صنعاء / وكالة الصحافة اليمنية //
أشاد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد العزيز بن حبتور بإسهامات ومناقب العلامة السيد بدر الدين أمير الدين الحوثي في تطوير منهج الإسلام المستمدة من المسيرة والثقافة القرآنية الصحيحة.
وأكد رئيس الوزراء خلال مشاركته في فعالية الذكرى السنوية لرحيل السيد بدر الدين الحوثي أهمية الاحتفاء بمناقب واحد من أعلام الأمة من أجل التذكير بصفاته ومناقبه وأطروحاته العلمية وحواراته ونقاشاته مع الآراء التي يحاول البعض التستر خلفها من اجل إيذاء الأمة.
وأشار بن حبتور في الفعالية التي حضرها نائب رئيس الوزراء لشئون الرؤية الوطنية محمود الجنيد ووزراء الثقافة عبدالله الكبسي والدولة لشئون مخرجات الحوار أحمد القنع والكهرباء والطاقة عاتق عبار وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى ورئيس مجلس التلاحم القبلي ضيف الله رسام، إلى الروحانية الاستثنائية التي امتلكها العلامة الحوثي طيلة حياته والتعبير عنها من خلال صبره وجلده وتعاطفه مع المستضعفين وقربه من البسطاء.
وقال “نتذكر منذ 35 عاماً الهجمة الكبيرة من خلال التعاليم السوداء التي تم زرعها في كل قرية من قرى اليمن من خلال الفكر الوهابي المتشدد الذي انتهج الإرهاب والتعصب وكان أداة بيد الأعداء ضد الإسلام”.
وأوضح أن هذا التيار الذي جاء من شمال الجزيرة العربية تجاوز في واقع الأمر حدود المنطق والعقل ولذلك تبنته قوى متطرفة كتنظيم القاعدة وداعش .. مبيناً أن هذه الأفكار الضالة أنبرى لها هذا العالم الجليل وغيره من علماء الأمة الأجلاء الذي سعوا إلى تفنيدها والرد عليها وتبصير الأمة بما يمكن السير نحوه بشكل سليم.
وأكد الدكتور بن حبتور أن الحوار مع أي فكر لا يمكن أن يتم إلا بفكر مستنير يسهم ويستوضح الصورة للمواطنين وذلك من خلال المتخصصين والعلماء الذين يردّون من خلال أطروحاتهم وحججهم الشرعية بما ينير للأمة الطريق بشكل واضح.
ولفت إلى أن الأمة ما تزال تعيش مرحلة التسمم الذي حاول الفكر المتعصب أن يزرعها بالمدارس والمعاهد على المستوى العربي .. وقال ” النظام في السعودية كان ينشر عبر ملياراته هذا الفكر الخطير المدمر في كل مكان، بينما اليوم يتخلون عنه وعن جزء من الإسلام عبر إنشاء المراقص والملاهي واستقدام الفنانات والفنانين”.
وبين رئيس الوزراء أن الاحتفاء بشخصية وعالم جليل كالعلامة بدر الدين الحوثي يٌراد منها استنهاض الطاقات الذاتية والقراءة المتمعنة عن هذه الشخصية ومحاولة تجميع أفكاره وكتبه وإعادة نشرها بشكل طبيعي وإيصالها للناس.
وذكر أن هذه الوقفات ليست من أجل اللقاء بل تذكير البعض بالعديد من محاسن الأفكار وجواهر الآراء التي قدمها خدمة للدين الإسلامي الحنيف.
وتطرق رئيس الوزراء إلى أن العدوان الوحشي المستمر على الشعب اليمني منذ أكثر من خمس سنوات هو في واقع الأمر قائم على اليمن منذ عقود خلت من خلال حمل راية الفكر الوهابي وتسليط مجاميعهم على القرى والأهالي في اليمن .. لافتا إلى أن ما يواجهه اليمن اليمن هو شكل من أشكال الحرب والصراع بأسلوب جديد ومباشر.
