كتبت المستشرقة الإسرائيلية، سمدار بيري، في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يريد أن يبقى نتنياهو في منصبه رئيسا لوزراء إسرائيل، وأن يتمكن من اجتياز محنة التحقيقات التي تدور معه حول قضايا الفساد وخيانة الأمانة وتلقي الرشاوى والاحتيال.
ورأت الكاتبة الإسرائيلية أن ابن سلمان لا يهتم بالتحقيقات الجارية ضد نتنياهو، لأنها في رأيه تتعلق بمبلغ ضئيل من الأموال، مقارنة مع الأموال والشركات التي يملكها ولي العهد السعودي، مشيرةً إلى أنه يعتبر قضية الفساد المشتبه بها نتنياهو قضية صغيرة وعابرة.
وأوضحت “بيري” أن لا أحد يعلم ماذا يدور وراء الكواليس بين تل أبيب والرياض، ولكن نتنياهو يلمح إلى تقدمٍ في التواصل والمباحثات بين الطرفين، فيما يلتزم المقربون منه الصمت المطبق حول هذه القضايا الحساسة، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أن “إخفاء” التواصل بين الطرفين نابع من الرغبة السعودية في وضع جدارٍ من فولاذ حول الاتصالات الثنائية.
ومع ذلك، رأت المستشرقة الإسرائيلية أن شيئا ما “يُطبخ” وراء الكواليس بين الطرفين وعلى نار هادئة جدا، وأشارت في هذا السياق إلى أن نتنياهو تعهد بمرور الطائرات الهندية المتوجهة من وإلى تل أبيب، وفعلاً حدث الأمر، والسعودية التزمت الصمت، خلافًا للمرة السابقة، عندما سارعت إلى نفي الخبر الذي نشرته وسائل الإعلام العبرية، وأكدت أنها لن تسمح للطائرات الهندية بالعبور في أجوائها خلال رحلاتها من وإلى إسرائيل.
وتحدثت المستشرقة الإسرائيلية عن اللقاءات التي جرت في القاهرة في خلال الأسبوع الماضي، وفقا لتقارير إعلامية، إذ قام وفد إسرائيلي رفيع المستوى بزيارة سرية إلى مصر. وقالت إن هناك إثباتات أخرى تؤكد أن المفاوضات أو المباحثات بين السعودية والكيان الإسرائيلي مستمرة، وأشارت في هذا إلى أنه قبل يوم واحد من وصول ولي العهد السعودي إلى القاهرة، في أول زيارة رسمية له بعد توليه منصبه الجديد، قام الرئيس المصري، المشير عبد الفتاح السيسي، بتسوية جميع المشاكل القضائية العالقة، والتي حالت دون نقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير لملكية السعودية، وأضافت أن رئيس الوزراء نتنياهو ألمح إلى أنه حصل على تعهدات من السعوديين فيما يتعلق بحرية التنقل والإبحار في البحر الأحمر.
وكشفت الكاتبة أيضا أن إسرائيل موجودة في مركز الرؤية الاقتصادية لولي العهد السعودي، والمسماة رؤية 2030، والتي بموجبها سيضمَ مدينة إيلات (أم الرشراش) إلى الخطة الاقتصادية السعودية، وقالت إنه إذا تحقق هذا الأمر، فالسماء ستكون بالنسبة لإسرائيل هي الحدود، وقالت إن هذه الأمور ستحدث دون التوقيع على اتفاق سلامٍ بين السعودية وإسرائيل.
خلصت إلى القول بأن اتفاقيتي السلام مع كل من مصر والأردن لم تؤديا إلى تطبيع العلاقات بين شعوب هذه الدول مع الإسرائيليين، على الرغم من جهود الحكام فيهما، بينما قامت السلطات السعودية مؤخرا باعتقال ناشطة سياسية واجتماعية لأنها تجرأت على القول إنها تعارض التقارب مع إسرائيل، حيث وجهت لها تهمة المس بمصالح المملكة السعودية.