صنعاء// وكالة الصحافة اليمنية//
وقف اجتماع بصنعاء اليوم برئاسة عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد غالب الرهوي، بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أمام الأوضاع الصحية والأمنية في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة.
حيث استعرض الاجتماع الذي ضم نائبي رئيس الوزراء لشؤوني الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان، والرؤية الوطنية محمود الجنيد، ما تشهده المحافظات المحتلة، سيما ما يتصل بالجائحة الكبرى التي تشهدها محافظة عدن حاليا نتيجة تفشي الأوبئة وانتشار الأمراض على نحو غير مسبوق، وتسجيل وفاة العشرات منهم يوميا، ما يمثل فاجعة حقيقية على المستوى الوطني، فضلاً عن الصراع الدائر حالياً في محافظة أبين، بين عملاء الرياض وأبوظبي والذي تغذيه دولتا الاحتلال السعودي والإماراتي بالأسلحة والعتاد.
واطلع الاجتماع على تقرير محافظ عدن طارق سلام حول المشهد المأساوي الذي تعيشه عدن حاليا، والمسؤولية الجنائية والأخلاقية التي تتحملها سلطات الاحتلال السعودي الإماراتي عمّا يشبه الإبادة الجماعية لأهل عدن، خاصة وبقية المحافظات المحتلة عامة، من خلال تعمدها تغييب الخدمات الأساسية سيما في الجانب الصحي والبيئي ونشر الفيروسات والأوبئة.
وأشار إلى أن المحتل السعودي الذي دمر اليمن عبر صفقات شراء الأسلحة التي تجاوزت قيمتها مئات مليارات الدولارات لم يبادر حتى الآن بأي شيء يُذكر للحد من مأساة عدن المروعة.. موضحا أن إجمالي الوفيات المسجلة، رسمياً بسبب الأوبئة في عدن منذ مطلع الشهر الجاري حتى يوم أمس السبت، وصل إلى 708 أشخاص.
وأكد التقرير أن هذا الوضع الخطير الذي تمر به عدن يفرض على المجتمع الدولي ومؤسساته الصحية والإنسانية الشروع العاجل في إغاثة المواطنين في عدن، وإعانتهم على تجاوز هذه الجائحة.
وجرى الاستماع إلى تقرير محافظ حضرموت لقمان باراس، عن الأوضاع بحضرموت في ظل الاحتقان المتنامي بين عملاء الرياض وأبوظبي وتنامي السخط الشعبي على الطرفين لتسببهما في عدم استقرار المحافظة.
فيما تحدث محافظ أرخبيل سقطرى هاشم السقطري، عما تعيشه سقطرى وأرخبيلها من أوضاع غير مستقرة نتيجة الصراع الدائم بين الأطراف العميلة للمحتلين السعودي الإماراتي، فضلا عن الممارسات التي يقوم بها المحتل الاماراتي لنهب وتهريب آثار الأرخبيل وعبثه بطبيعتها وتنوعها البيئي الفريد وجرفه للأشجار والنباتات النادرة.
وأكد الاجتماع أن تحالف العدوان والاحتلال السعودي الإماراتي ومن يقفون وراءهم هم العدو الحقيقي الذي يُستهدف الشعب اليمني، ويتحملون المسؤولية المباشرة عن الأوضاع المأساوية التي يمر بها الوطن اليمني الكبير.
وشدد على أن ما يشهده الوطن حاليا هو مخطط مرسوم من قبل المعتدين وقوى الاستكبار لتجزئة اليمن لأكثر من شطر، وإخضاعها للوصاية المباشرة لدولتي الاحتلال اللتين تقومان حاليا باقتسام الجغرافيا في المحافظات المحتلة.
ولفت إلى أن ما تشهده المحافظات المحتلة في ظل تبادل الأدوار بين دولتي الاحتلال واختلاقهما للخلافات بين عملائهم وتزويدهم بالسلاح يهدف لتكريس حالة الصراع والاقتتال الذي يسهل للمحتلين اقتسامها ونهب ثرواتها.. مؤكدا أن الوحدة اليمنية ستظل هي الجامع لكل اليمنيين، وما عداها من مشاريع تقزيمية تشطيرية أو مناطقية أو جهوية محكومة بالزوال عاجلاً أم آجلا.
وطالب الاجتماع المنظمات الأممية والدولية المعنية بسرعة إغاثة أهل عدن، وتوفير الاحتياجات الصحية والدوائية اللازمة، ومد يد العون لانتشال عدن من وضعها البيئي المزري.
كما طالب منظمة اليونسكو بالتدخل وممارسة الضغوط المطلوبة على دولتي الاحتلال سيما الإمارات، لوقف عبثها بسقطرى المسجلة في قائمة التراث الطبيعي العالمي والمحمية بموجب ذلك، وكذا إدانة هذا السلوك الهمجي للمحتلين بحق الأرخبيل.