ودعا بن حبتور إلى الاستمرار في الثبات والصمود والمؤازرة والحفاظ على الجبهة الداخلية .. لافتاً في سياق كلمته إلى المشروع الصهيوني في المنطقة .. وقال” من أراد أن يستقبل المليارات وينال رضا أمريكا والسعودية عليه أن يطرق بوابة الكيان الصهيوني عبر المطبعين الذين يحملون هذا المشروع “.
وأضاف”لدنيا عرب صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم يحاولون زرع الإحباط في مختلف الأوساط الرسمية والشعبية بقولهم لن تستقيم مصالح شعوبكم إلا بالتطبيع مع إسرائيل”.
وتابع” اليمن يلتقي مع إيران والعراق وسوريا وحزب الله والمقاومة الفلسطينية في جبهة واحدة جبهة المقاومة والممانعة للمشاريع الصهيونية الأمريكية في المنطقة “.. مؤكداً أنه لا يمكن لأحد إيقاف هذا المشروع المتصهين إلا محور المقاومة.
وجدد رئيس الوزراء التأكيد على الوقوف مع المقاومة في جنوب لبنان وفلسطين باعتبار نهجها هو الطريق الوحيد الذي يحفظ للأمة الإسلامية كرامتها وعزتها ونصرها.
وأعرب بن حبتور عن التضامن الكامل مع الشعب والمقاومة في لبنان والتعبير عنه بأكثر من شكل والوقوف إلى جانب الأشقاء في لبنان حكومة وشعباً.
من جانبه أشاد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين بمناقب وصفات العلامة السيد بدر الدين الحوثي ومنها جمعه بين العلم والعمل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدع بقول الحق أمام الطغاة والمستكبرين ودوره في الرد على فتاوى أهل الحجاز التي بسببها منع من أداء شعائر الحج والعمرة.
وأشار إلى الغاية التي سعى من أجلها الفقيد والمتمثلة بتكريس قيم الحق والدعوة إلى عبادة الله والتسليم له علماً وعملاً .. مبيناً أن الموت في طاعة الله خير من حياة في معصية الله.
وتطرق العلامة شرف الدين إلى الإيمان الذي حمله العالم الجليل وحرصه على تعليم الأجيال لأنه لم يخش قول كلمة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الله لومة لائم، انطلاقاً من قول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم “فضل العالم كفضلي على أدناكم”.
ولفت إلى ضرورة الاهتمام بالعلم والعلماء الذين يحملون قيم العلم والعمل والجهاد في سبيل الله.
وألقيت في الفعالية كلمتان عن طلاب الفقيد طه السفياني وكلمة المشائخ ألقاها الدكتور مقبل الكدهي استعرضتا مناقب وإسهامات أحد هامات العلم والجهاد وعلم من أعلام الهدى السيد بدر الدين الحوثي .
وتطرقتا إلى مراحل حياته وسيرته في التنقل بين القرى والعزل والمناطق ليرشد الناس ويعلمهم ثقافة القرآن الكريم وتعليم الإسلام ومواقفه في مواجهة دعاة الفتة الوهابية، فضلا عن متابعته لوضع هذه الأمة وقضاياها المحورية سيما قضيتها المركزية قضية فلسطين.
كما استعرض السفياني والكدهي انجازات الفقيد الراحل من الكتب والرسائل والأطروحات العلمية والنصائح والتي كان أبرزها “تفسير القرآن الكريم، التيسير في التفسير، والرد على فتاوى أهل الحجاز وغيرها من المؤلفات الدينية”.
تخلل الفعالية بحضور عدد من نواب ووكلاء الوزارات والمشائخ والشخصيات الاجتماعية وجمع من أصدقاء وطلاب ومحبي الفقيد، عرض وثائقي تناول محطات من جوانب حياته ومسيرته العلمية والجهادية وأثر ذلك على المسيرة القرآنية.