مقالات وتحليلات (وكالة الصحافة اليمنية)
استيقظ العالم يوم أمس الأربعاء على نجاح حرس الثورة الإسلامية في ايران بإطلاق اول قمر صناعي عسكري “نور” ليستقر في مداره الصحيح ويعلن ايران دولة من بين الدولى القليلة التي تملك هذه التكنولوجيا.
لا شك ان هذا الإنجاز سيحقق قفزة استراتيجية معلوماتية للقوات الجو فضائية الإيرانية، كما سيمنح بعدا آخرا وتوازنا استرايجيا للتكتيكات الدفاعية التي تنتهجها ايران في المنطقة والعالم، حيث سيسهم القمر نور العسكري في إنجاز خارطة دفاع شاملة للقوات الإيرانية كما أعلن قائد حرس الثورة الايرانية العميد حسين سلامي.
لا ندري ان كان توقيت ارسال القمر الصناعي يحمل رسائل معينة، ام ان الموضوع كان مرتبط بالوقت الأنسب من الناحية التقنية، او انه أتى مباشرة بعد إنهاء إستعدادات الاطلاق ولكن بكل الحالات نجاح حرس الثورة الثورة في وضع القمر على مداره بالتزامن من التخبط الأميركي بالتعامل مع ازمة النفط وازمة كورونا يحمل ابعاد ومفاهيم استراتيجية كبيرة من شأنها ان تعزز اقتدار ايران على مستوى العالم والمنطقة، وتكسر الهيبة الإميركية مرة أخرى امام المثابرة الإيرانية.
وايضا عندما نتحدث عن نجاح حرس الثورة بإطلاق القمر الصناعي بالتزامن مع نجاحه في الوقوف الى جانب الحكومة باحتواء كورونا من خلال مناورات متعددة، ووضع كل أمكاناته الصحية في خدمة مرضى كورونا، فإن هذا يعكس مدى قوة ومرونة قوات حرس الثورة الإسلامية وقدرتها على إدارة عدة تحديات في وقت واحد، خصوصا وان إعلان نجاح إطلاق القمر الصناعي جاء بعد أيام قليلة من التحذير شديد اللهجة من الزوارق الإيرانية لبارجة اميركية في الخليج الفارسي بأن اي تعرض للسفن الإيرانية سوف يقابله رد ايراني حسام.
واما التعليق الأمريكي على هذا الإنتصار الإيراني، فلم يخرج عن المتوقع في ابراز حجم الذعر من النجاح الإيراني الا انه وعلى الرغم من ذلك فقد اوضح الحجم الحقيقي للانتصار الإيراني في هذا المجال، وخصوصا فيما يتعلق بالصاروخ “قاصد” الذي حمل القمر ليضعه في مداره، وقد ظهر هذا جليلا لمن تابع تصريحات ترامب والخارجية الاميركية والبنتاغون بعد ساعات قليلة من استقرار نور الإيراني على مداره بشكل صحيح.
وفي النهاية فإن هذا النجاح الإيراني يحسب لايران ثلاث مرات، مرة لانه أنجز تحت وطئة اقوى حظر اميركي ضدها في التاريخ، ومرة لانها استطاعت ان تنجزه بكل تفاصيله بخبرات وطنية وبالإعتماد على الباحثين الإيرانيين بشكل كامل، ومرة لأنها ارادت وثابرت وآمنت بقدراتها ولم تخنع وتقبل الهزيمة وتستلم.
*باسل كعدة