فلسطين المحتلة/وكالة الصحافة اليمنية//
ألقى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الإثنين، خطابا عبر الفيديو، أمام المؤتمر السنوي لمنظمة ”مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل“ (CUFI) الإنجيلية الأمريكية، وهي واحدة من أكبر المنظمات الداعمة لمخطط الضم الإسرائيلي، على خلفيات منها دينية.
وتطرق نتنياهو للمرة الأولى لبعد ديني يقف وراء مخطط الضم، وتحدث عما أسماها ”العلاقة التوراتية بين إسرائيل والمناطق التي يعتزم ضمها في الضفة الغربية“.
وذكر خلال كلمته أن إسرائيل ستفرض السيادة على مستوطنة ”بيت إيل“ شمال شرق البيرة، قائلا ”ستطبق إسرائيل السيادة على بيت إيل، حيث حلم يعقوب بالذهاب إلى جنة عدن“.
وأوضح أيضا أن ”إسرائيل ستطبق السيادة على ”شيلوه“، في إشارة إلى مستوطنة تقع على بعد 16 كيلومترا شمال مستوطنة ”بيت إيل“، وورد ذكرها في التوراة اليهودية، إذ قال ”سنطبق السيادة على شيلوه حيث كان التابوت المقدس“.
وزعم نتنياهو أن تطبيق السيادة الإسرائيلية في مناطق أسماها ”مملكة يهوذا“، التي وصفها بأنها جزء من إسرائيل ”لن تبعدنا عن اتفاق سلام، ولكنها تقربنا إلى السلام“ على حد وصفه، قبل أن يوجه الدعوة للسلطة الفلسطينية للعودة إلى المفاوضات، زاعما أنه ينبغي على الفلسطينيين ”عدم تفويت الفرصة“، وفقا لما أوردته قناة الأخبار 12 العبرية.
وتضم منظمة ”مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل“ في عضويتها 7 آلاف منتسب ولديها نفوذ كبير للغاية داخل الكونغرس، ومراكز الثقل السياسي والإعلامي والمالي في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها.
وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن دعوة نتنياهو التي جاءت عبر خطابه بتقنية الفيديو، تأتي في وقت أعلن فيه وزير الدفاع ورئيس الوزراء البديل، وزعيم حزب ”أزرق أبيض، بيني غانتس، أن موعد إعلان مخطط الضم في الأول من تموز/ يوليو المقبل ”غير مقدس“.
ونقلت قناة 20 الإسرائيلية، اليوم الإثنين، تصريحا لنتنياهو جاء فيه إن ”رؤية ترامب وضعت نهاية لوهم الدولتين، وتطالب بحل واقعي لهذا المبدأ، وعلى الفلسطينيين الجلوس حول طاولة المفاوضات، وأنا مستعد“.
وعلق وزير الدفاع بيني غانتس على خطاب نتنياهو، قائلا ”قبل المضي نحو مسيرات سياسية، ينبغي مساعدة المواطنين الإسرائيليين للعودة إلى أعمالهم وكسب قوت يومهم باحترام، إن مواطني إسرائيل لديهم انزعاج من جائحة كورونا، ويتطلعون لتعاطي عميق وفوري مع الأزمة“، مضيفا ”هذا هو الموضوع المقدس فقط“، في إشارة إلى رفضه تصريحات نتنياهو بشأن أبعاد دينية لمخطط الضم.
وأطلق غانتس هذا التصريح، عقب اجتماع مع أعضاء الطاقم الأمريكي المكلف بمباشرة المخطط، والذي يزور إسرائيل حاليا، عقب الاجتماعات التي عقدت في واشنطن، وعلى رأس هذا الطاقم آفي بركوفيتش، مستشار الرئيس ترامب ومبعوثه للمفاوضات، فضلا عن السفير الأمريكي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان.
وعقد مسؤولون أمريكيون خلال الأيام الأخيرة، جلسات نقاش في البيت الأبيض، بمشاركة فريدمان، لبحث إذا ما كان سيتم منح حكومة نتنياهو الضوء الأخضر لتنفيذ مخطط الضم.
وتساءلت قناة 20 حول إذا ما كان غانتس سيكون سببا في تقويض خطة الضم، وقالت إن تصريحه بأن ”تاريخ الأول من تموز/ يوليو غير مقدس، يصب في هذا الاتجاه“.
ودعا أعضاء كنيست عن حزب ”الليكود“، رفضوا إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقبلا، لعقد اجتماع طارئ بشأن مخطط الضم، وذلك في أعقاب التطورات التي شهدتها الساعات الأخيرة، ومنها دعوة نتنياهو السلطة الفلسطينية للعودة إلى طاولة المفاوضات، وذلك للتوصل إلى حل واقعي لمبدأ الدولتين، على حد قوله.
وزعمت قناة 20، أن نتنياهو يعتزم إعلان تطبيق القوانين الإسرائيلية على 15% من مساحة الضفة الغربية بدلا من 30%، ولكن لا يُعرف أي مناطق سيشملها الضم، بيْد أن النقاش الذي يجري خلف الكواليس يوضح أن الدولة الفلسطينية المستقبلية لن تتمتع بامتداد جغرافي، ما يرجح أن رؤساء المجالس الاستيطانية سيوافقون على المخطط.