استطلاع: عبدالملك الهادي: وكالة الصحافة اليمنية//
لا يزال اليمنيون يتذكرون باسى كيف غدرت الشقيقة الكبرى بهم، منتصف ليلة الخميس 26 مارس، قبل 5 سنوات،
تفاصيل رعب عاشها اغلب اليمنيين، خاصة في العاصمة صنعاء، كان الاطفال والنساء الأشد خوفا، وعرضة للانتكاسات الصحية.
وفي ذكرى اول ايام الحرب على اليمن، واولى لحظات تلك الرعب، التي امطرت فيها مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وتدعمه لوجستيا وسياسيا كل من امريكا وإسرائيل، وابلا من صواريخها الذكية والمدمرة، وقد نجحت فعلا في قتل أسر وعائلات باكملها.. وقد كان ذلك بمثابة اعلان حرب على اليمن وشعبها، حربا بلا اخلاق، ولها دوافع خبيثة.
ثمة قصص، لا تزال محشورة في نفوس اطفال كاد خوفهم من سماع دوي مقاتلات التحالف، واصوات انفجارات صواريخها المزلزلة، ان يقتلهم لولا أن الله فيما يبدو قد ادخرهم لليمن. سندا للسنوات المقبلة وذاكرة ستنقل للاجيال كيف تعرضت بلدهم لاسوأ حرب عدوانية في التاريخ الحديث.
ليلة كارثية
يقول مراد الحسن، كانت ليلة كارثية، ظننا أن القيامة قد قامت في صنعاء، لم نفكر ابدا ان ما كانت تتعرض له صنعاء كان عدوانا من دولة جارة وشقيقة وبمباركة يمنيين صفقوا لمشاهد الدمار والقتل التي نشرتها وسائل الاعلام.. معتبرين إن تدمير منازل فوق رؤوس ساكنيها انتصارا..!.
لمراد (39) عاما، والموظف في إحدى المؤسسات الحكومية، في العاصمة صنعاء. 3 اطفال، ولدين وبنت، تأثرت صحتهم بشكل كبير، بسبب القصف العنيف لمقاتلات التحالف جوار مسكنهم في منطقة عطان.
أطفالا في عمر الورد كثيرين جدا، اصيبوا بمرض السكري جراء الرعب الذي عاشوه مع اهاليهم منذ بداية الحرب على اليمن.. لم يتحملوا
وكتب المهندس علي السراجي عن ذكرياته منتصف ليلة الخميس 26 مارس 2015، ليلة العدوان على اليمن.
وقال السراجي في مقال مطول خاص به:” فجاءه في منتصف الليل سمعنا الغارات تقصف عاصمتنا ومدنا، الكهرباء كانت مقطوعة قضيت فترة وانا احاول تشغيل جهاز الراديو لمعرفة ما الذي يجري!، بضعت كلمات سمعتها كانت قد أكدت ان اليمن قد اصبح مسرح لعمليات عسكرية لتحالف بقيادة السعودية”.
واضاف “وفي الصباح شاهدت المجزرة الأولي لغارات التحالف، كانت الغارات قد استهدفت حيا شعبيا يسكن فيه العشرات من الأسر الأكثر فقرا في العاصمة، كان مشهد انهيار كل منازل الحي مرعب فالقصف كان شديد ومتتالي، لقد رسمت تلك الغارات على منطقة “بني حوات” أول صورة لمشهد النزوح جراء العدوان، وعقب سويعات كانت القنوات والمواقع والناشطين يتناقلون مشاهد المجزرة الأولى والتي كانت تكشف الفشل المبكر للتحالف المعلن عنه”.
تفاصيل موحشة
وواصل سرد تفاصيل المأساة “فدماء الأبرياء المدنيين كانت قد أكدت فشله منذ الوهلة الأولي لتدشينه، وكشفت أنه تحالف لا يميز بين المدني والعسكري، كما ان مشاهد اختلاط الدماء والدمار كانت قد رسمت لوحة للتوحش والظلمة التي بددت وهج الحياة وجعلتها تتواري في اليمن، ليصبح الموت والقتل هو البديل والخيار الوحيد الاجباري”.
وتابع “فخيار الحرب كان قد فرض على اليمنيين الذين كانوا يضعون اللمسات الأخيرة لاتفاق تاريخي ينقذ اليمن أرضا وانسانا، إنها غارات مجنونه كانت قد مزقت وبعثرت بوحشيتها جهود مؤسسة الأمم المتحدة والتي كان مبعوثها يدير آخر لحظات الحوار اليمني اليمني الذي ربما بل بالتأكيد كان نقطة ضوء تكاد أن تتوهج وتغطي أرض اليمن باتفاق بين الاطراف يتحول الى طوق نجاه لأكثر الشعوب معاناه في الارض”.
وقال السراجي “مضى الكثير من الوقت والأخبار في كل القنوات والاذاعات تتناقل المواقف المحلية والاقليمية والدولية والعربية والإسلامية، لقد كنت اتنقل بين القنوات واستمع لتصريحات التأييد للحرب ولكلمات الدعم للعمليات العسكرية، لازالت أتذكر أصوات بعض رؤساء وزعماء الدول الذين خرجوا بأنفسهم يتحدثون عن اسطوانة “من حق السعودية أن تحافظ على أمنها ونحن ندعم عملياتها في اليمن”.
مباركة مستفزة
لقد كان اكثر ما لفت انتباهي وسط تلك الضجة، استخدام العبض لكلمة”نبارك للتحالف عملياته العسكرية في اليمن”، يقول السراجي، ويضيف “لقد كانت كلمة “نبارك” كلمة مستفزة عبرت عن توحش ودناءه لم يسبق ان ظهر مثيله في تاريخ البشرية، لقد كان الفرق شاسع بين “نؤيد وندعم” وبين “نبارك”، فالاخيرة بدت وكأنها كلمه موجهة نحو حفل سعيد يقيمه هذا التحالف، بل كشفت حقيقة نظرة تحالف العدوان للحرب على اليمنيين واليمن، ومدي السعادة بتدشين العدوان رغم أن التحالف ادعى ومنذ اللحظة الأولي انه مجبر لخوض هذه الحرب لإسقاط الانقلاب، وبالفعل لقد كان حفلا تم تدشينة بارتكاب اول مجزرة ضد مدنيين في منازلهم بعد منتصف الليل.