تقرير: وكالة الصحافة اليمنية//
نشرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ” تقريراً، يوم الأربعاء، عن أهمية الزكاة في الإسلام فضلاً عن توفير الأمن الغذائي وعديد منافع، أكدها علماء الدين.
وذكر التقرير أن أفرد الإسلام مساحة واسعة لفريضة الزكاة وأهميتها في توفير الأمن الغذائي وسد حاجة الفقراء والمساكين وتطهير أموال الأغنياء.
واهتم الإسلام بفريضة الزكاة لفوائدها الإيمانية والاجتماعية ودورها في توحيد الأمة وتحقيق مقاصدها الثمانية المتضمنة تقديم الدعم للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل، بما يعزز الاستقرار المجتمعي.
وتسهم الزكاة في انتقال الأموال من الأغنياء إلى الفقراء، بما يعزز الحركة الاقتصادية ودورها في تنمية
المجتمعات، ويرفع القدرة الاقتصادية لدى المتلقي للزكاة، ليصبح مساهماً في إخراجها، وصرفها ضمن المصارف الشرعية الثمانية.
وأكد علماء الدين أن الزكاة تطهر المزكي من البخل والشح وهي أيضا تطهير للمال لأنه إذا لم تخرج زكاة هذا المال يصبح غير طاهر كما قال المولى عز وجل “خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ “.
وأشاروا إلى أنه لا تبرأ ذمة المكلف الذي يملك نصاباً إلا بعد إخراجه زكاة ماله .. مؤكدين أن مانع الزكاة
ومنكرها مرتد لأنه ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة، أما إذا كان معترفاً أن الزكاة واجبة ولكن لا يؤديها فهو عاصٍ.
ولفت العلماء إلى ما وعد الله تعالى مانع الزكاة من عقوبة لقوله تعالى “وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا
يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ، يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ “.
وأجمعوا على أن الجهة التي يتم تسليمها الزكاة هي الدولة التي تتحمل مسئولية توزيعها وفقاً للمصارف الشرعية التي حددها الله تعالى في قوله عز وجل “إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلْفُقَرَاءِ وَٱلْمَسَٰاكِينِ وَٱلْعَٰامِلِينَ عَلَيْهَا وَٱلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى ٱلرِّقَابِ وَٱلْغَٰارِمِينَ وَفِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ ٱللَّهِ ۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ “.
واتفق العلماء على أن للزكاة أثر عميق في تربية المسلم، حيث أن اقتطاع جزء من أمواله إرضاءً لله تعالى يعوّده على طاعة الله ورسوله والامتثال لأوامره باعتبارها عبادة تقرّب المسلم من الله الذي اختص بالأموال فئة دون أخرى.
واعتبروا أداء الزكاة تدريباً نفسياً للمزكي على العطاء والبذل في سبيل الله وإشعار الفقير باهتمام المجتمع
ومساندته له والعمل على تلاشي شعور الحقد والحسد والغل ليحل محله الإيمان والرحمة والحب والإخاء.
وأشار العلماء إلى ثمار الزكاة الإيمانية المتمثلة بحفظ المال وتنميته لقوله صلى الله عليه وآله سلم “ما نقص
مال من صدقة بل تزد بل تزد بل تزد” وقوله تعالى ” قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا “.
وذكر فضيلة العلماء أن الزكاة فرضت لترسيخ وحدة الأمة وتراحمها وتعاطفها وتكريس ثقافة الأخوة والتآلف والمحبة وإشاعة روح التسامح في أوساط المجتمع قال المصطفى صلى الله عليه وسلم “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” وقوله تعالى “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ “.
وأوضحوا أن الإنسان مستخلف في مال الله عز وجل والخلق يتفاوتون في الأرزاق، فمنهم الغني القادر، ومنهم الفقير المعدم وذي الحاجة، والزكاة تغرس في نفوس أصحابها اللُحمة والمودة والتآلف والرحمة مع الآخرين.
وأفاد العلماء بأن الزكاة تنمي خُلق السخاء والكرم والعطاء بين أفراد المجتمع، وذلك عندما يشعر الغني
بمعاناة غيره من الفقراء والمعسرين والمحتاجين وذوي الدخل المحدود، وعندما يعيش مأساة معاناتهم يعرف
الغاية من فرض الزكاة.
وحث العلماء المؤسسات الحكومية والخاصة ومنظمات المجتمع المدني على تعزيز التوعية بأهمية الزكاة ودفعها لولي الأمر والجهة المعنية عملاً بقوله تعالى” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ “.
كما اتفق العلماء على أهمية وجوب دفع الزكاة وعدم التهاون بشأنها أو التقليل منها .. مشيرين إلى أن الله
تعالى خلق الغني والفقير وجعل ما عند الغني من زكاة تكفي لسد حاجة الفقير باعتبار أن فريضة الزكاة ميزان تؤخذ من الأغنياء وترد للفقراء.
واعتبروا الزكاة أيضاً مصدراً قوياً لإشاعة الطمأنينة وضماناً اجتماعياً للعاجزين، ووقاية للجماعة من التفكك باعتبارها مؤسسة عامة للتأمين التعاوني .. مبينين أن الزكاة فرضها الله على كل مسلم ومسلمة لقوله تعالى”يأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض” وقوله عز وجل ” وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة”.
وشدد جمهور العلماء على وجوب تسليم الزكاة ودفعها للدولة باعتبارها الجهة التي يحق لها جباية الزكاة
والإشراف والرقابة عليها وفقا لأحكام الشريعة .