تقرير // عمرو عبدالحميد// وكالة الصحافة اليمنية//
مشهد مهيب ولحظات خالدة وفارقة، عاشته العاصمة صنعاء، التي عانقت اليوم أحرارها بعد غياب لأعوام، قضوها في غياهب السجون، وسياط الجلادين، لا لشيء إلا أنهم عشاق لله والوطن.
بزغ فجر الحرية للأسرى ونجحت عملية تبادل الأسرى، ورافق من صور الاحتفاء الرسمي والشعبي، ما أوغل صدور الإعلاميين والناشطين المحسوبين على “حكومة هادي” أو إن صح التعبير على الريال السعودي والدرهم الإماراتي.
بعد أن حطت أربع طائرات في مطار صنعاء وعلى متنها 472 أسيراً من الجيش واللجان الشعبية لتحتضنهم العاصمة، في حين حملت طائرات أخرى 250 عنصراً تنكروا لوطنهم وشعبهم من بينهم 15 سعوديا و4 سودانيين ليكونوا أغلى ثمناً على حساب بقية من قاتل معهم من “حكومة هادي” هذا هو الحال الذي غض الطرف عنه من تلك الأقلام التي جندت نفسها في خدمة السعودية والإمارات، لتحاول الهروب، من مواجهة الخيبة والفشل، بنشر الشائعات أن من تم إطلاق سراحهم من قبل القوى الوطنية في صنعاء سوى مختطفين ومعتقلين ليضيفوا خيبة لخيبتهم.
تُمثل التقارير الدولية السابقة رداً كافياً حول ما تدعيه الأقلام والأصوات المحسوبة على التحالف فيما يخص الاختطافات والاعتقالات ما بين المحافظات الواقعة تحت سيطرة “حكومة هادي” التي تمارس عمالها من الرياض وحكومة الإنقاذ في صنعاء.
في منتصف العام 2018 اتّهمت منظمة “العفو الدولية” في تقرير لها، القوات الموالية للحكومة اليمنية حكومة “هادي” في الجنوب والمدعومة من الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف العسكري بقيادة السعودية، باختطالف وتعذيب سجناء، في انتهاكات طالبت بأن يتم التحقيق فيها على أنها “جرائم حرب”.. وقالت المنظمة الحقوقية، بعد نحو عام من التقارير التي تحدثت عن احتمال وجود سجون سرية في المناطق الجنوبية لليمن، إنّ بعض هؤلاء السجناء قد يكونون توفوا بسبب التعذيب أثناء توقيفهم.. وأكدت المنظمة أنها تحققت من ظروف اعتقال 51 سجيناً.
وكالة اسوشييتد برس الدولية كشفت بدورها في العام نفسه عن المئات من المعتقلين يتعرضون لأصناف من التعذيب وتحدثت بكل وضوح عن إيذاء جنسي يطال المعتقلين في سجن بئر أحمد في مدينة عدن ونشرت لأحد المعتقلين رسوماته التي تشرح عمليات التعذيب.
الجرائم الفادحة والانتهاكات البشعة بحق المواطنين في المحافظات الجنوبية منحت الناشطة الحقوقية اليمنية هدى الصراري، الفوز بجائزة “الأورورا” للصحوة الإنسانية للعام 2019، تقديراً لكشفها عن وجود شبكة من السجون السرية التابعة للإمارات، ومليشياتها، والتي تحتجز بداخلها المئات من اليمنيين، الذين يخضعون لصنوف مختلفة من التعذيب.
المحافظات الجنوبية تحولت بفعل الاحتلال إلى بيئة طاردة فبحسب اللقاء التشاوري الأول الذي عقده أئمة وخطباء المساجد بعدن، في مارس 2019، هناك أكثر من 30 خطيبا وإمام مسجد، تعرضوا للاغتيال، ونجاة 12 آخرين، ومغادرة ما يزيد عن 200 آخرين منهم المدينة خوفا من المصير ذاته.
وافاد تقرير حقوقي صادر من اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع عدن، مطلع مارس 2018، ان أكثر من 1250 جريمة اغتيال، استهدفت شخصيات مختلفة، إلى جانب تسجيل 45عملية تفجير بعبوات ناسفة، في الشوارع والأحياء السكنية، إضافة إلى عشرات جرائم السطو المسلح بحق المواطنين، منذ النصف الثاني من العام 2015م.
ليست فقط المنظمات من وثقت عذابات المواطنين في المحافظات المحتلة بل كشفتها أمهات المختطفين والمخفيين، اليوم واثناء استقبال صنعاء لأسراها الأبطال، أمهات المختطفين في عدن يخرجن بوقفة احتجاجية وطالبن بإخراج فلذات اكبادهن من سجون القوات الموالية للإمارات “الانتقالي” وإظهار المخفيين والمختطفين قسرا في سجن بئر أحمد.
الجرائم المذكورة ليست من مراكز في صنعاء ليطعن بها كل صوت ما زال يبح صوته بشكراً لسلمان وشكراً إمارات الخير كما أنه جزء يسير من تقارير دولية يشيب له رأس كل عاقل لبيب.
ستة أعوام من الحرب وفي كل صفقة تبادل أسرى صنعاء تُقدم أسماء يمنيين في كشوفاتها في حين كشوفات “حكومة هادي” ضمت أمريكيين وفرنسيين وسعوديين وسودانيين، هنا تخرس الألسن، لم يُعد للمغالطات جدوى، سوى التمرُغ أكثر في وحل الخيانة، وسيدون التاريخ كل الأحرف والكلمات وستحكم الأجيال على من يستحق باللعنات.