واشنطن/ وكالة الصحافة اليمنية//
أكدت وكالة “بلومبرج”، اليوم الأربعاء، أن السلطات السعودية منعت الاتصالات بين معتقلي ومعتقلات الرأي السعوديين المعروفين وعائلاتهم، وزادت القمع ضد أي معارض يهدد بتوتير العلاقة بين المملكة والدول الغربية الحليفة لها.
ونقلت الوكالة الأمريكية، في تقرير لها، عن شقيقة الناشطة في مجال حقوق المرأة “لجين الهذلول”، التي اهتمت وسائل الإعلام العالمية بخبر اعتقالها عام 2018، أن الأخيرة لم تتصل بعائلتها منذ 9 يونيو/حزيران الماضي.
وأضافت أن الأميرة “بسمة بنت سعود”، المعتقلة مع ابنتها، لم تتحدث مع أقاربها منذ أبريل/نيسان الماضي، أما “سلمان العودة”، المعتقل منذ 2017، فقد كانت آخر مكالمة له في 12 مايو/أيار الماضي، وذلك حسب أشخاص على معرفة بالموضوع.
وقالت “أريج السدحان”، شقيقة المعتقل السياسي “عبدالرحمن السدحان”: “لا أتمنى هذا لأي أحد”، مشيرة إلى أن عائلتها لم تتلق إلا مكالمة واحدة منذ اعتقال شقيقها في مارس/آذار 2018. وتعتقد عائلته أن اعتقاله جاء بسبب حساب على “تويتر” كان يديره باسم مجهول.
ولم تستمر المكالمة التي أجريت معه في فبراير/شباط أقل من دقيقة، حيث كانت كافية لإخبار عائلته أنه لا يزال على قيد الحياة.
وعلقت “السدحان” على محاولتها بكل الطرق التواصل مع شقيقها دون جدوى، بقولها: “الصمت يصم الآذان كل الأبواب مغلقة ولم يعد لدينا أي خيار سوى الكلام”.
وأشار التقرير إلى أن السلطات السعودية سمحت لمعظم معتقلي الرأي في الماضي بالاتصال بعائلاتهم وبانتظام، وأحيانا كل أسبوع، ونقل عن نجل العودة “عبدالله” قوله: “أنا قلق لدرجة أنني أشعر بالشلل في هذه اللحظة”.
وأضاف أنه سمع نفس الشيء من أفراد العائلات الأخرى، قائلا: “هم قلقون بدرجة شديدة على عائلاتهم وإن كانت هناك إصابات بفيروس كورونا ولماذا تتكتم الحكومة عليهم”.
ولم يردّ مكتب الاتصالات الدولية الحكومي بالسعودية، والذي يتعامل مع طلبات الإعلام الأجنبي، على أسئلة وجهتها له “بلومبرج”، وعندما حاولت التواصل عبر البريد الإلكتروني مع دائرة العلاقات العامة في السجون، رجعت الرسالة برد آلي يقول إن البريد ممتلئ.
ولفتت الوكالة الأمريكية إلى أن وقف الاتصال بالسجناء والسجينات يمثل لعائلاتهم تصعيدا غير متوقع في القمع الذي يمارسه ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” ضد منتقديه المحليين.
ونوه التقرير إلى اعتقال السلطات السعودية عشرات رجال الأعمال والدعاة والأكاديميين والناشطين في السنوات الأخيرة، ما خلق مناخا من الخوف، في وقت يحصل فيه ولي عهد المملكة “محمد بن سلمان” على دعم بسبب فتحه اقتصاد المملكة وتخفيفه القيود الاجتماعية المفروضة على المرأة.
وخلق هكذا مناخ جيلا جديدا من المعارضين، وحفّز حملات للدفاع عن المعتقلين في الخارج، ما يمثل إحراجا للمملكة، خاصة بعدما استأجر عدد من السعوديين في الخارج شركات ضغط أمريكية ومحامين للدفع بحالاتهم إلى الضوء، في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة حملات انتخابية، بحسب التقرير.
و”لجين الهذلول” متهمة مع غيرها من الناشطات بالدعوة للتغيير السياسي وإهانة المملكة والتواصل مع دبلوماسيين وصحفيين أجانب، لكن محاكمتها معلقة منذ أشهر، فيما يطالب وكيل النيابة العامة السعودية بالإعدام ضد “سلمان العودة” بتهم لها علاقة بالأمن وتعليقات كتبها على الإنترنت.
وبحسب شقيقة “لجين”، فقد قيل لعائلتها ذات مرة إن انقطاع الزيارات والاتصالات أمر مرتبط بأمور تنظيمية ناجمة عن انتشار فيروس “كورونا”، لكن لم يتغير أي شيء عندما بدأت السلطات تخفف من الإغلاقات.
وتعيش عائلات السجناء حالة من القلق المستمر على أبنائها وبناتها المعتقلين، خاصة بعد وفاة سجينين معروفين بينهما “عبدالله الحامد”، الذي سُجن في عهد الملك السعودي السابق “عبدالله بن عبدالعزيز”، ونقل في أبريل/نيسان الماضي إلى المستشفى بعد إصابته بجلطة، وتوفي في يونيو/حزيران، وذلك بحسب رسالة من مقررين خاصين في الأمم المتحدة إلى الحكومة السعودية.
وحث المقررون الحكومة السعودية للرد على اتهامات لمسؤولي السجن بتأخير العملية الجراحية التي أوصى بها الأطباء لـ”الحامد”، ولكن سلطات المملكة لم تعلق.
أما السجين الثاني فهو “صالح الشيحي”، الصحفي الذي اعتقل في 2017 بعد انتقاد وجّهه أثناء مقابلة تليفزيونية للفساد في الديوان الملكي.
وفي منتصف يونيو/حزيران الماضي، أدخل “الشيحي” غرفة العناية الفائقة كما كتب أقاربه على “تويتر”، ومات في 20 يوليو/تموز الماضي بعد إصابته بفيروس “كورونا”، حسبما نشر في الصحف السعودية.