وكالة الصحافة اليمنية//تحليل خاص//
بعد أن وصل محمد بن سلمان الى موقع ولي العهد في المملكة العربية السعودية طرح عدة مشاريع طويلة الأمد قال أنها تنموية تهدف لنقل المملكة الى مصافي الدول المتقدمة، لكن الواقع يقول غير ما قاله ولي العهد السعودي.
فأكثر من 13 مليون وافد من أرجاء العالم معظمهم من العرب في المملكة السعودية يعملون على تشييد المباني والعقارات والطرقات والجسور وبناء المدن السكنية والمدارس ويديرون إستثمارات تجارية واقتصادية عملاقة باتوا في مرمى محمد بن سلمان، ولا يكاد يمر شهر إلا وتتخذ سلطات بن سلمان قراراً بالاستغناء عن مئآت الآلاف من المغتربين تحت ذريعة توطين المهن أو “سعودة” الوظائف.
وبعد حملة مداهمات لمساكن المغتربين أعلنت السلطات السعودية اليوم الخميس عن ترحيل 201849 وافد، في الوقت الذي أجبرت حوالي مليون وافد على استكمال إجراءات إخلاء وظائفهم والعودة الى بلدانهم.
ومن خلال متابعة ما تقوم به سلطات السعودية من ترحيل واستغناء عن خدمات الوافدين الذي معظمهم عمال يقدمون خدمات كبيرة للشعب السعودي، نستطيع ملامسة حقيقة أن عملية البناء والتنمية ستتوقف في المملكة خلال عام أو عامين على أقصى تقدير.
ولن نجد أي تفسير منطقي لإقدام ولي العهد على طرد العمالة الخارجية من المملكة، سوى التأكيد على أن الرجل قرر أن يدخل بلاده في سبات عميق ليس فيه لا بناء ولا تنمية ولا اقتصاد وصولاً الى مرحلة تفقد فيها بلاده الأمن والاستقرار على كل الأصعدة.
لم يكتفي بن سلمان بإتخاذ قرارات لترحيل العمالة الوافدة فقط، بل مد عصاه لإيذاء رجال المال والأعمال والمستثمرين السعوديين، وهو الأمر الذي يضع أسئلة من العيار الثقيل حول ماذا يريد ولي العهد بالضبط؟ والى أين يقود بلاده؟
ومن المؤكد أن لولي العهد السعودي طموحات لا تتوقف عن طرد العمالة وإيذاء رؤوس الأموال، فهو يقوم وبنفس الوتيرة بتقديم تنازلات كبيرة لحساب الأنظمة والثقافات الغربية على حساب المجتمع السعودي، فقد عقد صفقات مع شركات بريطانية لبناء 36 مسرح وفتح بلاده أمام الفنانين العرب والأجانب لتقديم حفلات غنائية في المدن السعودية، وسمح للمرأة السعودية بحضور الحفلات الغنائية والحفلات الرياضية وقيادة السيارات وفوق كل ذلك أعطاها حرية ارتداء الحجاب أو خلعه.
وبهذه الخطوات التي سمحت للمجتمع السعودي بالترفيه والاختلاط يغطي ولي العهد على قراراته التي تهدف الى تعطيل عملية البناء والتنمية في المملكة، وهو بذلك يضمن انشغال المواطن السعودي بتحرره في بعض الجوانب الفنية ودخوله مرحلة من التخدير طويلة الأمد التي من شأنها أن تحجب عنه رؤية انهيار الاقتصاد السعودي وتوقف عملية التنمية وهروب المستثمرين وأسوأ من ذلك كله عدم إدراك المواطن السعودي لخطورة تورط بلاده في حروب سوريا واليمن وغيرها.
وفي عهد بن سلمان فقط اعلنت السعودية الحرب على اليمن والحصار والمقاطعة على قطر وتقوم بدور الوسيط لإقناع الفلسطينيين بوطن بديل في سناء وتثبيت القدس عاصمة لإسرائيل، وتورطت بشكل فضاح في دعم الإرهاب في سوريا والعراق.
الخلاصة أن مملكة ولي العهد محمد بن سلمان قررت إغلاق أبوابها أمام العرب الذين لا يقصدونها للعمل أو العمرة أو الحج وفتح أبوابها ونوافذها للغرب الذين لن يقصدونها سوى للرقص والغناء وعرض الأزياء وبيع الأسلحة وتدريس طرق وآليات “التفحيط”.