ترجمة خاصة: وكالة الصحافة اليمنية
نشرت صحيفة ذي هيل الأمريكية الشهيرة مقالاً للكاتب الصحفي بول كاويكا مارتن قال فيه :”أن الديمقراطية الأمريكية بدأت في التآكل، وان الكونغرس قد تنازل عن واجبه في مناقشة والتصويت على ما اذا كانوا – الأمريكيين – بحاجة أن يذهبوا إلى الحرب في اليمن أم لا؟!”.
وأكد مارتن الذي يشغل منصب المدير الأول للسياسات والشئون السياسية في منظمة السلام الأمريكية والتي تعنى بمكافحة انتشار الأسلحة النووية ،أن معاناة الشعب اليمني عملت على تعرية أمريكا التي ساعدت بتدخلها العسكري غير الشرعي فيه وغير المرخص له فقد خلقت أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
وقال الكاتب أن كل من السياسي الأمريكي والسناتور “بيرني ساندرز” ، وعضو مجلس الشيوخ الأمريكي “مايك لي”، قد قدما تشريعات الاسبوع الفائت تقضي بإنهاء دور الجيش الأمريكي في الحرب على اليمن.
وأشار إلى أنه ومنذ قرابة ثلاث سنوات كانت الولايات المتحدة شريكاً ثابتاً لتحالف العربي الذي تقوده السعودية في تدخل عسكري وحشي في اليمن، وأن السفن الأمريكية قدد عززت من الحصار البحري على اليمن مما أدى إلى حصار خانق في وصول الغذاء والوقود والإمدادات الطبية المنقذة لحياة اليمنيين.
وأكد مارتن أن الطائرات الأمريكية تقوم بتزويد الطائرات الحربية للتحالف بالوقود في الجو حيث تقوم تلك الطائرات بعمليات قصف البنى التحتية المدنية بانتظام.
وتطرق الكاتب إلى أن القنابل الأمريكية التي هي جزء من صفقة مبيعات الاسلحة لدول التحالف وتكلف عشرات مليارات الدولارات تقتل المدنيين في منازلهم وأسواقهم ومدارسهم ومستشفياتهم.
وذكر أنه في كانون الأول/ديسمبر من العام الفائت قتل ما لا يقل عن 68مدنياً من بينهم ثمانية أطفال في يوم واحد كحصيلة لغارات التحالف التي ضربت مزرعة مزدحمة وما تزال غارات التحالف حتى الآن في قتل وتشويه المدنيين اليمنيين.
وأضاف:” أنه كنتيجة مباشرة للحرب، ولحصار التحالف والقصف على وجه الخصوص أصبحت حياة ملايين اليمنيين عبارة عن كفاح يومي من أجل البقاء، وبحسب تقارير الأمم المتحدة واعتباراً من ديسمبر 2017 فإن ما يقرب من ثلاثة أرباع سكان اليمن حوالي 22 مليون شخص – أي أكثر من سكان ولاية فلوريدا – يعتمدون على المساعدات الإنسانية، وحوالي 8.4مليون شخص – أي عدد سكان مدينة نيويورك – باتوا على وشك المجاعة، هذا وقد أصيب أكثر من مليون شخص بالكوليرا”.
ولفت مارتن إلى أن الجماعات “الارهابية” قامت بالتمدد والتوسع بشكل كبير والوصول إلى داخل العمق اليمني ،وأن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية شكل تحالفاً مع التحالف الذي تقوده السعودية لمقاتلة عدوهم المشترك في اليمن.
وكشف الكاتب الأمريكي أن التحالف وقيادات عسكرية يمنية موالية له قد منحوا تنظيم القاعدة اسلحة ثقيلة صناعة أمريكية، كما أنهم تركوا لتنظيم القاعدة بحرية استخدام تلك الاسلحة الخطيرة ومن بينها القنابل الأمريكية التي عثر عليها بين ركام دمرتها تلك القنابل في اليمن.
وألمح مدير الشئون السياسية في منظمة السلام الأمريكية أنه وبعد قرار الرئيس أوباما الأحادي الجانب بدعم التدخل الذي تقوده السعودية في اليمن كان بإمكان الكونجرس أن يرفع من جرس الإنذار ويطالب بوقف الدعم الأمريكي للتحالف العربي إلى أن يتاح المناقشة والتصويت عليه ولكن في حين أثارت مجموعة صغيرة من أعضاء مجلس الشيوخ والممثلين مخاوف منذ سنوات كان الكونجرس ككل ملتزماً للصمت حتى وقت قريب.
واختتم مارتن مقاله بتساؤل وإجابة على النحو التالي :” الآن وبعد أن عزم أعضاء مجلس الشيوخ على إجبارهم للتصويت على دور الولايات المتحدة في اليمن، يواجه أعضاء الكونجرس سؤالاً صريحاً: كيف يمكنهم دعم يمينهم وتعهدهم للدستور وللشعب الأمريكي دون دعم إنهاء العمليات العسكرية غير المأذون بها في اليمن؟..
الجواب هو أنهم لا يستطيعون فعل ذلك”..