ظاهرة خطيرة تستدعي تحقيقاً دولياً جاداً في صعدة
الأسلحة المحرمة دولياً التي استخدمها التحالف تسببت بتشوهات خلقية لمئات الأطفال وقتلت أجنة في بطون أمهاتهم
ملف خاص/ وكالة الصحافة اليمنية//
تنتشر في محافظة صعدة ظاهرة ولادة الأطفال مصابين بتشوهات خلقية, وهي مشكلة يقول عنها مسئولي القطاع الصحي أنها بدأت مع حرب التحالف على اليمن , فقد استقبل مستشفى الطلح بمحافظة صعدة لوحده خلال أسبوع , ثلاث حالات ولادة لأطفال بتشوهات خلقية , ضمن مئات الحالات لمواليد خرجوا إلى الدنيا بتشوهات خلقية في صعدة .
المئات من المواليد المشوهين
يقول مسئول قسم الولادة في مستشفى الطلح في حديثه لوكالة الصحافة اليمنية , أن مسألة تشوه المواليد أصبحت ظاهرة تستدعي تحقيقاً جاداً, مضيفاً في حديثه مع وكالة الصحافة اليمنية , ان مشكلة تشوه المواليد تتمثل بولادة الأجنة مصابين بتشوهات وفتحات في الظهر تصاحب جميع حالات المواليد المشوهين .
قتلوا قبل أن يولدوا
من بين انقاض الحرب الذي باتت تملأ أركان اليمن تتصاعد أرواح الأطفال اليمنيين بين الحين والآخر بفعل الضربات الجوية التي ينفذها تحالف العدوان بقيادة السعودية منذ مارس 2015م , حيث لم تقف الضربات الجوية عند مقتل الأطفال والتسبب بالاعاقات والجراح لهم ، وقتل اسرهم، بل تمتد آثارها إلى الأجنة وهم في بطون أمهاتهم، لتقتلهم قبل أن يرو نور الحياة، وكل ذلك يحدث وسط انهيار تام للقطاع الصحي في محافظة صعدة وعموم اليمن , في غياب كلي للمنظمات الإنسانية المحلية والدولية , واقتصار الجهود على مساعي فردية متناثرة هنا وهناك.
تشوهات من الأسلحة المحرمة
تحتل محافظة صعدة المرتبة الأولى بين المحافظات اليمنية في التعرض للقصف من قبل طيران التحالف , يكشف مكتب الصحة في المحافظة عن ارتفاع نسبة التشوهات الخلقية، بين الاطفال حديثي الولادة يأتي نتيجة السموم والادخنة و مخلفات الغازات السامة والقنابل العنقودية ومختلف انواع الأسلحة المحرمة التي يستخدمها التحالف في قصف المدنيين في اليمن ، حسب رصد المنظمات الدولية .
مدير مكتب الصحة في محافظة صعدة عبدالإله العزي ناشد الامم المتحدة والمنظمات الإنسانية بتوفير الأدوية لمحافظة صعدة , باعتبارها محافظة منكوبة , واشار العزي في حديثه لوكالة الصحافة اليمنية أن ابناء صعدة بدأوا يتخوفون من إنجاب الأطفال بسبب انتشار ظاهرة تشوه المواليد.
انتشار التشوهات الخلقية في محافظة صعدة أدخلت الهلع والقلق بين سكان المحافظة الذين قرر بعضهم التوقف عن إنجاب الأطفال خوفاً من هذه الظاهرة التي انتشرت في المناطق التي شهدت قصف عنيف من قبل طيران التحالف خصوصا في المديريات الحدودية (حيدان-شدا-رازح-غمر-ساقين).
الخوف من الإنجاب
قاسم محمد ، وهو مواطن من حيدان ، قال إن “هذا أول طفل لي بعد ثلاثة أطفال يصاب بهذا التشوه الخلقي، وأنا لن أنجب الأطفال مستقبلاً خوفاً من هذه الحالات، وأسباب هذه التشوهات هي الأسلحة التي استخدمت في الحرب من قبل السعودية ، والتي لوثت المديرية “.
آلام امهات بلا مخاض
“حلمت بطفل منذ سبع سنوات بعد زواجي، وعندما وهبنا الله الطفل , أخبرني الأطباء أن الجنين الذي أحمله مشوهاً وسيولد ميتاً ومن الأفضل العمل على إجهاضه، حينها لم أتمالك نفسي من البكاء”.
بهذه العبارات الحزينة تحدثت السيدة أمة السلام وأضافت: “أخبرتني الطبيبة التي أشرفت علي في المستشفى أنها لم تتمكن من معرفة أسباب التشوهات التي يحملها الجنين, ولا توجد لدي أعراض فيروسية أو مرضية واضحة قد تكون السبب في تشوه الجنين، ولكن من المحتمل أن يكون السبب هو تعرضي لاستنشاق غازات شديدة الخطورة”.
قصة أمة السلام وقصص سيدات أخريات دفعتنا للبحث عن حقيقة هذه الظاهرة المفزعة، التي يتجاهلها العالم أجمع ،رغم أن المنظمات التابعة للأمم المتحدة حملت التحالف مسؤولية ارتكاب مجازر بشعة بحق شعب اليمن , واتهمت التحالف بإستخدام اسلحة محرمة دولياً في قصف اليمن , إلا أنه لا يوجد هناك في العالم من يرغب في وضع حد لجرائم التحالف بالضغط على ايقاف الحرب، والحد من هذه الازمة الانسانية.
العالم لم يحرك ساكناً رغم التقارير الاخيرة للأمم المتحدة المقدمة لمجلس الأمن، والتي تتهم فيها قوات التحالف العدوان بقيادة السعودية بقتل وتشويه الأطفال واستهداف وهدم العشرات من المدارس والمستشفيات في اليمن، بالاضافة إلى مقتل وجرح 1340 طفلا خلال العام الماضي، وحملت التحالف المسؤولية عن مقتل 50% من هؤلاء الأطفال.