اعتادت الأمم المتحدة أن يكون مطار صنعاء الدولي في استقبال طائراتها متى ما أرادت بعد أن فرض التحالف في التاسع من اغسطس2016 إغلاق المطار أمام اليمنيين في مخالفة للموِاثيق والمعاهدات الدولية.
قرار التحالف بإغلاق مطار صنعاء تسبب بوفاة 80 ألف مريض كانوا بحاجة إلى السفر للعلاج خلال الأعوام الأربعة الماضية بالإضافة إلى حرمان مئات الطلاب من مواصلة تعليمهم خارج اليمن.
خمسة أشهر مضت منذ أن شدد التحالف حصاره على دخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة ما تسبب في تعطيل الحياة بمعظم مرافق المؤسسات الخدمية بمختلف القطاعات.
أواخر شهر أغسطس الماضي حذرت إدارة مطار صنعاء الدولي في بيان لها، من عدم قدرتها على توفير الخدمات الملاحية الجوية لاستقبال طائرات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والإغاثية بسبب قرب نفاد مخزونها من المشتقات النفطية.
وأكدت إدارة المطار في حينه أنها غير قادرة على تشغيل مولدات الكهرباء وعربات الإطفاء وبقية الأجهزة والمعدات الخاصة بتقديم الخدمات للطائرات الأممية والمنظمات الإنسانية والإغاثية التي تصل وتغادر مطار صنعاء الدولي يومياً.
الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لم تكترث لنداء الاستغاثة من أجل توفير المشتقات النفطية لضمان استمرار العمل بمطار صنعاء الدولي وتقديم الخدمات للطائرات ولم تصدر حتى بيان يدعو تحالف العدوان بالإفراج عن المشتقات النفطية.
عجز الأمم المتحدة بالضغط على دول تحالف العدوان لاسيما السعودية بإدخال المشتقات النفطية أجبر مطار صنعاء بداءً من اليوم الأربعاء بتعليق استقباله للرحلات الجوية التي كانت حصراً على الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها.
إغلاق المطار لم يكن مفاجئاً وسبقه تصريح وزير النقل “زكريا الشامي” الأحد الماضي في فعالية وزارة النقل والهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد في الذكرى السنوية الرابعة لإغلاق مطار صنعاء الدولي من قبل التحالف، أمام الرحلات المدنية والتجارية.
رغم الكارثة الإنسانية التي لحقت بالشعب اليمني منذ إغلاق تحالف العدوان مطار صنعاء قبل أربعة أعوام إلا أنه ظل مفتوحاً أمام رحلات الأمم المتحدة ومنظماتها ليأتي اليوم ليغلق المطار في وجهها.
الكثير من المراقبين يعتبرون الأمم المتحدة شريكة في ديمومة إغلاق مطار صنعاء أمام اليمنيين وإن سمحت مرة أو مرتين بنقل مرضى ليتعدى الـ 20 مريضاً لتسخر الإعلام الدولي تسليط الضوء على ما قامت به وكأنه منجز متغافلة عن موت الآلاف من المرضى وفق التقارير المحلية والدولية.
واستدلوا بإجلاء منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة طفلة إحدى موظفات صندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة لإجلائها من صنعاء بطائرة خاصة وامتنعت عن قبول طلب وزارة الصحة بنقل سبعة أطفال مصابين بأمراض أشد فتكاً، وكانوا بحاجة لعناية طارئة.
اتخاذ السلطات في صنعاء تعليق عمل المطار أمام رحلات الأمم المتحدة لن يتسبب لها في خسائر مادية بقدر ما سيضع الأمم المتحدة بحرج أمام مموليها كونها المستفيد الأول من فتح الرحلات لطائراتها لتفرض صنعاء معادلة جديدة توفير المشتقات النفطية للشعب اليمني مفتاح لفتح المطار.