تقرير/ وكالة الصحافة اليمنية//
كشفت الرسالة التي وجهتها أميرة سعودية معتقلة للملك وولي عهده عن توترات عميقة في العائلة المالكة السعودية.
وتعتبر رسالة الأميرة “بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود” التي نشرت على “تويتر” الأربعاء أول بياناً علنيا لها منذ اعتقالها في مارس/آذار 2019.
وكتبت الأميرة البالغة من العمر 56 عامًا، دون أن تذكر تفاصيل: “إن صحتي تتدهور بدرجة شديدة، ويمكن أن تؤدي إلى وفاتي”.
وقال أشخاص مقربون من عائلة الأميرة إنها اختارت نشر الرسالة جزئياً بسبب مخاوف من انتشار الفيروس الجديد في السجن الذي تحتجز فيه. حيث إن الأميرة “بسمة” معتقلة في الحائر بالقرب من الرياض، حيث يجرى احتجاز السجناء السياسيين. ولكنها بحسب شخص مقرب من الأسرة محتجزة في قسم مخصص للعائلة المالكة.
تعاني الأميرة من مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والرئة، والتي من شأنها أن تعرضها لخطر متزايد من الإصابة بالفيروس، وذلك وفقًا لأشخاص مقربين من العائلة والسجلات الطبية التي شاهدتها صحيفة “وول ستريت جورنال”.
عرضت رسالة الأميرة لمحة نادرة عن الاضطرابات الأخيرة داخل العائلة المالكة السعودية وسط صعود ولي العهد “محمد بن سلمان” الذي احتجز عددا من أعضاء العائلة المالكة، كان آخرهم ولي العهد السابق “محمد بن نايف” والأمير “أحمد بن عبدالعزيز”، شقيق الملك “سلمان”، اللذين اعتقلا في فبراير/شباط بتهمة التآمر لتنفيذ انقلاب.
تأتي الاعتقالات في الوقت الذي يحاول فيه “بن سلمان” القضاء على التحديات المحتملة لصعوده المتوقع إلى العرش، الأمر الذي سيتطلب موافقة مجلس العائلة المالكة. اقترح بعض أفراد العائلة المالكة الذين اختلفوا مع ولي العهد بشكل خاص أن الأمير “أحمد” يجب أن يصبح ملكا بعد وفاة الملك “سلمان” (84 سنة).
وقال “روبرت جوردان” سفير الولايات المتحدة السابق لدى المملكة، في إشارة إلى ولي العهد: “لقد مزق تماما فكرة الإجماع بين كبار أعضاء الأسرة.. إن هذا أكثر من كونه تشديدا، إنه تدمير للأعضاء الآخرين في العائلة”.
ولم يرد المسؤولون في سفارة السعودية في واشنطن على طلب للتعليق على رسالة الأميرة والتوترات داخل العائلة المالكة، كما لم يستجب مسؤول في الديوان الملكي لطلب للتعليق.
بعد أن قلب الملك “سلمان” خط الخلافة الملكي وعين ابنه وليا للعهد في عام 2017، أنهى “بن سلمان” السلام الهش الذي كان داخل الأسرة لسنوات، مع الشعور بالأمن الشخصي والامتيازات التي يتمتع بها أفراد العائلة المالكة. ويقدر الخبراء أن عائلة “آل سعود” تضم عشرات الآلاف من الأعضاء، وتتركز القوة والثروة بين مجموعة من حوالي 2000 شخص.
قال أحد أفراد العائلة المالكة: “إن الرسالة المخفية واضحة للغاية.. أنا (بن سلمان) المسؤول ولا يمكن لأي أحد أن يتحداني أو أن يكون في مأمن من غضبي”.
نفذ “بن سلمان” العديد من التغييرات الاجتماعية، مثل السماح للنساء بقيادة السيارات والسماح بالحفلات الموسيقية والأفلام وغيرها من وسائل الترفيه، مع اعتقال الأشخاص الذين يدافعون عن الإصلاحات.
قبل اعتقالها، كانت الأميرة “بسمة” من أنصار التغيير الاجتماعي في السعودية. وهي سيدة أعمال وصحفية، كتبت وتحدثت علنًا عن حقوق المرأة، وكتبت كتابًا يدعو إلى الاحترام العالمي لحقوق الإنسان.
وصل رجال أمن يحملون بنادق إلى شقة الأميرة “بسمة” قبل منتصف ليل 28 فبراير/شباط 2019 مباشرةً، بحسب لقطات أمنية. وقد أيد شخصان قريبان من أسرة الأميرة اللقطات التي شاهدتها المجلة. وقال ضباط الأمن إنهم رجال الملك جاؤوا ليأخذوها إلى لقاء مع الملك، بحسب شخص مقرب من الأسرة، ولكنهم أخذوا الأميرة إلى سجن الحائر.
قالت الأميرة في رسالتها العامة إنها لم توجه إليها اتهامات أثناء احتجازها. كما أن ابنتها البالغة من العمر 28 عاما محتجزة هناك أيضا بدون تهمة، وذلك وفقا لشخص قريب من العائلة ووثائق تتعلق بالقضية التي شاهدتها المجلة.
وقد كتبت الأميرة “بسمة” في رسالة خاصة إلى الملك من السجن العام الماضي، (اطلعت عليها الصحيفة) “لا توجد اتهامات ضدي.. فقط شكوك”.
قالت أسرة الأميرة “بسمة” للأمم المتحدة، في عريضة، إنهم استنتجوا أن احتجازها ربما يرجع إلى وضعها “كمنتقدة صريحة للانتهاكات في البلد”، وكذلك حقيقة أنها استفسرت عن ثروة جمّدتها الدولة تعود لوالدها الراحل الملك “سعود بن عبدالعزيز”. واعتبرت أيضًا داعمة لـ”محمد بن نايف”، ولي العهد السابق الذي اعتقل الشهر الماضي، وذلك وفقًا للوثيقة المؤرخة في 5 مارس/آذار.
لم يعلق المدعي العام السعودي علناً على قضية الأميرة “بسمة”، ولم ترد المحكمة الملكية على طلب من الصحيفة للتعليق على سجنها وسجن ابنتها.