ترجمة خاصة/وكالة الصحافة اليمنية//
كتبت الصحفية سارة دعدوش تقريرًا في صحيفة ” واشنطن بوست” الثلاثاء الماضي قالت فيه إن وسائل الإعلام السعودية تُمهد لحذو دول طبعت مع إسرائيل في إشارة إلى الإمارات والبحرين.
ونشرت صحيفة ” عرب نيوز” المتحدثة بالإنجليزية مقالًا رحبت فيها بتطبيع الإمارات مع إسرائيل، وجهت فيه نقدًا لاذعًا للقادة الفلسطينيين حيث تساءل “فيصل عباس”: “متى سيتعلمون أنه في كل مرة يبتعدون عن طاولة المفاوضات، تصبح الكعكة أصغر؟”.
وسبق للأمير بندر بن سلطان السفير السعودي السابق في واشنطن أن انتقد القيادة الفلسطينية بشدة، في مقابلة بثت على قناة “العربية” المملوكة للدولة.
وكانت تصريحات “بندر” لاذعة، رداً على الإدانة الفلسطينية لاتفاقات السلام التي أبرمتها الإمارات والبحرين مع إسرائيل، حيث قال: “إن جرأتهم على استخدام الكلمات الهجومية ضد القيادة الخليجية أمر مرفوض”.
وبحسب الصحيفة تم تداول تنديد “بندر” على نطاق واسع في وسائل الإعلام السعودية، لدرجة إنشاء موقع تحت اسم “رأي بندر” من أجل هذا الموضوع خصيصا.
وقالت سارة أن الإعلام السعودي تغاضى عن تسليط الضوء على مقابلة أجراها رئيس المخابرات السعودية السابق الأمير “تركي الفيصل” مع صحيفة إماراتية، والتي كان فيها أكثر انتقادًا لإسرائيل.
وقالت “إلهام فخرو” المحللة البارزة للشؤون الخليجية في مجموعة الأزمات الدولية، إن وسائل الإعلام السعودية ترسل إشارة واضحة حول موقف البلاد من التطبيع مع إسرائيل بعد الاتفاقية الإماراتية.
وأضافت فخرو أن السعودية تملك نفوذ كبير في المنطقة وذات ثروة نفطية هائلة، إلا أن براعتها الإعلامية متأخرة، حيث تراجعت أهمية صحيفتي “الحياة” و “الشرق الأوسط” اللتين كانتا شهيرتان في السعودية سابقاً مع ابتعاد الجمهور عن المطبوعات.
وأكدت بحسب ما نقلته الكاتبة أن قناة الجزيرة الفضائية تفوقت على الدور المهيمن الذي لعبته الصحف، فمنذ عام 1996، كانت القناة القطرية هي المؤسسة الإخبارية الأكثر نفوذاً في المنطقة، حيث تصور نفسها على أنها البديل المستقل لوسائل الإعلام التي تديرها الدولة وتقدم الأخبار على مدار 24 ساعة للعالم العربي.
إلا أنه وبحسب المقال بدأت السعودية في تصعيد لعبتها الإعلامية، في خضم النزاع الإقليمي المرير بين السعودية والإمارات ودول عربية أخرى ضد قطر.
وعلى سبيل المثال، زادت وسائل الإعلام المملوكة للسعودية من استخدام العاملين (الفريلانس) ذوي الأسماء الأجنبية في محاولة لإضفاء مصداقية أكبر لموضوعاتها، كما اشترى مستثمر سعودي حصة في صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، وقامت “عرب نيوز” بإضافة إصدارات جديدة بلغات أجنبية مختلفة.
وحول التمهيد للتطبيع أشارت الكاتبة إلى أن مقال رأي نُشر في صحيفة ” عرب نيوز” في أغسطس الماضي، بقلم رونالد لودر رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، أشاد بالاتفاق الذي توصلت إليه إسرائيل والإمارات ووصفه بأنه “بداية سلام على مستوى المنطقة”.
وفي الشهر التالي، غيرت “عرب نيوز” صورتها على “تويتر” إلى رسالة عبرية احتفالا بالعام العبري الجديد.
ولفتت الكاتبة إلى أن نهج السعودية تجاه إسرائيل قد تحول بعد تولي محمد بن سلمان مقاليد الأمور وهو الذي اعترف علنًا بحق الإسرائيليين في العيش على أرضهم مع الفلسطينيين.
وأوضحت سارة دعدوش إلى أن التمهيد للتطبيع تجاوز النغمة الجديدة لوسائل الإعلام حيث قام إمام المسجد الحرام على سبيل المثال، بالتحدث مؤخرًا عن علاقات النبي “محمد صلى الله عليه وسلم” الودية مع اليهود.