جاء ذلك لدى لقاء رئيس الوزراء اليوم بصنعاء رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي أنتونيا كالفو بويرتا وسفير الجمهورية الفرنسية كرسيتان تيستو وسفيرة مملكة هولندا يرما فان دورين لدى بلادنا ، بحضور نواب رئيس الوزراء لشؤن الأمن والدفاع اللواء الركن جلال الرويشان والخدمات محمود الجنيد والمالية الدكتور حسين مقبولي ووزراء حقوق الإنسان عليا عبداللطيف والزراعة غازي أحمد علي محسن والمياه والبيئة المهندس نبيل الوزير والدولة الدكتور حميد المزجاجي والدولة رضية محمد عبدالله .
جرى خلال اللقاء استعراض واقع المأساة الإنسانية الكبيرة التي يعيش آلامها الشعب اليمني منذ ثلاث سنوات بسبب العدوان السعودي وحصاره وسط صمت دولي وانحياز للجلاد على حساب الضحية.
وناقش اللقاء الأعباء الإنسانية الإضافية التي صنعها قرار نقل وظائف البنك المركزي إلى عدن وتوقف صرف مرتبات الموظفين وكذلك استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي أمام حركة المسافرين خاصة المرضى، إلى جانب الأثار الصحية خاصة شحة وانعدام أدوية الأمراض المزمنة وثمنها الباهض أن توفرت وما نجم عن ذلك من موت الآلاف منهم خلال السنوات الثلاث المنصرمة، بخلاف التعقيدات التي يصنعها العدوان أمام دخول السفن إلى ميناء الحديدة وقيامه بإغلاقه مرات عديدة تحت مبررات وذرائع واهية وغير منطقية.
وتطرق اللقاء إلى أفق السلام في ظل الزيارة المرتقبة للمبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، وما يمثله القرار ٢٢١٦ من مشكلة حقيقة أمام أية خطوات جادة في هذا الاتجاه، علاوة على المرجعيات الأخرى التي يتم التلويح المستمر بها بينما الواقع قد تجاوزها.
واكد رئيس الوزراء على الأهمية التي تمثلها زيارات المسؤولين الدوليين وسفراء الدول الصديقة إلى بلادنا لإدراك حقيقة ما يواجهه الشعب اليمني من أوضاع إنسانية صعبة ومعقدة صنعها العدوان وحصاره المستمرين منذ ثلاث سنوات.
وقال ” العالم ينظر إلينا وشعبنا يموت بسبب الأمراض والأوبئة وسقوط الصواريخ والقنابل العنقودية عليه وأدرك مؤخرا أن اليمن يعيش مأساة إنسانية غير مسبوقة “.
وأشار إلى أن العالم بما فيه الاتحاد الأوروبي لا يريد أن يفهم المعادلة وأن العدوان بتدخله في الشأن اليمني واحتلاله لجزء من أراضي اليمن هو من أخر وصول اليمنيين إلى تسوية وتسبب في إطالة مأساة الإنسان اليمني .. مؤكداً انه لولا الدعم الإنساني الأممي والدولي للشعب اليمني لكانت مأساته اعظم وأشد عشرات المرات.
وأوضح رئيس الوزراء أن الشعب اليمني كبقية شعوب العالم من حقه أن يدافع عن نفسه وسيادته وأن يستقل بقراره بعيدا عن تدخل أية دولة في شؤنه الداخلية .. لافتا إلى أن الشعب اليمني مد يده للسلام ومستعد لمواصلة مد يده والذهاب إلى حوار حقيقي لصنع السلام وعلى المجتمع الدولي وفي المقدمة مجلس الأمن أن يساهم في توفير مقومات تحقيق هذه الغاية.
ورحب الدكتور بن حبتور، بالسفراء الراغبين بالعودة إلى العاصمة صنعاء وممارسة مهامهم الدبلوماسية وذلك في ظل ما تنعم به صنعاء من أجواء الأمن والاستقرار لما لذلك من أهمية في تحقيق الدور الفاعل سواء لدول الاتحاد الأوروبي أو الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن تجاه السلام المأمول.
واعتبر السعودية المسؤول الأول عن صنع المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني .. مؤكداً انه في حال عدم فهم العالم لهذه الحقيقة فان المحنة اليمنية ستتفاقم وتشتد يوما بعد آخر إلى ما لانهاية.
بدورهم عبر السفراء الأوربيين عن قلقهم البالغ من تعاظم المأساة الإنسانية التي يواجهها الشعب اليمني .. مجددين التأكيد على أن الحل السياسي هو الخيار الوحيد لإنهاء هذه المأساة.
وأعربوا عن يقينهم بعدم إمكانية استقرار العلاقات بين الشعوب إلا عبر الحوار والسلام والاحترام المتبادل .. مؤكدين أن الاتحاد الأوروبي ودوله يدعمون المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن وجهوده لجمع جميع الأطراف إلى طاولة الحوار.
ولفت السفراء إلى ما تسببه توقف صرف مرتبات من تعقيد للأوضاع الإنسانية وأهمية معاودة صرفها لكافة موظفي الدولة .. مشيرين إلى أن المجتمع الدولي يتحدث حاليا عن تقديم حوافز للعاملين في القطاعين الصحي والتربوي بما يساهم في استمرار العمل بقطاعي الصحة والتربية.
وأكد السفراء أنه وبالنظر إلى أهمية الوصول الإنساني كضرورة للشعب اليمني فانهم دافعوا عن ميناء الحديدة واستمرار نشاطه .. مطالبين مجددا بإعادة فتح مطار صنعاء الدولي.
وأشاروا إلى عدد من الإشكاليات التي تواجهها جهود الإغاثة وأهمية العمل لمعالجتها وتذليل الصعوبات التي تطرأ في الميدان بما يعزز من تلك الجهود للتخفيف من معاناة الشعب اليمني في الفترة المقبلة .. معربين عن أمنياتهم للشعب اليمني السلام القريب والاستقرار الشامل.
حضر اللقاء رئيس دائرة أوروبا بوزارة الخارجية فيصل أبو راس ونائب رئيس بعثة الاتحاد الأوربي ريكاردو فيلا .
سبـأ