حذف موقع صحيفة معاريف الإسرائيلية، سؤالا ضمن مقابلة أجراها مع رئيس أركان جيش الاحتلال «غادي أيزنكوط»، تناول لقاء ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» مسؤولين إسرائيليين، كما حذفت الفقرة الخاصة بالجواب.
وخلال المقابلة، ، وجهت الصحيفة العبرية لـ«أيزنكوط» أسئلة عدة عن العلاقات السعودية و(إسرائيل)، وكان من ضمنها سؤال تناول تقارير ذكرت أن «محمد بن سلمان»، الذي أشارت إليه بـ(MBS)، التقى مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى.
وسألت الصحيفة: «هل أنت أحدهم؟» (لأيزنكوط) وأجاب: «نعم مع مئير بن شبات (رئيس مجلس الأمن القوي)»، حسب ما تبين الصور المرفقة عن النسخة الورقية.
وكانت المفاجأة، اليوم، بحذف الموقع السؤال عن «بن سلمان» كلياً؛ والقفز مباشرة من السؤال حول «ما إذا كانت (إسرائيل) تعارض أن تزود الولايات المتحدة العربية السعودية بمفاعل نووي»، إلى السؤال: «هل يمكن الحديث عن تحالف سني إسرائيلي؟»، لكن لسوء حظ «معاريف»، فإنها لم تستطع حذف السؤال من المقابلة التي نشرتها في نسختها الورقية وصيغة «بي دي إف».
ويشير هذا الأمر إلى أحد احتمالين، يدل كلاهما على عدم رضا (إسرائيل) عما أكده «أيزنكوط»؛ إما أن تكون الصحيفة تعرضت إلى ضغوط من رئيس أركان الجيش نفسه، الذي سبق له أن فاخر بالمشاركة في لقاء جرى في واشنطن حضره عدد من رؤساء أركان جيوش عربية، وإما أن تكون تعرضت إلى ضغوط من المستوى السياسي الإسرائيلي، ممثلاً برئيس حكومة الاحتلال «بنيامين نتنياهو»، الذي لا يخفي وجود علاقات ممتازة بالسر مع دول «المحور السني المعتدل».
وما يعزز فرضية وجود عدم رضا داخل النخبة الإسرائيلية الحاكمة من إعلان «أيزنكوط» عن لقاء «بن سلمان» بمسؤولين إسرائيليين، ظهور السؤال المذكور، في الترجمة الإنجليزية للمقابلة على موقع «جيروزاليم بوست»، لكن الإجابة جاءت محرفة، على خلاف ما جاء في العبرية؛ إذ يجيب «أيزنكوط»: «MBS؟ إذا كنت تعني مائير بن شابيت (رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي)، إذن نعم».
وحتى هذه اللحظة، لم يكن موقع «جيروزاليم بوست» قد حذف السؤال، على خلاف النص العبري في موقع «معاريف».
وفي الآونة الأخيرة، بدأت السعودية تعمق علاقاتها مع (إسرائيل) في ظل وجود عدو مشترك وهو إيران، ولكن هذا التعاون المتنامي تحاول اسرائيل والسعودية ان تجعله سريا قدر الامكان حتى لا يمثل مشكلة سياسية لها.
وعلقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، برئاسة «بنيامين نتنياهو»، آمالا كبيرة وغير محدودة على علاقتها التي تتطور يوميا مع السعودية، وتدفع بكل ثقلها في اتجاه أن يكون للرياض دور أساسي وتاريخي في فتح الباب أمام تطبيع علاقات دولة الاحتلال مع بقية الدول العربية عبر أرض المملكة وبحرها وجوها.