قطر/وكالة الصحافة اليمنية//
رفضت صحافيتان من قناة الجزيرة التزام الصمت بعد حملة تحرش مدفوعة بآلاف حسابات التواصل الاجتماعي المرتبطة بالسعودية والإمارات.
ووصف إحدى الباحثات الحملة، وفقا لما ذكرته شبكة دي دبليو الألمانية، بأنها “حملة ضد النساء” من قبل حسابات وسائل التواصل الاجتماعي السعودية.
وتعرضت مذيعتا الأخبار غادة عويس وعلا الفارس لوابل من الادعاءات الجنسية الوقحة وتلميحات حول حياتهما المهنية الناجحة في يوليو/ حزيران، بعد أن قالت عويس إن هاتفها قد تعرض لاختراق وتسربت منه صور وهي في ملابس السباحة.
وكانت عويس والفارس قد تناولتا مؤخراً قضايا حساسة للسعودية، مثل جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي.
وأضافت الشبكة أن عويس أخطرت تويتر بما يحدث، ولكن رد الفعل كان بطئياً منهم، واضطرت في الأسبوع الماضي لنشر مقال في صحيفة “واشنطن بوست” كشفت فيه أنها تعرضت لهجوم من 40 ألف تغريدة خلال ساعات قليلة، وأكدت أنها ترفض الصمت.
وأكدت منظمات عالمية مثل المعهد العالمي للصحافة ولجنة حماية الصحافيين، أن مثل هذه الحملات هي جزء من مجموعة من الوسائل التي تستهدف بها الجهات الفاعلة القوية في الإمارات والسعودية، كما سلطت الضوء على رد فعل تويتر البطيء.
ولاحظت كورتني رادش من لجنة حماية الصحافيين للمنصة الإعلامية الألمانية، أنه يتم السماح لزعماء السياسة وغيرهم باستهداف الصحافيين، بما في ذلك حملات التحرش عبر الإنترنت، حيث يتم استخدام منصات التواصل الاجتماعي لنشر هذه الحملات. مشيرة إلى أن تويتر اعترف بالمشكلة، ولكنه لم يقدم أدوات كافية للتصدي لها.
وقال مارك أوين جونز، الأستاذ في جامعة حمد بن خليفة في قطر، إن الحملة جرى تضخيمها عن قصد من قبل منظمات إخبارية محلية قبل أن يتم التأكد من التغريدات، مشيراً إلى أن هذه الحملات شائعة ومنهجية.
ولاحظ جونز أن الروايات المضللة والتغريدات الكاذبة كانت تستند على صور تم توجيهها بطريقة بذيئة مع مشاهد مزيفة فاسقة، تتعارض مع القانون السعودي، ومع ذلك لم يتم اتخاذ أي إجراء.
وكتبت عويس أن جميع الحسابات التي هاجمتها تقريبا كانت تحمل الأعلام السعودية.
وقد أظهرت دراسات عديدة أن النساء مستهدفات بالتحرش عبر الإنترنت أكثر من الرجال بكثير، حيث تعرضت أكثر من ثلثي الصحافيات للإساءة عبر الإنترنت، وفقاً لاستطلاع أجراه الاتحاد الدولي للصحافيين في 2018.
وكشف الاتحاد أن الحملة كان لها أثار نفسية مثل القلق والاجهاد.
وأظهر تقرير نشرته “مراسلون بلا حدود” أن الشرق الأوسط منطقة معادية بشكل خاص للصحافيين.