المصدر الأول لاخبار اليمن

اليمن تتحدى كورونا وتستعد له بجهود ذاتية.. مراكز عزل وفرق عمل بجاهزية قصوى

تقرير خاص: عبدالملك الهادي/وكالة الصحافة اليمنية//


رغم ظروف الحرب والحصار القاهرة التي فرضها تحالف العدوان على اليمن، إلا أن وزارة الصحة العامة والسكان في حكومة الانقاذ الوطني، تقدم اداء لافت، متفوقة به على امكانياتها المالية والفنية الشحيحة جدا، بل والمنعدمة.

وعلى مدى 5 سنوات من الحرب، خاضت وزارة الصحة بمستشفياتها وطواقمها الطبية حربا ضروس ضد مختلف الأوبئة الفتاكة، كالكوليرا، وانلفونزا الطيور والخنازير، والدفتيريا، والملاريا، وحمى الضنك.

معركة غير متكافئة

 

كانت المعركة غير متكافئة، خاصة وان قطاع الصحة في اليمن تعرض لتدمير الممنهج من قبل طائرات تحالف العدوان، التي لم تجد حرجا في قصف مستشفيات ومراكز ووحدات صحية، واستهداف اطقم وسيارات اسعافية، ولم يتردد التحالف من ضرب اليمنيين بمختلف الاسلحة المحرمة دوليا والقنابل العنقودية السامة.. ممنيا نفسه(التحالف) استكمال اضلع حربه على اليمن، سياسيا، عسكريا، اقتصاديا،   وبيولوجيا.

وفي حين لا تزال صنعاء، تجتهد وتكافح وباء الكوليرا، الذي حصد أرواح مئات اليمنيين، ظهر وباء فتاك، ادخل العالم باجمعه في حالة رعب شديد.. ولم تكن اليمن استثناء، فقد نالها نصيب وافر من الفزع، وحاولت جهات معينة تسريب شائعات حول دخول فيروس كورونا المستجد إلى اليمن، وهو ما تم نفيه بشكل قاطع من وزارة الصحة في صنعاء ومنظمة الصحة العالمية، في مناسبات عديدة.

كيف استعدت صنعاء؟

ولكن، كبف تستعد صنعاء، لأي طارىء بخصوص كورونا؟.

حثيثا تعمل وزارة الصحة العامة والسكان في حكومة الانقاذ، وعدد من الجهات المعنية، بتجهيز مراكز عزل صحي، فضلا عن اقامة دورات تدريبية لتعريف بكيفية التعامل مع الوباء، وطرق الوقاية.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الصحة لوكالة الصحافة اليمنية،أن” فرق فنية طبية تقوم بتجهيز ثلاثة مراكز عزل صحي في ثلاث مديريات خارج العاصمة  صنعاء”.

وأكد المصدر، انه تم تجهيز مركز عزل صحي في منطقة اسناف بمديرية جحانة، استعدادا لمواجهة فيروس كورونا.

وأشار المصدر إلى أن الفرق الفنية تعمل على استكمال تجهيز مركزين للعزل الصحي في مديريتي بني مطر وهمدان الواقعة في ضواحي العاصمة”.

خطة وطنية طارئة

من ضمن الاستعدادات لمواجهة كورونا، تم وضع خطة وطنية طارئة من اجل ذلك، وقد افتتح وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الدكتور محمد المنصور، اليوم الخميس،  ورشة شارك فيها ٣٠ مشاركًا يمثلون عدة جهات من وزارة الداخلية والشرطة جاءت ضمن سلسلة التدريبات التي تنفذها وزارة الصحة بالتعاون مع الجهات الممثلة في اللجنة الفنية المشتركة.

المنصور اكد أهمية التنسيق بين الصحة والقطاعات الأخرى في الدولة ومنها وزارة الداخلية في اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.

