قال معهد “كوينسي للحكم المسؤول” الأمريكي، إن العلاقات الأمريكية – السعودية بحاجة لضبط، وعلى واشنطن دفع الرياض للمشاركة بشكل مثمر في المنطقة بدلا من التسامح مع سياساتها التي تقوض الاستقرار.
ودعا المعهد إلى الضغط لإنهاء حصار قطر لأنه أمر حاسم لصالح أمريكا وضروري للاستقرار الإقليمي.
وأكد تقرير من إعداد “أنيل شيلاين”، و”ستيفن سايمون” أنه “في عهد الملك سلمان وولي عهده محمد ، زعزعت السعودية الاستقرار في المنطقة من خلال شن حرب على اليمن، وحصار قطر، واختطاف سعد الحريري؛ لإجباره على الاستقالة من رئاسة الوزراء في لبنان، وإسكات المعارضين السعوديين بالقوة في الداخل والخارج، وأبشعها القتل المروع للصحفي السعودي جمال خاشقجي”.
وتساءل التقرير عن جدوى “استمرار واشنطن في دعم نظام استبدادي عميق يعمل على عكس المصالح الأمريكية من خلال إثارة العنف وزعزعة الاستقرار في المنطقة”.
ولفت إلى أنه على واشنطن الضغط على الرياض لإنهاء الحرب على اليمن، وإنهاء الحصار المفروض على قطر، والمشاركة في تطوير هيكل أمني إقليمي شامل، قائم على احترام سيادة الدول الأخرى وحقوق الإنسان.
وشدد على أنه إذا لم تستجب سلطات الرياض لذلك، فالمطلوب من واشنطن إنهاء جميع مبيعات الأسلحة إلى السعودية، والبحث عن شركاء إقليميين آخرين.
وأكد التقرير أنه على الرغم من أن الحصار المفروض على قطر يتم بشكل أساسي من السعودية التي تسيطر على الحدود البرية الوحيدة لقطر، وتمنع الطائرات القطرية من اجتياز مجالها الجوي، فإن العداء الإماراتي تجاه قطر يعد عاملا حاسما في استمرار الحصار عليها.
وأضاف أن “الحصار جاء في أعقاب تحريض للإماراتيين والسعوديين داخل البيت الأبيض في أوائل عام 2017، وبدا في فترة ما أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انقلبت على قطر، التي تعد شريكا أمنيا للولايات المتحدة في الخليج العربي، وتستضيف قاعدة العديد الجوية، المنشأة العسكرية الأكبر في المنطقة”.
غير أن قطر تمكنت من البقاء والازدهار بمساعدة سلطنة عمان والكويت وتركيا، وحافظت على مكانتها كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، فيما حفزها الحصار لتحقيق قدر أكبر من الاكتفاء الذاتي؛ من خلال تقليل الواردات وزيادة الإنتاج الغذائي المحلي.
ونوه التقرير إلى أن البيت الأبيض بعد دعمه للحصار في البداية، تراجع تدريجيا عن مواقفه، وبحلول سبتمبر/أيلول 2017، أيد “ترامب” إنهاء أزمة الخليج.
وأوضح أن القيادة السعودية تعتبر الإمارات شريكا أكثر موثوقية من الولايات المتحدة، لا سيما بالنظر إلى احتمالية فوز المرشح الديمقراطي “جو بايدن” بالرئاسة الأمريكية، ولذلك فمن المرجح أن يتبع “محمد بن سلمان” ما تفضله الإمارات ويواصل الحصار.
وشدد على أن الولايات المتحدة بحاجة إلى ممارسة ضغوط قوية، أو تقديم حوافز للسعوديين؛ للتغلب على الهيمنة الإماراتية لإنهاء أزمة الخليج.