تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //
تتواصل تصريحات القيادات السودانية المتناقضة، حول مشاركة الجيش السوداني في حرب اليمن.
ويبدو أن الموقف الرسمي المؤكد، هو استمرار وصول التعزيزات من الجيش السوداني للمشاركة في الحرب على اليمن، التي دخلت عامها السادس، بينما تبقى تصريحات المسئولين المدنيين في السودان مجرد أحاديث لا يوجد ما يسندها على أرض الواقع.
وتؤكد الأحداث أن العسكريين في الخرطوم مثل حمدوك، وبرهان، هم من يقررون طبيعة مواقف السودان من مجريات الأحداث في المنطقة، حيث لا يمكن إن تتجه السودان للتطبيع مع إسرائيل كما أعلن رئيس مجلس السيادة أحمد حمدوك، بتنسيق الإمارات، و الاعتقاد في نفس الوقت أنه يمكن أن يكون للخرطوم موقفاً مغايراً، خارج عباءة الإماراتيين من الأحداث في اليمن.
ورغم رفض مشاركة الجيش السوداني، في حرب اليمن، من قبل قادة الثورة الشعبية التي اطاحت بالبشير، إلا أن النوايا الطبية وحدها لا تكفي، لوقف التدخلات السودانية إلى جانب دول التحالف في اليمن.
اخر المواقف المتناقضة في تصريحات الحكومة السودانية، صدرت، الجمعة، من قبل وزير الخارجية المكلف عمر قمر الدين، الذي قال في مقابلة مع قناة ” فرانس24″ إن بلاده تسعى للخروج من حرب اليمن”، مضيفاً أن “البشير هو من ورط السودان في هذه الحرب”.”
لكن يبدو أن التصريحات الداعية لسحب الجيش السوداني من الحرب على اليمن، تحولت إلى نوع من المناورة السياسية بالنسبة القادة العسكريين في الخرطوم، والذين يبدو أنهم يجنون الكثير من المكاسب، عبر ممارسة الابتزاز على السعوديين والإماراتيين، بدعوى التعرض للضغط من قبل الثوار، إلى جانب عدم ممانعة العسكريين السودانيين بالسماح لقيادات الثورة من المدنيين، بإعلان مواقف قد تخدم السودان مستقبلاً للتنصل من أي مسألة قانونية حول إنتهاكات حقوق الانسان خلال حرب دول التحالف في اليمن.
على ان الدعوات التي يطلقها المدنيون للمطالبة بسحب الجيش السوداني، من اليمن، تواجه بالعكس تماماً من قبل القادة العسكريين، حيث كشف موقع ” ميدل ايست اي” البريطاني، الجمعة قبل الماضية، أن السودان أرسل مئات الجنود نهاية سبتمبر المنصرم، إلى منطقة جيزان جنوب السعودية قبل أن يتم نقلهم إلى اليمن.
ونقل الموقع عن مصادر مطلعة في السعودية قولها ” إن الجنود السودانيين، دخلوا الأراضي السعودية، دون اجراءات رسمية” وهو ما يؤكد وجود نوايا من قبل قيادة الجيش السوداني لإنكار أي مسائلة حول ارسال قوات جديدة إلى اليمن، بعد أن كان رئيس مجلس السيادة حمدوك، قد أعلن سحب معظم القوات السودانية من اليمن، في سبتمبر 2019.