سلطت وكالة “رويترز” أمس الأربعاء الضوء على استعدادات اليمن الاحترازية لمواجهة وباء (كورونا)، وذلك من خلال حث مصنع الغزل والنسيج على البدء في إنتاج كمامات صحية في ظل الطلب المتسارع عليها من قبل المواطنين في اليمن.
وقالت رويترز إنه على الرغم من عدم رصد أي حالة إصابة مؤكدة بالمرض في اليمن حتى الآن فإن عبد الإله شيبان، مدير المصنع الذي افتُتح قبل ثلاثة أيام فقط، ومعه العاملين مستعدين لمواجهة الوباء.
الغزل والنسيج مصنع مهجور منذ فترة طويلة في العاصمة اليمنية صنعاء تنحني نحو 20 امرأة على ماكينات خياطة لحياكة كمامات لسكان البلد الذي أوهنته سنوات الحرب والجوع ويستعد الآن لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
ففي تصريح لـ “رويترز” قال شيبان ”الذي دفعنا هو الحاجة، فيروس كورونا يدق كل أبواب العالم، اليمن بلد محاصر ويتعرض لعدوان، إمكانياته ومنشآته تعمل بأقل قدر ممكن من قدراتها الإنتاجية. وكما رأيتم في المعمل، وهو مخصص لإنتاج أعمال خياطة وملابس ومستلزمات أخرى غير الكمامات، الكمامات لا تُنتج إلا في خطوط إنتاجية متخصصة نوعية“.
وبحسب الوكالة يُنذر دمار البنية التحتية للرعاية الصحية في اليمن وحالة الوهن الفعلي لسكانه بإمكانية تفشي الفيروس سريعا في حالة وصوله إلى البلاد.
عاصفة هوجاء
وقال ألطاف موساني ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن ”ستكون عاصفة هوجاء لكارثة لو دخل هذا الفيروس (إلى اليمن)“.
وأشار التقرير: إلى أن الكوليرا وحمى الضنك والملاريا منتشرة في اليمن، بالإضافة إلى أن مرافق الصرف الصحي سيئة، ويعتمد حوالي 80 في المئة من اليمنيين على المساعدات الإنسانية بينما يعيش ملايين على شفا المجاعة، وهو ما يجعلهم عرضة لأشكال أخرى من الأمراض.
وفي أنحاء البلد المنقسم، يشدد اليمن إجراءاته لاحتواء فيروس كورونا والتخفيف من آثاره في حالة رصده، بما في ذلك فحص وتتبع الوافدين.
وأدى الإقبال على شراء الكمامات نتيجة زيادة وعي الناس في صنعاء بالمرض إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير.
الصيدلي محمد عجلان قال إن إقبال الناس على شراء الكمامات كبير؛ لذلك قد لا تجدها حاليًا في الصيدليات، ووجه عجلان دعوة لكافة الصيادلة بالرفق بالمواطنين، فقد كان سعر الكمامة الواحدة لا يتجاوز عشرين ريالًا، الآن تُباع بـ100 ريال وأكثر، كما أن هناك كمامات معينة تباع بـ 1000 ريال، بالرغم انها متوفرة في جميع المحلات عند التجار الذين يخزنوها لكي يبيعوا الباكت الواحد من 400 ريال إلى 1500 ريال.
ومع ذلك يرى عامل من صنعاء يدعى أحمد عبد الكريم أن كورونا مجرد خطر آخر يُضاف لمخاطر عديدة يعاني منها اليمنيون، متابعًا ”بالنسبة لمرض كورونا منتشر بشكل فظيع بالعالم، بالنسبة لنا اليمنيين ما عاد نخافش من المرض هذا لأنه من الله سبحانه وتعالى، قد إحنا نموت من العدوان يوميا ضرب فوقنا (قصف)، خلاص، بالنسبة لأمر الله مقبول لكن العدوان فوقنا بنموت يوميا“.
ممثل الصحة العالمية أضاف: لدى اليمن القدرة على إجراء حالات اختبار للتأكد من الإصابة بالفيروس في مراكز صنعاء وعدن، وهناك أجهزة قادمة ستصل قريبًا.