وأشار الدكتور المنصور الى أن تقييم المخاطر الذي أعده البرنامج التدريبي للوبائيات الحقلية بوزارة الصحة نتج عنه عدة سيناريوهات لتطورات الوباء منها مرحلة الاستعداد والتأهب التي تشمل تدريب مدربين من وزارة الداخلية لرفع الوعي بالمرض وطرق العدوى والوقاية في أوساط كوادر الوزارة وكذلك الدور المناط برجال الأمن وفقا للسيناريوهات الأربعة الموضوعة في الخطة.

فرق الاستجابة تصل تعز

وفي محافظة تعز، باشرت فرق الاستجابة السريعة بمكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة تعز اليوم الخميس ، نزولها إلى عدد من المنافذ لعمل التحريات وإجراء فحوصات للوافدين والقادمين للمحافظة.
وقال مصدر مسؤول في مكتب صحة تعز ان هذا النزول إلى منافذ طور الباحة، القبيطة، حيفان، المسراخ، الدمنة، المسراخ، سامع، الحشا، ماوية، العيار ومقبنة، ياتي تنفيذاً لتوجيهات قيادة وزارة الصحة العامة والسكان لرفع الجاهزية والاستعداد لمواجهة فيروس كورونا.وبهذا الصدد اطلع مدير مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة الدكتور عبدالملك المتوكل على سير عمل الفرق بالمنافذ المحددة ومهامها ومدى جاهزيتها وانضباطها في تعبئة الاستمارات المعممة.وأشاد بتعاون الأجهزة الأمنية ودور مدراء المديريات وفروع الصحة بالمديريات المستهدفة في تسهيل عمل الفرق وبذل الجهود لمواجهة فيروس كورونا.وأشار الدكتور المتوكل إلى أن مكتب الصحة في المحافظة فتح مركز عزل لأي حالة يشتبه إصابتها بهذا الفيروس بالتنسيق مع منظمة أطباء بلا حدود الهولندية.وأكد ضرورة اضطلاع الجميع بدورهم في مساندة جهود مكتب الصحة بالمحافظة ومهام فرق الاستجابة الطارئ للتحري والعناية والمتابعة واتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا.

وعود دولية سرابية

وقال الدكتور يوسف الحاضري، الناطق الرسمي لوزارة الصحة في حكومة الإنقاذ بصنعاء، أن المحافظات الواقعة تحت نطاق إدارة المجلس السياسي الاعلى، ما زالت خالية تماما من أي أعراض لفيروس كورونا، ولم تسجل أي حالة اصاية، وأن الوزارة وطواقمها من المتطوعين والجهات الأمنية يعملون ليل نهار لمنع تسلل المرض إلى مناطقهم.
الحاضري اكد إن “الإجراءات الصحية قائمة ومستمرة في كل الجوانب الصحية وفقا لمعايير الصحة العالمية، ونعمل وفق خطة طوارئ،”.
وأضاف “وهناك اجتماع متواصل مع اللجنة الفنية لمكافحة كورونا، بجانب التوعية المستمرة في كل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ومواقع التواصل الاجتماعي، وعبر متطوعات التثقيف الصحي من منزل إلى منزل”.
ونوه الدكتور الحاضري إلى أن وزارة الصحة وحكومة الانقاذ “لم تتلق إلى الآن أي دعم من المنظمات الدولية، وما يتحدثون عنه في وسائل الإعلام مجرد وعود باستثناء بعض الأسرة الخاصة بالمرضى، وكل الأعمال التي قمنا بها بجهود ذاتية للوزارة وللجنة الفنية وحسب الإمكانيات المحلية المتوفرة”.
وليس غريبا، ان تواجه صنعاء، وباء كورونا وحيدة الا من ارادة مسؤوليها، وأبنائها، فقد اعتادت على خذلان المجتمع الدولي لها في مواقف كثيرة، عندما انتشرت الأوبئة بصورة مريبة ومفاجئة.. ورغم ذلك، فإن العاصمة التي تعيش منذ 5 اعوام حصار خانق، تشبثت بحقها في الحياة.. وانتصرت على مختلف الحروب التي تعرضت لها، ومن بينها الحرب البيولوجية.

قد يعجبك ايضا