متابعات // وكالة الصحافة اليمنية //
كشف مسؤول سعودي أن قيادة المملكة وضعت مؤسسة “مسك” الخيرية، التي يديرها ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان”، تحت المراجعة، على خلفية تورطها في سلسلة من القضايا المنظورة أمام المحاكم الأمريكية، وعلى رأسها الدعوى المرفوعة ضد موظفين سابقين بشركة “تويتر” بتهمة التجسس لصالح الرياض.
وأوضح المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته بسبب حساسية القضايا، أن إدراج “مسك” قيد المراجعة جاء بعدما أشارت وزارة العدل الأمريكية، في دعواها المرفوعة ضد موظفي “تويتر”، إلى “مسك” وأحد مسؤوليها البارزين، وفقا لما أوردته صحيفة “فايننشال تايمز”.
كما ورد اسم “مسك” و”بدر العساكر”، الأمين العام السابق للمؤسسة ومدير مكتب ولي العهد السعودي، إلى جانب “بن سلمان” نفسه في دعوى قضائية أخرى قدمها ضابط الاستخبارات السعودي السابق “سعد الجبري”، اتهم فيها ولي العهد بالتآمر لاغتياله، بحسب المسؤول السعودي، الذي أشار إلى أن ولي العهد غضب من ربط جوهرته (مسك) بهذه الاتهامات.
وتعتبر “مسك” محورية في مشروع “بن سلمان” منذ صعودة إلى سدة السلطة بالسعودية، إذ طالما استخدمها لجذب الشباب السعودي والترويج لصورته في الخارج، ولتوقيع شراكات مع عدد من الكيانات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة ومؤسسة “جيتس” ووكالة “بلومبرج” وجامعة هارفارد وشركة “جنرال إلكتريك”.
ورغم أن دعوى وزارة العدل الأمريكية، المقدمة للقضاء في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، لم تذكر اسم المؤسسة ولا “العساكر”، إلا أنها أشارت لهما بوصفي: “المنظمة رقم 1” و”المسؤول الأجنبي 1″، لتقوم صحف أمريكية لاحقا بمطابقة الوصف على المؤسسة ومدير مكتب “بن سلمان” مستندة إلى تصريحات مسؤولين على اطّلاع بالقضية.
وجاء في حيثيات الدعوى أن المتهمين بالتجسس لصالح الرياض بشركة “تويتر” بين عامي 2014-2015 تفاعلوا مع “المسؤول الأجنبي 1″، الذي قدم لهم هدايا وأموالا نقدية ووعودا بوظائف في المستقبل مقابل توفير معلومات شخصية عن مستخدمي موقع التدوينات القصيرة الشهير، كما عين أحد المتهمين، وهو “علي آل زبارة” في “المنظمة رقم 1” بعد استقالته من “تويتر” عام 2015.
أما الدعوى القضائية التي قدمها “الجبري” في أغسطس/آب الماضي؛ فتتهم “بن سلمان” شخصيا بإرسال فرقة قتل لاغتياله في أكتوبر/تشرين الأول 2018 بعد أقل من أسبوعين على اغتيال الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” داخل قنصلية المملكة بإسطنبول.
وأكدت الدعوى أن “مسك” تآمرت في مخطط ولي العهد السعودي لتجنيد أفراد سرا والعمل كعملاء يشاركون في عملية ملاحقة “الجبري” في الولايات المتحدة، ووعدت بتعيينات ومكافآت لمن يساعدون فيه.
وقال شخص على علاقة قريبة من عائلة “الجبري” إنها أصبحت قلقة من دور المؤسسة في سبتمر/أيلول 2017 عندما اتصل موظفو “مسك” أكثر من مرة بواحد من أولاده وأصدقائه للحصول على تفاصيل عن ضابط الاستخبارات السعودي السابق وزوجته ووضعه في الولايات المتحدة.
وفي نفس الفترة أرسل “بن سلمان” ومساعدوه سلسلة من الرسائل التهديدية إلى “الجبري”، الذي غادر السعودية في مايو 2017، في محاولة لإجباره على العودة، كما تؤكد الدعوى القضائية.
وقال محلل سعودي على معرفة بعمل “مسك”: “المسؤولون (السعوديون) لا يريدون ربطها بهذه القضايا لأنها قد تؤدي لوقف الشراكات الدولية”.
وهدفت المؤسسة في سنواتها الأولى لحفز رغبة الشباب السعودي باستخدام منصات التواصل الاجتماعي وحرفها نحو المحتويات غير السياسية، خاصة أن الربيع العربي أشعل شرارة الاهتمام بها كوسيلة لنقد الحكومة.
ولذا تشير “كريستين ديوان”، من معهد دول الخليج العربية، إلى أن “مسك تعتبر مركزية لمشروع محمد بن سلمان” باعتبارها أداة تشجيع ودعم التغير بين الشباب السعودي وفي الوقت نفسه إبقائهم ضمن إطار حكم ولي العهد.
وبعد مقتل “خاشقجي” قامت مؤسسة “جيتس” وجامعة هارفارد بقطع العلاقات مع “مسك”، نظرا لارتباطها بـ”بن سلمان”، لكن منظمات أخرى ظلت تتعاون معها، مثل شركة “جنرال إلكتريك”، التي تعاونت مع “مسك” في برنامج للقيادة.
كما لا تزال “بلومبرج” محتفظة بشراكتها مع “مسك” وتخطط لإطلاق قناة عربية بالتعاون مع شركة مرتبطة تاريخيا بعائلة “بن سلمان”.
المصدر | الخليج الجديد