عالمية (وكالة الصحافة اليمنية)
اكد وزير الخارجية “محمد جواد ظريف” ، ان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية “دونالد ترامب” وبعد انسحابه من الاتفاق النووي لم ينتهك مصالح هذا الاتفاق فحسب، وانما خان مصالح شعبه ايضا.
وفي حوار مع صحيفة “العمل والعمال” الايرانية يوم الاحد، اوضح ظريف : ان السيد ترامب وبعد مرور 3 اعوام ونصف على رئاسته لم يبق اي اتفاقية دولية هامة، دون ان ينسحب منها من غير مبرر؛ بما في ذلك انسحابه من معاهدة باريس للمياه والمناخ، وانسحابه من منظمة اليونسكو واتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)؛ وعقب الفضيحة العالمية التي مني بها بعد طرحه مشروع قرار استئناف الحظر لدى مجلس الامن الدولي، تصور البعض بانه سيقرر الانسحاب من عضوية الامم المتحدة ومجلس الامن ايضا.
وفي معرض الاشارة الى نص الاتفاق النووي بشان التعامل مع الشركات الامريكية، اشار وزير الخارجية الى ان اسلوب التعاون مع هذه الشركات وفق الاتفاق كان سيتم اولا عبر شراء ايران 88 طائرة من طراز بويينغ، وثانيا من خلال الشركات غير الامريكية التي لديها صلاحية قانونية لتمثيل الشركات الامريكية في ايران.
وتابع، ان اتفاقية شراء ايران 88 طائرة من شركة بويينغ في المرحلة الاولى ومن ثم تقديم طلبات اخرى لتصل الى 200 طائرة، كان على وشك التنفيذ، قبل ان يقوم ترامب بالغاء هذا العقد عبر انسحابه من الاتفاق النووي واعادة حظر شراء الطائرات على ايران؛ مما تسبب في بطالة العديد من العاملين لدى شركة بويينغ ايضا.
واكد ظريف، اذا ترامب لم ينتهك مصالح الاتفاق النووي وحسب، بل خان مصالح شعبه بانسحابه من هذا الاتفاق.
واوضح ان خروج ترامب من الاتفاق النووي تم بتحريض “جون بولتون” ليعيد الحظر على ايران من بعد ذلك؛ في الوقت الذي واصلت طهران التزامها بكافة التعهدات النووية.
وتساءل وزير الخارجية الايرانية : الم ينذر ذلك بشن حرب اقتصادية ضد ايران؟!
كما اشار الى ان الفضيحة الاخرى التي تعرض لها الرئيس الامريكي خلال الفترة الاخيرة، والتي تمثلت في نقل ملف ايران الى مجلس الامن الدولي واستدلال ساذج من قبل “السيد بومبيو”، بان “امريكا لاتزال عضوة في القرار 2231″، ليظهر بولتون نفسه في مقابلة صحفية قائلا : ان واشنطن ليس لها الحق في الاستناد الى القرار 2231 نظرا لانسحابها الكامل من الاتفاق النووي.
كما علق على تهديد ترامب لايران بان “تعقد اتفاقا معه الان، او ستواجه ظروفا اصعب بكثير في مرحلة ما بعد الانتخابات”؛ قال وزير الخارجية الايراني : ان الاخير لا يمتلك القوة في شن حرب (عسكرية) ضد ايران؛ مبينا ان الامريكيين يكذبون عند قولهم اليوم بانهم “لا يسعون وراء تغيير النظام في ايران” وذلك لكونهم عاجزين عن القيام بذلك.
وفي صعيد اخر، تطرق ظريف الى الاتفاق الاستراتيجي على مدى 25 عاما مع الصين؛ مؤكدا بان الاخيرة تضطلع بدور بارز للغاية في المعادلات الدولية اليوم “وانني من مؤيدي اقامة علاقات شاملة مع جميع اللاعبين الاقليميين والدوليين، بما فيها الدول الاوروبية وروسيا”.