اجبرت الحرب الظالمة -التي شنتها السعودية على اليمن ضمن تحالف عربي وتدخل عامها الرابع -، آلاف الأطفال لسوق العمل، واجبرتهم الظروف والعدوان على التوقف عن اللعب، فتخلوا عن طفولتهم سعياً وراء لقمة العيش، مارسوا أعمال الكبار بشروط السوق،،فتعرضوا للعنف والقمع حتى أصبحوا فعلاً أطفال شقاء وحرمان..فلم يعرفوا شيئاً عن طفولتهم المدللة، وتحت ظروف صعبة تركوا المدارس ..انطلقوا نحو بيع الحطب وجلب الماء،والتسويق في الشوارع، وإصلاح السيارات، وهناك لا أحد يرحم طفولتهم أو يشفق عليهم، ولا بد أن يدفع الطفل من كرامته وحريته وأدميته الكثير مقابل الفين إلى ثلاثة ألف ريال أسبوعياً!!
وعلى الرغم من مدى قسوة استمرار “العدوان” الذي فاقم من تزايد أعداد الأطفال المتضررين منها، إلا أنة لا يوجد حتى الآن أى إحصائيات دقيقة عن أعداد الأطفال المتضررين .
(الكارثة)!!!
كشفت تقارير الأمم المتحدة عن ارتفاع مهول، إذ أظهر إحصاء، بمقتل وإصابة أكثر من 5 ألف طفل بسبب العدوان ، اي نحو خمسة أطفال كل يوم، منذ مارس 2015، وأكثر من 11 مليون طفل المساعدة الإنسانية، أي كل أطفال اليمن تقريبا.
وأشار التقرير إلى أنه يفتقر أكثر من نصف الأطفال إلى مياه الشرب الآمنة أو خدمات الصرف الصحي الكافية، ويصاب حوالي 1.8 مليون طفل بسوء التغذية الحاد، منهم 400 ألف طفل يكافحون للبقاء على قيد الحياة، ويحرم 2 مليون طفل من التعليم، منهم حوالي 500 ألف تسربوا من المدارس منذ تصاعد الصراع، حيث يشتبه في إصابة أكثر من مليون شخص بالكوليرا والإسهال المائي، يمثل الأطفال تحت سن الخامسة ربع هذا العدد.
وبشكل لافت، باتت الطفولة في اليمن فريسة لأزمات مركبة، تبدأ من القتل والمجاعة وتوقف التعليم، ولا تنتهي عند أوبئة قديمة عادت بقوة لتحصد أرواح الآلاف منهم.
وخلافاً لباقي شرائح المجتمع، يدفع الأطفال الثمن الباهظ للحرب المستعرة، منذ بدء العدوان ، إذ تتوسع دائرة الخطر يوما بعد آخر، ومن يتمكن من البقاء منهم على قيد الحياة، يصبح محروماً من مقوماتها البسيطة.
بياع الحطب جوار مدرسته!!
وأثناء جولة الصحافة اليمنية، التقت بأحد الأطفال بجانب مدرسة قتيبة في منطقة هبرة وسط العاصمة صنعاء، الطفل عبدالقوي الصباري(11) عاما، وقد قال :” تركت المدرسة التي ادرس بداخلها وخرجت بجوار تلك المدرسة لبيع الحطب، من أجل مساعدة والدي واخواني المعاقين، وتوفير جزء بسيط من الغذاء”.
ويحكي والد عبدالقوي عن حال أسرته: “نحن أسرة مكونة من سبعة أفراد، اعمل حارس لهذه المدرسة بدون راتب، أطفالي الخمسة صغار منهم ثلاثة معاقين ، وولدي الصغير يعمل في بيع الحطب بجوار سور المدرسة وأصبحنا حالياً في وضع غير محسود، والحمد لله”، كانت كلماته تخرج بمرارة شديدة ترافقها الدموع.
مناشدة عاجلة
وأطلق “والد عبد القوي ” مناشدة عاجلة للدولة ورجال الخير لمساعدته في علاج أطفاله المعاقين، كما وجه رسالة إلى المنظمات الدولية والأمم المتحدة لإيقاف نزيف الدم حتى تعود الحياة لطبيعتها، وتخرج من حالة التشرد والضياع التي يعيشها مع أطفاله في الوقت الراهن.
طفلان وعمل شاق
وكالة الصحافة اليمنية أيضاً التقت بطفلين في مواقع مختلفة يمارسان العمل الشاق، حيث ذكر أحدهم والذي لم يتجاوز (11) عاما ، ويمتهن بيع بعض «إكسسوارات» السيارات في إحدى الجولات ، أنه مضطر لمشاركة إخوته المنتشرين في أكثر من موقع، وذلك لتوفير المال اللازم لتغطية الكثير من نفقات أسرته، كالإيجار والطعام واللبس، مشيراً إلى أن اثنين من إخوته الكبار لم يكملوا دراستهم الثانوية، بسبب عدم قدرتهم على توفير احتياجات أسرتهم من مأكل، لذلك انخرطوا في أعمال مختلفة كالبيع في الأسواق أو في الشوارع ، وعند سؤالنا له: هل ترغب أن يكون مصيرك مثلهم من خلال ترك الدراسة والبيع في الطرقات؟، انحنى برأسه وقال متى يتوقف العدوان السعودي عن حصارنا واستهدافنا سأعود إلى دراستي ، وهو ما يؤكد على أن مستقبل العديد من الأطفال قد يضيع بسبب عدم مقدرتهم على توفير الغذاء لهم وأسرهم بسبب العدوان السعودي على اليمن.
الوضع الاقتصادي إزداد سوءاً بسبب العدوان على اليمن والحصار الخانق المفروض على البلد براً وبحراً وجواً..فضلاً عن الواقع السياسي الذي عاش تقلبات كثيرة طيلة نصف قرن وأكثر.. وكلها تسببت في تدعي الوضع المعيشي للمواطن اليمني وإنعكست سلباً على الأطفال.