الصراع المحتدم داخل رواق العائلة الحاكمة بالمملكة السعودية تستمر تجلياته بالظهور، وابن سلمان يواصل إحكام قبضته ولو تطلب ذلك إذلال خصومه ومنافسيه .. ففي سلسلة تغريدات جديدة للمغرد السعودي الشهير المعروف باسم (مجتهد) .. يؤكد فيها أن معلومات تفصيلية قد سربت إليه عن الوضع النفسي المتأزم لمحمد بن نايف، بعد إطلاق سراحه من (الريتز كارلتون)، وكيف تعمد ابن سلمان إذلاله وإهانته.
في البداية لفت (مجتهد) إلى أن هذه التسريبات أثبتت شخصية “ الأمير محمد بن نايف” التي وصفها بعكس ما أظهرها الإعلام سابقا بأنه في الحقيقة ذليل خاضع ليس فيه من صفات الثقة بالنفس ولا القيادة ولا الهيبة شيء .. وتابع :” وقد بالغ ابن سلمان بإهانته حيث وضع مستشاره المقرب (تركي آل الشيخ) مشرفا عليه ووسيطا بينهما “، مشيرا إلى أن ابن نايف يعامل منذ أشهر مثل الذين أطلق سراحهم من (الريتز) من مراقبة مستمرة ووضع سوار تتبع على كاحله، فضلا عن تجميد أمواله ومنعه من الاتصال بأي جهة إلا بإذن، ” وكان قد سمح له برحلة صيد مع فريق مراقبة وجرى تحذيره إن فكر بأي محاولة هرب سيقتل فورا “.
وقال (مجتهد)إنه قبل شهرين ونصف تقريبا تحدث ابن نايف لمقربين به في العائلة الحاكمة شاكيا حاله واصفا الضغط النفسي الشديد الذي يتعرض له وطالبا إيصال رسالة لابن سلمان مفادها انزعاجه من اتهامه بضعف الولاء والخيانة ومعبرا عن قلقه من أن يتابع موضحا “.. كانت رسالته فيما يبدو ردا على اتهامات له بالخيانة وقال إنه لم يعهد هذه اللهجة من محمد بن سلمان سابقا فحاول الدفاع عن نفسه وطالب أن لا يحكم عليه من “أكاذيب السيئين من البشر ربما يقصد تركي آل الشيخ وأن ولاءه قوي لدرجة أن كل ما يشكك فيه فهو كذب تلقائيا. تركي آل الشيخ الذي لا يوصل الرسائل.
يستكمل المغرد روايته ” وبعدها بثلاثة أيام أرسل رسالة أخرى عن طريق نفس المقربين فيها مزيد من التوسل والتعبير عن التضايق من النقاط التي قرئت عليه والتي وصفها أنها قاسية جدا وأن الاتهام بالخيانة لا يمكن تقبله، وذكر المصدر أمرا لم أفهمه هو قوله “أن الوقت مهم، وبعدها بيوم أرسل رسالة ثالثة يستفسر إن كان قد رفع الحجر على حساباته البنكية ثم يتسائل في نفس الرسالة “كيف يمكن أن أدبر نفسي؟ “.
وينقل (مجتهد) عن (ابنة نايف) قوله : ” إنه يبحث عن قرض لتجهيز رحلة المقناص، ويترك مصاريف للعيال “، ثم قال: ” هل يمكن أن يرفعوا الحجر على الحساب (تراني في موقف حرج) “.
يضيف أن “ابن نايف” في نفس الرسالة ردا على اتهام الخيانة مرة أخرى مؤكدا استعداده للقتل إن ثبت هذا الاتهام قائلا: ” لن أدع اتهام الخيانة يمر دون بحث لأنه إن ثبت يجب ألا يبقى رأسي على كتفي، عملت بكل أمانة 20 سنة خدمة لوطني وتعرضت لأمور تعلمها وخرجنا من عنق الزجاجة “.
(مجتهد) الذي اشتهر دائما بتسريباته من داخل أروقة الحكم بالمملكة والتي كثيرا ما ثبتت صحتها، يختتم تغريداته هذه المرة ملخصا وضع ابن نايف :” لسان حال ابن نايف يقول: والله يا سيدي ولي العهد أنا لك عبد مطيع وبيعتي صادقة واسمح لي بقرشين “.
ولاحظ المغرد أن ابن نايف لم يراسل الملك ولم يفكر فيه لأنه يعلم تماما أنه لا يدري عن شيء، على كل حال لا نخفي شماتتنا فيه وببقية الذين أهينوا في الرتز واليوم عليهم وغدا على محمد بن سلمان”.
يُذكر أن الأمير (محمد بن نايف) تولّى منصب وزير الداخلية خلال الفترة من 5 نوفمبر 2012 وحتى 21 يونيو 2017، في حين تولّى ولاية العهد أيضاً خلال الفترة من 29 أبريل 2015 وحتى 21 يونيو 2017، وبعدها عزله (ابن سلمان) من منصبه نهائيا، وسبق أن تعرّض، في 27 أغسطس 2009، حينما كان مساعدا لوزير الداخلية لمحاولة اغتيال من قبل مطلوب زعم أنه يرغب بتسليم نفسه.