تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل//وكالة الصحافة اليمنية//
تمكّنت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية بإسناد من أبناء قبائل المحافظة الشرفاء، في عملية عسكرية استمرّت لمدة أسبوع وانتهت الخميس الماضي، من إسقاط “إمارة البيضاء” التابعة لتنظيم «القاعدة» وتنظيم “داعش”، بعد تطهيرها لمناطق قرى يكلا في جبهة قيفة، والتي كانت تُعدّ المعقل الرئيس لتنظيم القاعدة منذ خمسة عشر عام، ومعقل تنظيم “داعش” منذ عام.
ولا تقتصر أهمية انتصارات قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية وقبائل محافظة البيضاء، في المساحة الجغرافية الكبيرة التي تم تطهيرها والمقدرة بأكثر من 1000 كيلومترمربع، وأعداد القتلى والجرحى والأسرى في صفوف الإرهابيين فقط، بقدر ما تكمن أهميتها في تلك الانتصارات العسكرية سيكون لها تبعات كبيرة في مجريات المعارك، وكذا الكشف عن الكثير من الحقائق المثيرة للجدل حول حقيقة الحرب على الإرهاب، ومن يقف خلف دعم وتمول تلك العناصر الإرهابية.
تحطم أسطورة الحرب الأمريكية على الإرهاب
ومثّلت انتصارات قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية، على تنظيمي “القاعدة وداعش”، وطردهم من معقلهم في مناطق قيفة بمديرية رداع، ومن مركزهم الرئيس في منطقة المناسح بمحافظة البيضاء، إحراجًا كبيراً لقوات التحالف و”حكومة هادي” التي لم تستطع تحقيق إي انتصارات تُذكر خلال السنوات الماضية، كما كشفت عن أكذوبة ما يسمى الحرب الأمريكية ضد الإرهاب وأسطورة ترامب الكرتونية.
وكانت قرية يكلا في قيفة، التي حررها الجيش واللجان خلال أيام في المعارك الأخيرة، تعرّضت في الـ29 يناير 2017 لهجوم أميركي بطائرات من دون طيار، أعقبته عملية إنزال واشتباكات نتج عنها خسائر فادحة في صفوف القوات الأمريكية، وفي صفوف الأبرياء من سكان القرية بينهم نساء وأطفال أبرزهم نورة أنور العولقي (ذات الثماني سنوات) ابنة زعيم «القاعدة» في اليمن أنور العولقي، الذي قتل في غارة أميركية في العام 2011، بالإضافة إلى خسارة واشنطن مروحيتين “أباتشي” ومقتل أحد الجنود الأمريكيين.
ونتج عن العملية الأمريكية، مقتل 14 من «القاعدة» فقط، بينهم ثلاثة قياديين، بحسب إعلان القيادة المركزية الأميركية، تَبيّن أن من بين القتلى زعيم «خلية القاعدة في شبه الجزيرة العربية» عبد الرؤوف الذهب، وشقيقه سلطان الذهب، فيما فشلت الولايات المتحدة من القضاء على التنظيم الإرهابي، حيث تعللت واشنطن بأن القضاء على القاعدة في يكلا يحتاج لسنوات وموازنة مالية باهضه ويعود ذلك إلى وعورة التضاريس الجبلية.
سقوط إمارة البيضاء هزيمة للإرهاب والتحالف والإصلاح
كشفت عملية إسقاط “إمارة البيضاء” من طرف الجيش اليمني واللجان الشعبية بالتعاون مع ابناء القبائل، العلاقة الوطيدة بين دول التحالف وقيادات في حزب الإصلاح محسوبة على قوات “حكومة هادي” بل وفضحت العلاقة الحميمة بين التحالف والعناصر الإرهابية.
وكانت قوات التحالف وميليشيات الإصلاح في مأرب قد ساهمت بشكل كبير في إسناد تنظيم القاعدة وداعش في المواجهات الأخيرة مع قوات صنعاء في مناطق قيفة ويكلا باثنين من الألوية العسكرية، بقيادة العميد الجوفي، لكن قوات صنعاء تمكنت من قطع خطوط الإمدادات بينهما، من خلال التقدم في مناطق مديريتي ماهلية والعبدية ما استحال معه تقديم الدعم البري للجماعات الارهابية، مما اضطر التحالف إلى التدخل جواً وشن عشرات الغارات الجوية لمنع تقدم الجيش واللجان وسيطرتهم على معاقل القاعدة وداعش.
وكشف العميد يحيى سريع ناطق القوات المسلحة اليمنية، في بيان نشره الجمعة الماضية، الحصول على وثائق مهمة تؤكد دعم قوات التحالف للعناصر الإرهابية في قيفة، وارتباط تلك العناصر بالعديد من الدول بينها الولايات المتحدة والسعودية، متوعداً بالكشف عنها في وقت سابق.
كما كشف مصدر أمني لقناة المسيرة، عن حصول الأجهزة الأمنية على وثائق مهمة تضمنت معلومات تفصيلية عن مخطط إجرامي للتحالف يهدف إلى تمكين الجماعات التكفيرية من إسقاط محافظة البيضاء والانخراط ضمن تشكيلات معسكر العدوان المختلفة لفتح جبهة نحو العاصمة صنعاء من بوابة محافظة البيضاء الاستراتيجية بموقعها الذي يتوسط محافظات (صنعاء، ذمار، إب، الضالع، لحج، أبين، مأرب، شبوة).
وبدوره قال “علي بن محسن صلاح” أحد ضباط ما تسمى “هيئة رئاسة أركان قوات حكومة هادي”، في منشور له على موقع “فيسبوك”، الإثنين، بأن عملية تطهير مناطق محافظة البيضاء، من العناصر الإرهابية كان من المفروض أن تقوم بها قوات التحالف وقوات “حكومة هادي” لكون تلك العناصر عاثت بالبلاد والعباد فسادا.
وأضاف صلاح، بدلاً من أن يقوم طيران التحالف، بمساندة قواته المنهارة في العديد من الجبهات، قام بدعم القاعدة وداعش في قيفة، عبر شن العديد من الغارات الجوية، الأمر الذي أثار الدهشة.
تحالف تاريخي بين الإصلاح والقاعدة
يعود التحالف الوثيق بين حزب التجمع اليمني للإصلاح وعناصر تنظيم القاعدة، إلى عدة عقود منذ عودة عناصر تنظيم القاعدة من أفغانستان، وصولا إلى دعم عناصر التنظيم الإرهابي، لربيع حزب الإصلاح في 2011م والوقوف بصف الإصلاح في مواجهة نظام الرئيس الصريع “عفاش” الذي كان له جناح مؤيد آخر من تنظيم القاعدة يفضله، ومن ثم الأحداث الدامية للعمليات الإرهابية التي استهدفت الشعب اليمني ومؤسساته العسكرية والاختلالات الأمنية التي عصفت بالعاصمة صنعاء والعديد من المحافظات اليمنية خلال الفترة من 2012 وحتى قيام ثورة 21 سبتمبر 2014م المباركة.
وفي دراسة نشرها في وقت سابق، معهد الخليج للدراسات “مقره واشنطن” كشف الباحث الأمريكي “بيتر ساليسبري” أنّ “علي محسن الأحمر” يعتبر لاعبًا مؤثرًا في شبكة من الجماعات القبلية والسنّية والإسلامية التي يمثل حزب الإصلاح مركز ثقلها، كما أنه متهم بالمساعدة في رعاية المجموعات المسلحة التي أصبحت في نهاية المطاف “تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية”.