصدر الأول لاخبار اليمن

أول جهة تكشف عن قتلة العلامة بن سميط

تقرير خاص: وكالة الصحافة اليمنية

فرض الصراع السياسي نفسه على مشائخ الدين المتحزبين منهم ثم تمادى ليصل إلى اليوم إلى علماء وسطيين نأووا بأنفسهم بعيداً عن السياسة..و قد كانت البداية  في عدن التي شهدت عديد اغتيالات طالت أئمة المساجد، ثم المهرة في الشهر الفائت.. ويبدو أن الدور الآن على  تريم حضرموت حاضنة المدرسة الفقهية الصوفية.

ويعد اغتيال العلامة بن سميط في مدينة تريم ، تطوراً خطيراً ومقلقاً تشهده المدينة، التي عُرف عن أهلها التمسّك بنهج الوسطية والاعتدال، ورفض مظاهر الغلو والتطرّف في الدين.

وفي تمام السابعة صباح اليوم الجمعة كانت مدينة تريم على موعد مع فاجعة كبيرة.. مقتل العلامة الحبيب عيدروس بن سميط أمام جامع المحضار  داخل منزله  برصاص مجهولين تمكنوا من دخول منزله واغتياله أُثناء تأديته لصلاة الضحى.

وقال مراسل وكالة الصحافة اليمنية في تريم أن مجهولين جاؤوا إلى منزل العلامة بن سميط بحجة استفتائه فطلب منهم الانتظار حتى يصلي صلاة الضحى ، وبينما هو خاشع في صلاته باغتوه بعدة طلقات نارية في رأسه قتلته على الفوز ولاذوا بالفرار.

ومثلت جريمة اغتيال العلامة بن سميط صدمة لأهالي مدينة تريم وعلمائها ، ولقيت حادثة اغتيالاته حملة إدانة واستنكار  رسمية وشعبية واسعة كونه بن سميط معروف باعتداله ووسيطته .

ووجه عدد  من الناشطين السياسيين والاعلامين تهمة اغتيال العلامة بن سميط إلى تنظيم القاعدة رابطين خبر افراج القوات الإماراتية في حضرموت عن عناصر من تنظيم القاعدة بينهم قيادات قبل قرابة اسبوعين، بواقعة الاغتيال اليوم في تريم .

فيما ذهب آخرون إلى توجيه التهمة إلى الجماعة السلفية كونهم من ناقدي التيار الديني الصوفي حيث  يعتبرونه فكراً منحرفاً وضالاً .

وأشار ناشطين جنوبيين بأصابع الاتهام في اغتيال بن سميط إلى حزب الإصلاح الذي يعيش صراعاً مع الإمارات التي تدلل الصوفيين بحسب الإصلاحيين ، الذين يريدون بحسب الناشطين توجيه ضربات انتقامية موجعة للإمارات وحلفائها المحليين.

وتسأل ناشطين:” لماذا يستهدف علماء حضرموت الذين من محظوراتهم الخوض في السياسة ولم يتدخلوا في أية أحداث سياسية وحربية ؟!..وكيف عاد “الإرهاب”  إلى حضرموت في حين أن الإمارات وقوات النخبة الموالية لها أعلنت تطهير حضرموت من عناصره، ثم نقلت معركتها ضد القاعدة وداعش إلى شبوة؟!”.

وكانت رابطة علماء المسلمين وصفت اغتيال العلامة بن سميط بالجريمة الشنعاء وذلك في بيان رسمي لها – حصلت وكالة الصحافة اليمنية على صورة منه – .

وقال البيان :” إن هذه الجريمة الشنعاء التي حصلت صباح اليوم الجمعة هي واحدة من مئات الجرائم  التي تستهدف علماء وعقلاء وشرفاء وأحرار اليمن والمنطقة و ليست الأولى ولن تكون الأخيرة إذا لم يتيقظ علماء وأحرار الأمة ويتخذوا موقفا واضحا وحازما من المحتل الأحنبي وأدواته وأذرعه الداعشية التي قامت باغتيال وتصفية الكثير من العلماء والدعاة في عدن وشبوة وحضرموت وغيرها من المحافظات تحت مرأى ومسمع المحتل وبدعم وتواطئ منه”.

وأشار البيان إلى :”إن رابطة علماء اليمن إذ تشاطر الإخوة الكرام من العلماء الذين يرزحون تحت نير الاحتلال في هذه المحافظات المنكوبة الألم والأسى والحزن على الفقيد الشهيد  الذي خسرته الأمة جمعاء  لتدعوهم وتناديهم بنداء الأخوة والإسلام إلى القيام بمسؤوليتهم الدينية والوطنية والتاريخية إزاء ما يتهدد الجنوب خصوصا واليمن عموما من أخطار كبيرة ومخططات أمريكية صهيونية  تستهدف الجميع وتسعى لاحتلال البلاد ونهب ثرواتها وطمس هويتها الحضارية والدينية والتاريخية وتمزيق النسيج الاجتماعي اليمني المتعايش عبر التاريخ”.

وأكد البيان:” إن قوى الاحتلال تعمل بكل جهد ووسيلة لبذر الفتنة المناطقية والمذهبية وتصفية الكوادر العلمية حتى يتمكن المحتل من تحقيق أهدافه ونيل مآربه”.

وطالبت رابطة علماء اليمني أبناء  الجنوب أن لا يسمحوا للإماراتيين والسعوديين وأدواتهم الداعشية أن يستعبدوهم  ويصفوا علماءهم ويطمسوا هويتهم الدينية والحضارية .

هذا ولم يسبق أن استهدف أحد من علماء “تريم” مما يدلل على ثمة من يريد خلط أوراق الصراع في حضرموت هادفاً من ذلك إدخال كل المحافظات الجنوبية في دوامة من الفوضى المرعبة والاغتيالات لرموزها الدينية مثلما حدث اليوم في تريم الحاضنة للمدرسة الفقهية الصوفية والتي فجعت في أحدى أبرز علمائها الوسطيين والمتسامحين بصورة مدهشة.

قد يعجبك ايضا