مقالات وتحليلات (وكالة الصحافة اليمنية)
دقت ساعة الصفر فإما أن تتسارع الخطوات نحو الضم أو تتباطأ فالأول من يوليو قد فتح أبوابه وموعد الضم بات الفلسطينيون بين فكيه فعلا صوت زفير غضبهم في الوقت الذي بدأت تتضارب فيه تصريحات قادة الاحتلال الاسرائيلي فرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قال ما زلنا نعمل على خطة الضم، وسنستمر بالعمل خلال الأيام القريبة ، بينما وزير أمنه ومنافسه بني غانتس صرح بأن موعد الضم ليس موعداً مقدساً وأن الولايات المتحدة لم تعطي الضوء الاخضر بعد للتنفيذ.
أما الولايات المتحدة فخلال الساعات الماضية هرول مبعوث الرئيس ترامب “آفي بيركوفيتش” وسفير الولايات المتحدة في “إسرائيل” ديفيد فريدمان ليلتقيا نتنياهو ومعه رئيس الكنيست ياريف ليفين ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات والمدير العام لمكتب رئيس الوزراء رونين بيريتس ، بل إن ما يسمى “لجنة رقابة الدولة” في الكنيست ستنعقد مع ساعات الصباح الاولى لشهر يوليو لمناقشة “اتخاذ قرار تطبيق الضم في المجلس الوزاري-الكابينيت .
أما الفلسطينيون فلم تغفل عيونهم ولاسيما العين الاعلامية فقد نظموا سلسلة حملات إعلامية عبر الانترنت تحمل هاشتاق لا للضم ونظموا أكبر بث مشترك لخمس ساعات متواصلة عبر الفضائيات الفلسطينية والاسلامية وأبرزها كان حملة لا للضم التي قادتها قناة القدس اليوم التابعة لحركة الجهاد الاسلامي وشاركت بها قناة العالم.
أما وقد حانت لحظة الصفر فقد أعلن الفلسطينيون النفير وعلت الأصوات الداعية ليوم غضب جماهيري عارم في الضفة وفي غزة ، وسياسيا بدأت ترشح معلومات تشير الى أن رئيس السلطة محمود عباس إذا ما أعلن الاحتلال الضم سيقدم استقالته وسط كل هذه المواقف نسترق بين سطور المؤامرة على الفلسطينيين الفصل الأخير لمشروع الضم والسيناريو الذي قد تكتب به النهاية فالخشية هو أن ما سيحدث في يوليو انسحاب ظاهري للاحتلال من مشروع الضم بينما هو يغرسون مخالبهم في الجسد الفلسطيني أكثر فالمتوقع بعد حالة الرفض الجماهيري الفلسطيني والتلويح بصواريخ المقاومة في غزة وسكاكينها وحجارتها في الضفة هو أن يقوم الكيان الاسرائيلي بخطة تكتيكية على الفلسطينيين أن يتنبهوا لها جيدا ، فربما ما يخطط له الاحتلال هو أن يظهر اعلاميا وكأنه استجاب للضغوط وتراجع عن الضم أو أن يُرضي نتنياهو شعبه بضم جزئي لبعض التجمعات الاستيطانية ويقول أنه سيؤجل الضم الكلي الى ما بعد الانتخابات الأمريكية بينما يواصل مشروع الضم خلف الكواليس وهذا هو السيناريو الأقرب.
والدليل على ذلك هو ما بدأ يرشح عن سكان الأغوار من أخبار ، فقد جاء على لسان معتز بشارات مسؤول ملف الأغوار ومقاومة الاستيطان أن ضباط الاحتلال أبلغوا المواطنين على الحواجز في الأغوار بأن الأراضي أصبحت ملك لإسرائيل ولن يسمح للفلسطينيين بدخولها الا بتصاريح كما جرى في بردلة وعين البيضا ، وهذا ربما يعني أن ضم تلك المناطق تحت السيادة الاسرائيلية قد بدأ فعلاً حتى وإن أعلن الاحتلال عكس ذلك ، فالاحتلال يستولي كل يوم على عشرات الاف الدونمات ويحولها الى مزارع للمستوطنين وإلى مواقع عسكرية فهو في سباق محموم مع الزمن للسيطرة على الأرض والمياه والموارد الطبيعية فعملية الضم تنفذ على الأرض حتى وإن ادعى الاحتلال عكس ذلك.
ولهذا على الفلسطينيين أن يستمروا في النضال بناءً على المعطيات التي يرونها على أرض الواقع وليس على أساس التصريحات التي قد تكون تضليلا لسمعهم لكنها لن تستطيع تضليل ما تراه العين
إسراء البحيصي – العالم