تقرير/ خاص/ وكالة الصحافة اليمنية//
وسط غموض يكتنف مصير هادي، تشهد المناطق الخاضعة لتحالف السعودية والإمارات، جنوب وشرق اليمن، ترتيبات عسكرية تنذر بمواجهات شاملة بين فرقاء الصراع المحليين، والهدف: من يكون الخليفة.
في أقصى الشرق، حيث تبرز الأطماع الإماراتية – السعودية في محافظتي سقطرى والمهرة، يخوض هادي والانتقالي معركة فاصلة بدأت ملامحها تتشكل ببطء في سقطرى، حيث نجح الانتقالي بدعم إماراتي في تفكيك منظومة هادي العسكرية عبر شراء الولاءات، وأبرزها قيادة اللواء الأول مشاة بحري والقوات الخاصة، ليتمكن الأن من وضع السعودية أمام أمر واقع بفرض شروطه التي بدأت بإجبار قيادات قبلية وشخصيات اجتماعية مؤثرة في الجزيرة كشيخ مشايخ سقطرى عيسى بن ياقوت على مغادرة الجزيرة ونشر القوات السعودية، مع إعلان قوات هادي إعادة لملمة صفوفها المنهارة، وجميعها مؤشرات على أن السعودية رجحت كفة الانتقالي في الجزيرة التي تطمح الإمارات للاستحواذ عليها لقرن قادم، ولا مانع لدى الانتقالي في ذلك، بحسب ما تضمنته تصريحات سابقة لقائده عيدروس الزبيدي.
غير أن المهمة الصعبة الآن على كاهل الانتقالي هي تأمين موطئ قدم للسعودية في المهرة، التي تريدها الرياض منفذاً على بحر العرب ورحَّب بها هاني بن بريك، نائب رئيس الانتقالي مؤخراً.. وتلك المهمة تبدو الآن مستحيلة مع دفع خصوم الانتقالي بكل ثقلهم لكسب معركة المهرة، وقد دفعوا خلال الأيام الماضية بعلي الحريزي للعودة إلى مسقط رأسه لقيادة المقاومة ضد السعودية، ويسعى حالياً لإنشاء تحالف مع وجهاء سقطرى خصوصاً المرحلين، كابن ياقوت الذي التقى السبت الماضي بالحريزي وأعلنا تشكيل جبهة موحدة لمواجهة ما وصفوه بـ”الاحتلال السعودي- الإماراتي”.
بالنسبة للسعودية والإمارات، من يمنحهما حقاً سيادياً على هذه المناطق الاستراتيجية على بحر العرب والمحيط الهندي وخليج عدن سيكون الوكيل الحصري لكليهما، ويبدو أن الدولتين نفضتا غبار هادي الذي يحاول المساومة بين منح السعودية والإمارات وفرضه كرئيس مدى الحياة، وهو ما قد يعقد المساعي الإماراتية السعودية للخروج من مستنقع الحرب على اليمن.
وبعيداً عن هادي، الذي يبدو قريباً مع الموت مع تحدث أنباء عن دخوله مستشفى الملك فيصل، وسبق للسفير السعودي- الحاكم الفعلي للمناطق الخاضعة لهادي- أن هاجم حاشيته في إطار مساعيه لتفكيك ارتباطهم بالسلطة والنفوذ والفساد، ثمة أطراف أخرى تزأر في الأفق، وليست مستعدة بعد للتسليم وعلى رأسها نائب هادي الذي يحشد منذ أيام سياسياً وعسكرياً لتغيير خارطة الوضع وإجبار السعودية على التفاوض معه، بدليل الاجتماع الذي حدث مؤخراً في الرياض لتنصيبه بديلاً لهادي، بالتزامن مع استئناف إرسال تعزيزات عسكرية من مأرب إلى شبوة وأبين بغية التحرك صوب عدن، وسط توقعات ياسر اليماني، الدبلوماسي في حكومة هادي، بتطورات وصفها بالرهيبة قد تغيير الخارطة في عدن، وهو يشير بذلك إلى تصعيد محتمل.
لم تعد ما تسمى بـ”الشرعية” بتركيبتها الحالية مرغوبة لدى التحالف السعودي- الإماراتي، ويبدو أن الطرفين اتفقا على إزاحة رموزهما من المشهد، وقد بدأت وسائل إعلامية سعودية كالحدث وصحيفة عكاظ بمهاجمة مسؤولي هادي واتهامهم بتدبير انقلاب على هادي، تنفيذاً لأجندة قطرية – تركية، في تأكيد على قرب الإطاحة بهم، لكن السعودية التي تسعى كما تفيد الأنباء بمساعيها تشكيل مجلس رئاسي لخلافة هادي يكون وفقاً لصيغة النص نص بين الشمال والجنوب، أو بالأحرى بين أتباعها المنتمين للمحافظات الشمالية وآخرين من الجنوب، قد تواجه مأزقاً جديداً في ظل الأنباء التي تتحدث عن تحركات تركية لتدخل مرتقبة، وفق ما تحدث به الناطق السابق للانتقالي، سالم العولقي، وقد رصدت لها تحركات قبالة سقطرى، حيث تحتفظ بأكبر قاعدة عسكرية على السواحل الصومالية، أضف إلى ذلك الروس والصينين ممن يعقدون تحالفات مع الانتقالي وحتى الإصلاح، وهو ما قد يعقد الوضع ويفتح جنوب وشرق اليمن لساحة صراعات دولية.