لندن/وكالة الصحافة اليمنية//
قال ديفيد هيرست محرر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني في مقال نشره اليوم السبت، أن بندر بن سلطان تمسك طوال حياته المهنية الطويلة بمبدأ واحد هو “خدمة سيده سواء كان ملك السعودية أو رئيس الولايات المتحدة، أو كليهما.
وقال هيرست إن المزاج في الرياض وأبوظبي حاليا قاتم، إذ إن “سقف” قصورهم الكهفية يمكن أن يطير قريبا، تاركا أصحابها مكشوفين؛ فليس هناك جاريد كوشنر، صهر ترامب وكبير مستشاريه بالبيت الأبيض، لتلقي مكالمات منتصف الليل التي تسأل عما إذا كان بإمكانهم غزو قطر.
ويضيف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “لا يبالي”. إنه محارب قديم عاصر أربعة رؤساء أمريكيين، اثنان منهم ديمقراطيان، يعرف كيف يكون الشتاء في واشنطن. نتنياهو رجل لكل الفصول. لم يتوقف عن إقناع البيت الأبيض بغسل ملابسه المتسخة.
ويشير هيرست إلى أن نتنياهو أبلغ الكنيست الذي صادق على اتفاق التطبيع الإماراتي، الخميس، أنه ما زال يعتقد أن الفلسطينيين سوف “يستيقظون”. فهو “يلعب اللعبة الطويلة”. بينما ولي عهد السعودية محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، لا يستطيعان الانتظار. إذ يحتاج الرجلان اللذان يخططان للسيطرة على العالم العربي السني إلى “نتائج الآن”.
ويقول الكاتب إن مليارات الدولارات التي ضخوها على الرئيس ترامب، والتي هم على وشك خسارتها إذا خسر الانتخابات، هي أقل مشاكلهم.
خططهم للاعتراف العربي بإسرائيل تتعطل، لم تنضم أي دولة عربية كبيرة إلى الصفقة، لا فرح بعد من السودان أو عُمان أو الكويت، اعترفت دولتان صغيرتان فقط من دول الخليج بإسرائيل، الإمارات العربية المتحدة والبحرين، ولا بد من وضع حجر الأساس لعملهما.
الساعة تدق.. يحتاجون لاستبدال الرئيس الفلسطيني محمود عباس برجلهم محمد دحلان، ويجب إخراج المقاومة من القادة الفلسطينيين- أو هكذا يعتقد محمد بن زايد.
أحضروا بندر
لذا قاموا الأسبوع الماضي بإخراج أمير سعودي مخضرم للتنديد بالقادة الفلسطينيين “الطفوليين” في محاولة لتليين الرأي العام العربي، وخلق أرضية للمملكة العربية السعودية لتحذو حذو المطبعين.
في حديثه على قناة العربية المملوكة للسعودية، الأمير بندر بن سلطان الذي لديه ما يزيد عن 37 عاما في الدبلوماسية السعودية، 22 عاما كان سفيراً لها في واشنطن. كان موضوعه بسيطا: “أعتقد أننا في المملكة العربية السعودية، نعمل بناء على حسن نيتنا، كنا دائما هناك من أجلهم [الفلسطينيون]. وكلما طلبوا النصيحة والمساعدة، سنوفر لهم كليهما دون توقع أي شيء في المقابل، لكنهم سيأخذون المساعدة ويتجاهلون النصيحة. ثم يفشلون ويعودون إلينا مرة أخرى، وسنقوم بدعمهم مرة أخرى، بغض النظر عن أخطائهم وحقيقة أنهم كانوا يعلمون أنه كان عليهم أخذ نصيحتنا”.
قال بندر إن الوقت قد حان لكي تسلك المملكة العربية السعودية طريقها الخاص وتتبع مصلحتها الوطنية. وقد خلقت تصريحاته رد فعل عنيف في جميع أنحاء العالم العربي.
بعيدا عن الفلسطينيين، ذكّر بندر الذي احتل مركز الصدارة مرة أخرى ملايين العراقيين والسوريين والمصريين كم كلفتهم السياسة الخارجية السعودية على مدى العقدين الماضيين.
كان بندر وجه كل الصفقات الخلفية التي أبرمتها المملكة العربية السعودية ضد الدول العربية الشقيقة، وهو وجه استمر في الظهور مهما كانت الفضيحة شنيعة، أو عدد الذين دفعوا الثمن
لقد ذكّرهم بكل حرب أمريكية أو صفقة قذرة شارك فيها بندر شخصيا. والقائمة هي: فضيحة إيران-كونترا، صفقة اليمامة للأسلحة، حرب الخليج الأولى، الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وأخيرا الحرب في سوريا. كان بندر منغمسا في كل ذلك حتى رقبته.